عشية تسليمه السلطة إلى الرئيس المنتخب إبراهيم بوبكر كيتا، طالب الرئيس الانتقالي المالي ديونكوندا تراوري مواطنيه بالتسامح وطي صفحة الخلافات، والمضي على طريق المصالحة الوطنية "من أجل بناء مالي موحدة وقوية". وقال تراروي في كلمة لشعبه نقلها تلفزيون مالي مساء الثلاثاء بمناسبة نهاية عمله "لقد انتصرنا جميعا بفضل الله وبفضل جهودنا وجهود حلفائنا، لكننا قبل ذلك عانينا جميعا و صبرنا جميعا و قاومنا جميعا و تضرعنا إلي الله جميعا من أجل مالي". ووجه تراوري الشكر لفرنسا ورئيسها فرانسوا هولاند، كما خص بالشكر قادة دول منظمة تنمية غرب إفريقيا، الذين شاركت بلدانهم بقوات في عمليات "تحرير مالي من الحركات الظلامية المتطرفة و الإرهابية" على حد قوله. وقادت فرنسا تدخلا سكريا في مالي في يناير الماضي عقب السيطرة المتزايدة للمتمردين الاسلاميين على الشمال وتقدمهم جنوبا صوب العاصمة باماكو. وأشاد تراوري بالرئيس المنتخب إبراهيم بوبكر كيتا، قائلا أنه يمتلك من المؤهلات ما يسمح له بمعالجة التحديات الجمة التي تواجه من اجل المصالحة و الإعمار. ومن المقرر أن يتسلم كيتا مقاليد الحكم في مالي غدا الأربعاء. وأعلنت وزارة الداخلية المالية، منتصف الشهر الماضي ، رسمياً، كيتا، رئيساً جديداً للبلاد، بعد حصوله في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت في الحادي عشر من الشهر ذاته، على 77,61% من أصوات الناخبين، وذلك مقابل 22,39% لمنافسه سوميلو سيسي الذي أقر بخسارته قبل إعلان النتائج. ويعتبر إبراهيم بوبكر كيتا أحد أبرز وجوه المشهد السياسي المحلي، حيث جمع في العقدين الأخيرين بين مناصب مهمة بالدولة وأخرى في بعض التشكيلات السياسية القوية قبل أن يشكل حزبا خاصا به. ويتعين على الرئيس الجديد لمالي بدء عملية إعادة إعمار لبلد يشهد منذ أكثر من عام نزاعًا سياسيًّا وعسكريًّا عقب الانقلاب الذي أطاح بحكم الرئيس آمدو توماني توريفي مارس/آذار 2012.