يواجه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، العديد من الصعوبات التي تعرقل تحركاته الرامية لإعطاء قوة دفع للمصالحة الفلسطينية، وإنهاء الانقسام السائد على الساحة الفلسطينية منذ ثلاث سنوات، بعدما قدم وعودًا لحركة "حماس" بأخذ ملاحظاتها على الورقة المصرية بعين الاعتبار. وبعد مضي أكثر من عشرة أيام على زيارته إلى غزة، لم يتلق موسى حتى الآن ردًا واضحًا من حركة "فتح" سواء بالإيجاب أو الرفض حول إدراج ملاحظات "حماس" في ملحق منفصل عن الورقة المصرية، وهو ما يوحي بوجود اعتراض من جانبها على ملاحظات "حماس" بشأن الورقة التي وقعت عليها. كما تواجه جهود موسى رفض مصر إدخال أي تعديلات على الورقة المصرية، ومطالبة "حماس" أولا بالتوقيع عليها، الأمر الذي عبر عنه وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، قائلاً إن "مصر لا تفكر أبدًا وليست على استعداد على الإطلاق للسماح بأي تعديل لهذه الوثيقة مهما كان شكل هذا التعديل، سواء كان بتعديل مباشر عن طريق تغيير الصياغة أو حتى أي إضافات عليها في صورة ملاحق". وأثار الموقف المصري تكهنات بأنه ربما كان الدافع لإصرار "فتح" على رفضها إدخال أي تعديلات على بنود الورقة وشجع وعدم التعاطي الإيجابي مع الجهود التي يبذلها الأمين العام للجامعة العربية وتجاهل الرد على مقترحه من أجل تحقيق المصالحة، ووضع حد للانقسام الفلسطيني الراهن. وكانت "حماس" أعلنت على لسان القيادي في الحركة أيمن طه أن السلطة الفلسطينية ومصر وافقتا مبدئيًا على أفكار ومقترحات قدمها رئيس حكومة "حماس" إسماعيل هنية لإتمام المصالحة الفلسطينية والتوقيع على الورقة المصرية، إلا أن أبو الغيط نفى قبول القاهرة بفكرة إجراء تعديلات على الورقة ودعا "حماس" للقبول بها. في سياق منفصل، تسود حالة من الغموض حيال الطلب الذي تقدمت به مؤسسة الإعلام الفلسطيني لبث قناة "الأقصى" على القمر الصناعي المصري "النايل سات" بعد القرار الأوربي بوقف بث القناة على "يوتلسات" وعدد من الأقمار الأخرى، اعتبارًا من يوم الخميس، بدعوى أنها تحرض على اليهود بخلفية دينية. ولم تحسم السلطات المصرية خيارتها إزاء الطلب، لاسيما أن هذه القناة مقربة من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وهناك شكوك حول حصولها على تمويل من التنظيم الدولي ل "الإخوان المسلمين". وكانت وزارة الإعلام في الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة قالت في بيان صحفي الأسبوع الماضي "ندعو وبشكل رسمي القمر الصناعي المصري إلى استضافة قناة الأقصى على اعتبار أنها قناة عربية وطنية ملتزمة". وأعربت عن أملها في أن تجد هذه الدعوة "آذانا صاغية" من قبل المسئولين عن القمر المصري في ظل إصرار المجلس الأعلى للإعلام المرئي والمسموع الفرنسي على وقف بث القناة على القمر الصناعي "يوتلسات". وسيعكس القرار المصري تجاه الطلب العلاقة مع "حماس" فإذا جاء الرد بالإيجاب فسيعتبر ذلك إشارة إيجابية حول تجاوبها مع الجهود المصرية، وفي حال رفضت السلطات المصرية فستعتبر محطة جديدة من محطات التوتر مع الحركة الفلسطينية.