استجابة لنداء علماء المسلمين وللقوي المقاومة في العالم العربي والإسلامي توجهت إلي الأزهر الشريف للتعبير عن التضامن مع أهل غزة النصر والمقاومة ولإعلان التضامن مع إخواننا الأتراك الذين استشهدوا في سبيل نصرة إخوانهم الغزاويين المحاصرين . وللتعبير عن العرفان والتأييد للموقف التركي الرسمي الذي عبر عنه رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان ورئيس الجمهورية التركي " عبد الله غول " ونائب رئيس الوزراء " بولنت أرينج " – وهو موقف كان حاضرا بقوة وقت أن تواري العرب وصمتوا خوفا من الضغوط الأمريكية والصهيونية عليهم . كنت قد نسقت مع الرمز المقاوم الاستثنائي الحاج حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس عام 1973 وهو من تحدي الجيش الصهيوني وعبر عن الموقف الشعبي الرافض لتسليم المدينة وأسس لحركة مقاومة إسلامية مبكرة استطاعت هزيمة الجيش الإسرائيلي ورده علي أعقابه مندحرا مهزوما . الحاج حافظ سلامة الذي يبلغ من العمر أكثر من ثمانين عاما كان هو الرمز البارز المصري الذي جاء ليعلن تضامنه مع أهل غزة وليطالب ونحن معه برفع الحصار عن الجوار المسلم لمصر ، فللجوار حق وللعروبة حق وللإسلام حق ، ومفهوم الجيرة والجوار عندنا في الخبرة العربية والإسلامية هو التزام بحقوق وواجبات وليس تنصلا من المسئولية وهروبا منها فليس مسلما من بات شبعان وجاره جائع وكذا بالنسبة لمصر فليس لنا أن نبيت متخمين وأكثر من مليون ونصف مسلم إلي جوارنا لا يجدون ما يقتاتون به . نحن رفعنا صوتنا بفتح معبر رفح فتحا كاملا وليس إلي إشعار آخر ، فبعد جريمة القرصنة التي نفذها الكوماندوز الصهيوني في المياه الدولية ضد ناشطين مدنيين متضامنين مع غزة لم يعد لمصر حجة في الإبقاء علي معبر رفح مغلقا أو مفتوحا للطوارئ ، نحن نريده مفتوحا علي الدوام لأهل غزة المحاصرة ولمصر أن تأخذ من الاجراءات والضمانات ما يحفظ لها هي الأخري مخاوفها ويبددها . صلي الحضور صلاة الغائب علي شهداء قافلة الحرية ، واندفعوا يهتفون لتركيا ولموقفها الجرئ والحاسم تجاه الكيان الصهيوني الذي اعتاد أن يفعل جرائمه بدم بارد دون محاسبة أو عقاب ، نادي المصلون الغاضبون بفتح أبواب الجهاد أمام الشعب المصري وبطرد السفير الصهيوني وبقطع العلاقات مع الكيان وإغلاق سفارة العار علي ضفاف النيل الغالي العزيز . لم يكن الحضور رجالا بل كانت المرأة المصرية حاضرة تعبر عن غضبها وتشارك في الهتاف ضد الكيان الغاصب المجرم ، ولم يكن هناك طيف سياسي واحد بل جميع الأطياف وأغلب الحضور مواطنين مصريين عاديين جاءوا ليعبروا عن تضامنهم مع غزة وتركيا ويعلنوا عن غضبهم ضد الكيان الصهيوني ، ويقولوها كلمة واحدة جميعا نحن مع المقاومة ، نحن مع حماس ، لا للمفاوضات ، أوقفوا تلك المفاوضات العابثة مع إسرائيل ومع أمريكا . منذ وقت طويل لم أذهب إلي الأزهر الشريف متظاهرا مقاوما معلنا عن الغضب تجاه قوي الاستكبار المتسهدفة لوطننا العربي والإسلامي ، مرة في العراق ومرة في فلسطين وأخري في أفغانستان وثالثة في إيران ، ورابعة ضد الأقليات المسلمة التي تعيش في قلب العواصمالغربية . شعرت بفخر وتجدد لحيويتي المقاومة وأنا أتابع ما جري علي سفن قافلة الحرية وهنا تجدد الفخر والغضب معا داخلي ، فأنا أشعر بالفخر لفعل كل الشهداء ا لذين تحركوا سلميا ووضعوا الكيان الصهيوني في مأزق الخوف والعجز والسقوط فنزعوا الشرعية الأخلاقية والنفسية والحضارية عنه وأظهروه كيانا مجرما لا يعرف منطق السلام أو القانون أو الحوار ولكن فقط القوة ولا شئ سواها . لقد كشفت قافلة الحرية عن نقطة ضعف أساسية للكيان الصهيوني وهي عدم قدرته علي مواجهة قوافل السلم لكسر الحصار علي غزة ، ومن هنا كان إعلان أحرار العالم أن آلافا من سفن قافلة الحرية ستنطلق إلي غزة وليستمر الكيان الصهيوني في منطق القتل ويستمر العالم الحر في منطق المقاومة السلمية وحتما سينتصر الدم علي المدفع وسينتصر الحق علي القوة الغاشمة . كشفت قافلة الحرية أن معادلات المنطقة تتغير لصالح أمتنا العربية والإسلامية ولقيم الحق والحرية التي يمثلها شعبنا في غزةوفلسطين وفي أفغانستان وفي العراق وفي الشيشان وفي تركستان الشرقية وفي كوسوفا ، فمنطق القوة يتهاوي أمام منطق المقاومة والوجه الأميركي والصهيوني يبدوان علي الحقيقة ، بينما يظهر وجه تركيا عربيا صافيا يدافع عن حماس وفلسطين ويقف في وجه ( إسرائيل ) ، لم تعد المعادلة إذن استقطاب علي أساس الاعتدال والممانعة وإنما المعادلة هي الوقوف صفا واحدا خلف ومع القوة الإقليمية البازغة تركيا التي تحاول أن تعيد الأمور التي أفلتت إلي نصابها ، معادلات المنطقة تتغير فنحن كمصريين وعرب نقف لنهتف لتركيا ، فقد سقطت حجب العدواة التي بثها المستعمرون بين عالم الترك وعالم العرب .