تتعلق أنظار المحامين اليوم نحو طنطا حيث من المقرر أن تنظر محكمة جنح مستأنف طنطا النظر في الطعن المقدم من المحاميين إيهاب ساعي الدين ومصطفى فتوح على حكم محكمة أول درجة الصادر بحبسهما خمس سنوات في قضية التعدي على باسم أبو الروسي رئيس نيابة ثاني طنطا. ومن المنتظر أن تستمع المحكمة في جلسة اليوم برئاسة المستشار مصطفى إمبابي إلى شهود الإثبات والنفي في القضية، بناء على طلب هيئة الدفاع خلال الجلسة التي عقدت في 20 يونيو الماضي، فيما يتوقع أن تحظى المحاكمة بحضور كبير من المحامين الذين سيفدون من مختلف المحافظات لمؤازرة زميليهما. وتسود أجواء من الترقب جلسة المحاكمة فيما لا تلوح في الأفق أي بوادر لإنهاء الأزمة، بعد أن عقد مجلس نقابة المحامين مساء أمس اجتماعا طارئا استمر أكثر من أربع ساعات وانتهى بعد العاشرة مساءا قرر فيه ذهاب اعضاء مجلس النقابة بالكامل اليوم الى طنطا وعدم قبول اى اعتذار من المحاميين المحبوسين او من غيرهما، كما قرر المجلس ان يكون فى حالة انعقاد دائم الى ان تنهى الازمة واستمرار العمل بالقرارات السابقة الخاصة بالاعتصام والاضراب. وقرر المجلس تشكيل هيئة الدفاع من حمدى خليفة نقيب المحامين اضافة الى خالد ابوكريشة وجمال سويد ومختار العشرى اعضاء مجلس نقابة المحامين , وقرر المجلس عقد اجتماع طارىء مساء اليوم لبحث القرار الذى ستتخذه المحكمة وبحث اخر مستجدات الازمة . وادى غياب عمر هريدى امين صندوق النقابة عن الاجتماع الى سخط عدد كبير من اعضاء مجلس النقابة وخصوصا انه كان طرف اساسى فى المفاوضات التى تمت بين النقابة والاطراف الاخرى . وقال سعد عبود عضو مجلس النقابة وعضو مجلس الشعب انه منع من حضور المفاوضات التى تمت مع احمد فتحى سرور عضو مجلس الشعب،, كما شهد الاجتماع اختلاف بين اعضاء مجلس النقابة حول استمرار التصعيد او التهدئة حيث عرض بعض اعضاء مجلس النقابة التهدئة ووقف الاعتصامات والاضرابات بينما رأى البعض الاخر ضرورة التصعيد . من ناحية اخرى، تراجع الدكتور وحيد صديق المحامى _وكيل المحامى المحبوس ايهاب ساعى الدين عن تصريحاته التى نشرت امس حول تنازل المحاميين عن شكوييهما ضد مدير النيابة وانهما قدما اعتذارا، وقال ان فكرة الاعتذار جاءت كفكرة شخصية منه لتهدئة الاجواء، واشار انه عرض الفكرة على مجلس النقابة ولم تلقى قبولا لدى الاغلبية واضاف انه لم يتم كتابة او تقديم اعتذار رسمى منه او من المتهمين . وقد قام عدد من المعتصمين من اعضاء جبهة الدفاع عن كرامة المحامين باحضار ميكرفوفون ووقفوا على باب اجتماع المجلس وطالبوا خلاله بتولى رجائى عطية مهمة الدفاع عن المحاميان المحبوسان , وقد احضر احد المعتصمين ابنتيه الى مقر النقابة ورفعا لافتات مكتوب عليها "معتصمين مع بابا من اجلل كرامة مهنة المحاماة " من جانبه، طالب المحامي منتصر الزيات بتأجيل نظر الدعوى حتى سبتمبر المقبل، مع إصدار قرار بإخلاء سبيل المحاميين، مؤكدًا أن الجهة الوحيدة التي تملك تقدير الطلبات رفضا أو قبولا هي المحكمة التي تنظر الدعوى، والحكم في النهاية لله تنطق به المحكمة بعد إجراءات صحيحة بالإدانة أو البراءة. وأضاف: نحن نتحدث عن حقنا في محاكمة عادلة للزميلين وهو حديث في صميم القانون، لا علاقة له بوساطات أو تفاهمات أو خلافه، و من غير المعقول أن نتحدث عن محاكمة عادلة والأجواء مشحونة ومتوترة سواء داخل المحامين أو القضاة. وطالب بالتحقيق مع باسم أبو الروس رئيس نيابة ثاني طنطا، مؤكدا أنه مطلب قانوني لن يتنازل المحامون عنه أبدا، نافيًا في الوقت ذاته ما نشرته بعض الصحف عن اعتذار المحاميين المحبوسين، وقال إنهم "لم ولن يعتذروا"، مشيرا إلى أن نقابة المحامين هي الجهة الوحيدة التي من حقها التحدث باسم المحامين. في المقابل، ذكرت مصادر قضائية أن المستشار أحمد الزند رئيس النادي يؤيد المبادرة التي طرحها الدكتور السيد البدوي رئيس حزب "الوفد" مؤخرًا والتي تتضمن التنازل عن كافة الدعاوى القضائية والبلاغات التي قدمها ضد المحامين الذين أساءوا إلى شخصه أثناء الأزمة في إطار التسامح وفتح صفحة جديدة. ويسعى الزند لانتزاع الموافقة عليها من مجلس إدارة نادي القضاة في اجتماعه المقبل، في وقت تبدي فيه بعض الأطراف داخل النادي التحفظ إزاء ما اعتبرتها محاولة لتسييس القضية، والقبول بتسوية تتضمن تقديم تنازلات متبادلة من الجانبين. وينتظر "تيار الاستقلال" بنادي القضاة عرض المبادرة على المجلس بشكل رسمي خلال الاجتماع القادم للنادي حتى يحدد موقفه منها بحسب تصريحات للمستشار خالد قراعة وكيل النادي، والذي رحب بأي جهد لتسوية الأزمة مادام يحافظ على هيبة القضاء ويحفظ كرامة القضاة بعيدا عن المساومات والتنازلات.