مشكلة بين أهل القانون من محامين وقضاة ورجال النيابة .. المحامون غاضبون لكرامتهم يعتصمون ويضربون ويتظاهرون.. ومؤتمراتهم تتوالي وجمعياتهم العمومية ويهددون بتدويل المشكلة انتصارا ً لكرامتهم .. كما يقولون. والقضاة أشد غضبا ً يجتمعون وينفضون ويصدرون بيانات يوقعها العشرات منهم أو المئات حفظا ً لمهابتهم وكرامتهم – كما يقولون – والأزمة بينهم تحتد . أطراف آخرون يتدخلون للصلح بينهم وحل الأزمة.. ويقترحون الحلول سعيا ً بين الأطراف ما بين متشدد منهما ومتساهل .. وحتى الآن لم يصلوا لحل . والعجيب أن أيا من الأطراف - رجال القانون ورجال السياسة ورجال الإعلام - لم يقترح تطبيق القانون بتحقيق ومحاكمة .. تعطي الحقوق لأصحابها وتنزل العقاب بالمخطئ وتنهي المشكلة.. بعيداً عن المزايدات وركوب الموجة وإعمالا للقانون يا رجال القانون . هل نسئ الظن برجال القانون ونقول أن هناك أسباب انتخابية وراء تصعيد المشكلة بهذه الطريقة المبالغ فيها . أو نسئ الظن بأن الأطراف المختلفة من رجال القانون يريدون إشغال الناس عن مشاكل تعاني منها نقاباتهم ونواديهم .. "إن بعض الظن إثم" خيار وفاقوس أعلنت إسرائيل أنها قتلت مصريا ً وأصابت ثلاثة آخرين هم الآن تحت التحفظ.. زعمت أنهم تسللوا إلي فلسطين لتهريب مخدرات . ووسط الخرس الإعلامي عن هذه الحادثة وكذا خرس المسئولين.. نسأل عن قادة الحرب الإعلامية وزعماء التصريحات العنترية الذين شاهدناهم في المعركة علي حماس لما قتل جندي الحدود المصري ودون أن يجري أي تحقيق لمعرفة القاتل وظروف القتل. طلبت حماس إجراء هذا التحقيق ولم يستجب لها أحد .. أين هم الآن؟ ولماذا خرست أصواتهم – مجرد الأصوات والتصريحات ليس أكثر – حتى التصريحات فيها خيار وفاقوس . قافلة الحرية الحقيقية هكذا سمي يهود أمريكان قافلة من سفينتين تم حشدهما بالنشطاء الصهاينة في الذكري الرابعة لاختطاف جلعاد شاليط .. والطواف بهما أمام الأممالمتحدة ترويجا لقضيته ودعاية مضادة لأسطول الحرية . الدعاية الصهيونية لا تهدأ أبداً ولا تسقط في حادثة حتى تقوم.. وعادة ما تجد من يسمعها.. أما نحن فلا نحسن الاستفادة من الأحداث.. ولا نحسن الدعاية لقضايانا رغم أننا أصحاب الحق ونفسنا في ذلك قصير . العالم كله يعرف شاليط وما أكثر من يتعاطفون معه .. ولكنه لا يعرف عشرة آلاف أسير في سجون إسرائيل مختطفين مثله مغيبون عن أهلهم وأبنائهم.. والمئات من القتلى يقتلهم الاحتلال كل يوم ولا تجد من يذكرهم أو يروج لقضيتهم في العالم . قافلة الحرية كانت فرصة .. ولكننا لم نحسن الاستفادة منها بالقدر الكافي في خدمة قضيتنا . الموساد يعبث بالأمن التركي في الفترة التي تلت الموقف الحاد للحكومة التركية من جريمة إسرائيل في أسطول قافلة الحرية .. كثرت وبطريقة غير طبيعية عمليات تفجيرات واغتيالات في تركيا نسبت إلي حزب العمال الكردستاني التركي . ويعلق كثير من المحللين علي هذه الأحداث بأن الموساد وراءها.. إذ أنه مخترق لهذا الحزب بصورة كبيرة . وبالتالي فإسرائيل تعول في الضغط علي تركيا علي المساعدة الأمريكية ونفوذها علي الأتراك.. ثم علي إثارة مشكلة المذابح الأرمنية .. ثم علي إثارة المشاكل الداخلية للحكومة التركية عن طريق تحريك عملائها من حزب العمال الكردستاني. وهي الآن تمارس أنشطتها علي الأصعدة الثلاثة لتشغل تركيا بنفسها وبمشاكلها عن التدخل في قضايا المنطقة . وللأسف لا يوجد من العرب أو المسلمين من يسعي لدعم الأتراك أو مساندتهم .. أو حتى التحالف معهم في وجه عدونا وعدوهم المشترك .. بل علي العكس كثير منهم يسعي لتحجيم دورهم في المنطقة .. "ولله الأمر من قبل ومن بعد"