أقدر فرحة الاسماعيلية بالملياردير يحيي الكومي رئيس الاسماعيلي الجديد، فقد وصلتني اليوم عشرات الرسائل التي تؤكد لي أن القرار توافقت عليه جماهير الدراويش وحمله إلى المحافظ ممثلون لهم ينتمون إلى موقع "الاسماعيلي اون لاين" وموقع جماهير الاسماعيلية على الانترنت، ليتخذ قراره الذي فاجأ الجميع. تقول لي هذه الرسائل إن الجماهير العاشقة لناديها تريد أن تضع حدا للسطو على لاعبيها ومنهم ناشئون واعدون مثل الليبرو أحمد خيري وعمره 18 عاما فقط والذي طلب مدرب الأهلي مانويل جوزيه ضمه لأنه يلعب بالعقل قبل القوة ويجيد رؤية الملعب، وبسببه رفض صفقة لاعب الزمالك محمد صديق، كما نشرت جريدة المصري اليوم في عدد أمس "الثلاثاء"! يعني "عين" الأهلي الحمراء زايغة حتى في صفوف الاشبال الذين رباهم الاسماعيلي واستعان بهم في الفترة الأخيرة وأثبتوا وجودهم! الحل الذي توصل له الاسماعيلاوية أخيرا أنه لا يفل الحديد إلا الحديد ولا يقهر اغراء المال إلا المال، والأمل في تغيير قوانين الاحتراف بما ينقذ الأندية الشعبية لن يتحقق ما دام الناديان الكبيران في القاهرة واندية البترول يملكون المال الوفير الذي يخطفون به النجوم حتى اولئك الزائدين عن حاجتهم! قالوا لي: أرجوك شاركنا هذه الأفراح، لا نرى داعيا للهجوم القاسي في مقال أمس على المحافظ وقراره، فهو نفذ ما طلبناه ونحن نشكره ونقدره على ما فعل! اهل مكة أدرى بشعابها، وجمهور الاسماعيلي العظيم أدرى بمصلحة ناديه وبما يحقق له التكافؤ في وجه الديناصورات! الجميل أنهم يقدرون د.رأفت عبدالعظيم وما فعله في الفترة القصيرة التي تولى خلالها تسيير أمور النادي بعد استقاله عبدالمنعم عمارة أو هروبه لأنه طلب تبرعات من الجماهير توازي خمسة ملايين جنيه سنويا، ولم يكن ذلك ممكنا أو على الأقل قادرا على وقف زحف السماسرة من عينة تامر النحاس نحو نجوم الفريق! رأفت عبدالعظيم استطاع ان يسجل أول انتصار اسماعيلاوي في صفقة تنافس فيها مع الأهلي وهي صفقة مهاجم القناة صلاح أمين، وهذا يحسب له بجانب اقناعه لسيد معوض وحمص بالبقاء في صفوف الفريق، وتعاقده مع لاعبين آخرين سيكونون اضافة مهمة في الموسم القادم، مع صفقات سوبر لم يفصح عنها، واعتقد ومعي الجماهير انه لن يتراجع عنها فهو يحب الاسماعيلي ويعشقه ويهيم به، بدليل انه اعلن سابقا انه لا ينوي سواء هو أو أحد من زملائه في اللجنة المؤقتة السابقة ترشيح نفسه لرئاسة النادي عندما تعقد الجمعية العمومية. الجماهير تؤمن أن رأفت عبدالعظيم لن يبتعد عن النادي وسيظل يمده بخبراته ونصائحه وسيدافع عن لاعبيه في وجه الاغراءات كما فعل خلال الشهور الماضية. وإذا كان قرار تنصيب يحيي الكومي رئيسا هو قرار جماهيري فأنا معه، ولا أجد عيبا أن اعتذر عن رؤيتي في مقال الأمس، وهي عموما وجهة نظر لا تنال أبدا من الكومي وقدراته. شكرا للاستاذ عادل السيد الذي صوب لي بمعلومات امدني بها اتجاها خاطئا ذهبت إليه في مقالي أمس. وشكرا لكل من طلب مني مراجعة وجهة نظري. كل ما أرجوه أن يكون المحافظ عند حسن ظن الجماهير به، فقد انهالت على مكتبه رسائل الشكر، وامتلأ موقع النادي وموقع جماهيره بالتحيات الموجهة له على اختيار الكومي. أي صحفي يتسم بالموضوعية يبني تحليله على المعلومات التي يجمعها من مصادرها الموثقة ويعتقد في صحتها، لكنه معرض للتشويش المعلوماتي أحيانا مما يؤثر على استنتاجاته. وإذا كانت كل الرسائل التي وصلتني بالأمس تقول لي إن استنتاجاتي خاطئة وان ما كتبته في مقال الأمس لا يصب في صالح الاسماعيلي ومستقبله، فأنا لا أملك هنا سوى أن أرفع القبعة وأقول لقد اجتهدت ولم يدركني الصواب، فلا يعقل أن يكون كل هؤلاء الناس على خطأ! وحتى لا يتصيد البعض هذا الكلام على غير وجهته الحقيقية لزم التوضيح أنني بعيد عن مصر وأقيم خارجها بآلاف من الكيلو مترات وبالتالي فأنا في منأى عن أية ضغوط قد تذهب الظنون انني تعرضت لها، بالاضافة الى طبيعتي العنيدة التي لا تقبل في الأصل أية ضغوط أو وصاية على ممارسة حريتي الصحفية. لكن الحرية الصحفية لا تعني المكابرة والاصرار على الخطأ عندما اكتشف ان كل الاسماعيليةسعيدة بالملياردير الذي سيساهم في اعادة هيبتها الكروية. [email protected]