177 ألف فدان مزروعة بالذرة البيضاء والصفراء معرضة للتلف في محافظة بني سويف بسبب العجز الشديد في الأسمدة، والذي وصل طبقًا لتقديرات مديرية الزراعة إلى 43% من حصة المحافظة المقررة.. ما اضطر المديرية نفسها إلى شراء 15 ألف طن سماد حر بقيمة 135 جنيهًا للشيكارة الواحدة لتوفيرها للفلاحين, لإنقاذ المحصول من الدمار ولتجنب الوقفات الاحتجاجية للفلاحين بعد التهديد بالاعتصام أمام مبنى مديرية الزراعة والجمعيات الزراعية بالقرى. وقال حسين الراوي، مزارع بمركز ناصر يمتلك 5 أفدنة منزرعة بالذرة، إن الجمعيات الزراعية تقوم بصرف شيكارتين لفدان الذرة في حين أنه يحتاج لأكثر من 8 شكاير, مضيفًا أنه يتم تحميل بنود على الفدان بدعوى التطهير وتنقية الحشائش ورسم نقابة وخدمات أخرى لا يعرفون عنها شيئًا مطالبًا بسرعة توفير السماد لإنقاذ المحصول من الدمار. واعتبر إسماعيل عبد العظيم، مزارع، أن أزمة السماد لا تقل فى خطورتها عن أزمتي البنزين وأسطوانات الغاز, مشيرًا إلى أن الفلاحين فقراء ولا يستطيعون اللجوء للسوق السوداء وشراء جوال السماد ب180 جنيهًا بعد أن تخلت الدولة عن الفلاح البسيط, بعد سيطرة السوق السوداء على السماد وخلو بنوك الائتمان والجمعيات الزراعية منها. ويشكو ربيع عبد الله، من سوء معاملة موظفى بنك التنمية والائتمان الزراعي, مشيرًا إلى أن رئيس البنك قال لهم "اللى عايز يشتكى يروح يشتكى", مؤكدًا ثقته في أنه لن يتعرض لأي عقاب لعدم وجود رقابة ومتابعة. أما محمد حسن حسين، فأكد أنه يمتلك فدانيين وأن حصة الفدان من السماد 4 أجولة وفقًا لما هو مدرج بالبنك ما يعنى أن لهما 8 أجواله, بحسب قوله, مشيرًا إلى أنه لم يحصل إلا على جوالين ويتبقى له 6 وأنه لا يزال يتردد على البنك يوميًا أملاً في الحصول على باقى مقرراته القانونية. وأكد عبد العزيز مجاهد، أنه انتظر من الصباح حتى انتهاء مواعيد العمل فى الثانية عشرة ظهرًا وفوجئ بالموظف يقول "العربية خلصت.. العربية اللي جاية وعليكم خير" مؤكدًا أأنه لم يشاهد جوالاً واحدًا يخرج من البنك فى ذلك اليوم. وفي الشأن ذاته يقول سيد عشري عبد العال، إن حيازته تصل لفدان ونصف, وإنه وقف أمام البنك في طوابير طويلة وخرج عليهم مدير البنك ساخرًا وهو يقول: "عفوًا لقد نفذ السماد اليوم". وأضاف: "أثناء انتظارنا في طابور الغلابة وجدنا أشخاصًا يحصلون على السماد دون انتظار لأنهم من جنس آخر بينما رجع الفقراء بخفى حنين". من ناحيته, أشار المهندس صابر عبد الفتاح، وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة، إلى أن نسبة العجز في الأسمدة بلغت43% من حصة المحافظة, مضيفًا أن احتياجاتها من الأسمدة الأزوتية تبلغ 60 ألف طن للموسم الصيفي وصل منها حتى الآن 34 ألف طن وتبقى25 ألف طن . وأوضح أنهم يحصلون على حصتهم من السماد من مصنعين هما أبو قير والدلتا, مشيرًا إلى أن المصنع الأخير مصنع قديم وأعطاله كثيرة وعجز المحافظة منه يبلغ 300 طن شهريًا متراكمة. وأضاف أن مصنع أبو قير مشاكله تتمثل في نقص الغاز وإضراب السائقين والعاملين ما تسبب في عجز يصل إلى 150 طنًا شهريًا. وفجر عبد الفتاح مفاجأة بقوله: "اضطررنا لشراء 15 ألف طن سماد حر بسعر 135 للشيكارة لسد العجز في الأسمدة لتوفيرها للفلاحين لإنقاذ المحصول من الدمار ولتجنب الوقفات الاحتجاجية للفلاحين بعد التهديد بالاعتصام أمام مبنى مديرية الزراعة والجمعيات الزراعية بالقرى. وأشار إلى أن الفلاحين أقبلوا على شرائها بدلاً من السوق السوداء وبلغت فيه سعر شيكارة السماد إلى 180 جنيهًا. وأرسل عبد الفتاح، رسالة طمأنة للمزارعين، بأن باقي حصة المحافظة من السماد ستأتي تباعًا خلال الأيام القليلة القادمة بعد تعهد وزير الزراعة الدكتور أيمن أبو حديد في القضاء على هذه المشكلة فورًا.