ذكرت صحيفة /الجارديان/ البريطانية ان استمرار تدفق أكراد سوريا إلى منطقة كردستان العراق التي تتمتع بالحكم الذاتي بأعداد كبيرة لم تشهدها البلاد من قبل منذ اندلاع الأزمة في سوريا، وسط مواصلة الجهاديين شن الهجمات ضدهم تنذر بتدخل المجتمعات الكردية في كل من تركيا والعراق وحتي إيران لحماية أكراد سوريا. وأشارت الصحيفة البريطانية في سياق تقرير على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد - إلى أن نزوح الآلاف من الأكراد في سوريا إلى شمال العراق وتحديدا كردستان العراق يقحم المجتمعات الكردية في الأزمة السورية أكثر من اي وقت مضي، معتبرة هذا التدفق غير المسبوق من قبل اللاجئين بمثل هذه الأعداد قد يهدد بوقوع كارثة انسانية في صفوف هؤلاء اللاجئين وسط صعوبة وصول المساعدات الإنسانية لهم مما يمثل مصدر قلق رئيسي نظرا لصعوبة احتواء مثل هذه الاعداد وسط تفاقم الأزمة السورية. ولفتت الصحيفة إلى أن المجتمعات الكردية في تركيا وشمال العراق لم تتأثر كثيرا بالأزمة السورية، ولكن سعي الأكراد للبقاء كجماعة محايدة في سوريا قد تبدد ولذلك فأن فراراهم يأتي املا في العثور على ملاذا من القتال الدائر بين المقاتلين الاسلاميين وخصومهم الاكراد. وأشارت إلى أن الأكراد في سوريا كانوا قد تمكنوا من عقد هدنة مع الجماعات المسلحة التي تقاتل ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد في شمال شرق البلاد ولكن انتهت هذه الهدنة عقب تواصل هجمات الجماعات المسلحة على المجتمعات الكردية بالقرب من الحدود السورية. من جانبها، أفادت الاممالمتحدة بان ما بين 5 و7 الاف لاجئ عبروا الحدود السورية الى العراق مؤخرا، الا ان مسؤولين اكراد قدروا عددهم بنحو 15 الف لاجئ وتوقعوا ارتفاع ذلك العدد لاحقا، على الرغم من أنه يتم ايواء هؤلاء اللاجئين في مخيم على مشارف اربيل عاصمة الاقليم الذي لا يزال قيد الانشاء ويفتقر الى الكثير من الخدمات الاساسية ولكنه يوفر للكثير منهم ملاذا من القتال الذي اجتاح مجتمعاتهم في سوريا. ورأت الصحيفة في ختام تقريرها إلى أن نزوح هولاء الاكراد بالالاف يؤكد فشل مساعيهم التي كانت ترمي إلى السيطرة على عدة مناطق في شمال سوريا وادارتها بنظام الحكم الذاتي.