باتت المفاجآت السمة الغالبة على الأحداث المتسارعة داخل البيت الصوفي في الآونة الأخيرة، فبعدما كشفت الانتخابات التكميلية التي جرت مؤخرًا عن إعادة رسم خريطة التحالفات بين مشايخ الطرق الصوفية، جاء قرار الشيخ محمد الشهاوي بالانسحاب من التحالف الذي كان يضم المشايخ المناوئين للشيخ عبد الهادي القصبي رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية والتنازل عن رئاسة اللجنة الخماسية التي كانت مكلفة من الجمعية العمومية بإدارة المشيخة ليؤكد ذلك. وأعلن الشهاوي البيعة والتأييد للقصبي كشيخ لمشايخ الصوفية في مصر وعدم الاستمرار في منازعته أو الطعن في شرعية توليه رئاسة المجلس الأعلى للطرق الصوفية، مبررًا تراجعه المفاجئ عن خطه المعارض بأن "القصبى أصبح أمرًا واقعًا لا يستطيع أحد منازعته أو التشكيك في شرعيته بعد صدور القرار الجمهوري بتعيينه شيخا للمشايخ الصوفية". وحث جميع المشايخ المناوئين للقصبي على أن يعترفوا به شيخًا للمشايخ وأن يتعاملوا معه كأمر واقع، وشدد على ضرورة احترام قرار رئيس الجمهورية، وعزا التحول المفاجئ في موقفه إلى أن الاستمرار في المعارضة لن يثمر عن شيء. وقال ردًا على التساؤلات وعلامات الاستفهام الخاصة بالانقلاب المفاجئ في موقفه، إن "الرفض والاعتراض على جلوس القصبى على كرسي شيخ المشايخ لن يغير من الأمر شيئًا, وبعدين مش أنا اللي جبت القصبى وعينته". جاء ذلك في الوقت الذي شن فيه الشهاوي هجوما حادا على المجلس الصوفي الأعلى الحالي الذي يضم في عضويته أبرز حلفائه الشيخين علاء أبو العزائم وعبد الخالق الشبراوي، والمستمرة ولايته حتى يناير القادم. وطالب الشهاوي بنسف هذا المجلس والتخلص منه، مؤكدا أن أعضاءه الذين جلسوا على كراسيهم منذ أكثر من عشرين عامًا لم يقدموا شيئا ملموسا لخدمة الصوفية أو زملائهم المشايخ، وطالب بانتخاب شباب بدلاً منهم في الانتخابات المقررة مطلع العام القادم وضخ دماء جديدة في عروق المجلس الصوفي الأعلى الذي يعتبر الجهة التنفيذية لتنفيذ السياسات التي تقررها الجمعية العمومية لمشايخ الطرق الصوفية. الجدير بالذكر أن الشيخ أيمن عتمان مرشح الشباب في الانتخابات التكميلية التي جرت السبت الماضي سقط سقوطا ذريعا في مواجهة منافسه شيخ الطريقة البرهامية الشيخ محمد على عاشور الذي فاز باكتساح.