النزيف المصري السياسي أصبح مرضا وجراحا يصعب الشفاء منه في المدى القريب بعد أن تعمق جراحه لمدة تزيد عن نصف قرن بالتمام والكمال ويدخل بمصر خلال العقد الأخير إلي نفق مظلم وشديد الظلام و عبر منحدر خطير إلي أعماق الهاوية التي تعكر صفو الحياة المصرية يوماً بعد يوم ، ويزداد أكثر قمعاً وذلاً وحصاراً عبر ثوب عسكري أمتدد من منتصف القرن الماضي إلي العقد الأول من القرن الثاني والعشرون الحالي . الثوب العسكري أصبح غير مرغوب للسياسة المصرية وصار كابوسا يقلق كل المجتمعات المصرية بلا استثناء ويحمل بين جوانبه الدساتير الرجعية والقوانين الأفلاطونية وأحكام الطواري العنصرية لتزيد الحصار والإحكام علي الشعب المصري المغلوب علي أمره ، ليصبح قانون الطواري هو السيف القاطع والقاتل والرادع لكل إنسان يطالب الديمقراطية وحق المواطنة والزج في السجون بقوة قانون الطواري العنصرية ، كرامة الشعب المصري لا تساوي قيمة القلم الذي يمر بين السطور بالاعتقال والحبس بدون ذنب أو قضية وهمية من صنع الكبار، ماذا حصدنا من أحكام السلطة العسكرية ؟؟؟؟!!!! ماذا حصدنا من القوانين العرفية ؟؟؟؟!!!! ماذا حصدنا من قانون الطواري ؟؟؟؟!!!! ما هو الجديد لنا خلال نصف قرن الذي مضيء ؟؟؟؟!!! المحصلة النهائية تساوي صفر من الأرض للسماء . لا قيمة للمواطن المصري داخل مصر ويعامل كحيوان داخل أقسام الشرطة ويلعن بأقذر الأوصاف . لا قيمة للمواطن المصري خارجياً ويعامل خصوصاً في الدول العربية بأنه حثالة نتيجة سياسة الحكومة المصرية التي لا تسمع ولا تري ولا تشاهد مطلقاً . أين الدور المصري داخل مصر وعربياً وإقليما ودولياً ؟؟؟؟؟ السياسة المصرية أصبحت الآن جزء من الأجندة والمنظومة الأمريكية الإسرائيلية بعد أن تم سحب البساط المصري من بين أقدامنا ، عار علينا أن نسكت عن الحق وندعم اليهود ونتركه في مساومة الكيان المصري مع دول حوض النيل ونصمت في تقسيم السودان ونحاصر عزة ونحاصر الشعب المصري بكل طوائفه وثقافته ونساهم في دخول الأطعمة والأجبان الفاسدة والمبيدات التي تسبب العقم والأمراض وتلويث نهر النيل ، وعار علي عقلاء مصر البيع والخصخصة والمتاجرة في حق الشعب والأجيال القادمة وكل شيء مباح ومسموح . مصر الآن في أشد الحاجة إلي التغير والتغير والتغير ولا أمل لمصر في الشفاء أو تداوي الجراح وسط الانحدار والسقوط والظلم الإنساني ولا أمل لمصر مع قانون الطواري وكتم أفواه الحرية والديمقراطية ، مصر تحتاج إلي التعددية الحزبية والتعددية الثقافية والحضارية والتغير الشامل من الألف إلي الياي وبقاعدة جديدة وأسس تصون حق كل مواطن داخل مصر وخارجه ولا أحد فوق القانون وتنويع مصادر الدخل والقضاء علي البطالة وإعادة مصر للخارطة العالمية وإعادة الدور الريادي عربياً وإقليميا وتطهير الفساد الحكومي والدفاع عن الحريات العرقية ، والتصدي للروتين والبيروقراطية . التغير صار الهدف القومي لمصر ومطلب الشارع المصري لإعادة الحياة والروح والعدل والأمن والأمان لمصر المؤمنة بأذن الله ، بعيداً عن التوريث والطواري والنظام العسكري الذي فشل بكل المقاييس ولا يملك نسبة 1% للإصلاح مجدداً . فنعم للتغير والتغير ولا للطواري والنظام العسكري ولا وألف لا للتوريث والتجويع والذل والقمع الذي مليء مصر من الأرض للسماء ، ومصر باقية والكل راحلون مصر باقية وللحق سائرون ، مصر باقية وللتغير مطالبون .