حصل الداعية الإسلامي عمرو خالد أمس الأربعاء على درجة الدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف من جامعة ويلز ببريطانيا عن أطروحته: "الإسلام والتعايش مع الآخر- دراسة حالة على المسلمين في بريطانيا". وأجريت الدراسة على عينة من 500 مسلم بريطاني و500 من غير المسلمين هناك، وقد استغرقت نحو أربع سنوات، وتطلبت منه البقاء لفترات طويلة في بريطانيا، حيث قام بإجراء مقابلات مع عينة الدراسة، وأثبت في دراسته أن الرياضة من أكثر العوامل التي تؤدي إلى التقارب والتعايش مع المسلمين. وكان خالد أمضى أكثر من عامين في بريطانيا قبل أن يعود إلى مصر في عام 2005، وتردد آنذاك أنه أجبر على مغادرة البلاد تحت ضغوط أمنية، بينما تكتم على أسباب سفره المفاجئ واكتفى بالقول إنه سافر لإعداد رسالة الدكتوراه، وعقب عودته كشف عن بالفعل عن تعرضه لضغوط أمنية لمنعه من ممارسة نشاطه الدعوي الأمر الذي رفض الاستجابة إليه، وفي العام الماضي قال إنه تعرض لضغوط مماثلة وتم وقف برنامج تلفزيوني كان يقوم بتصويره مما اضطره إلى مغادرة مصر. خالد الحاصل على بكالوريوس التجارة عام 1988 والذي عمل في مجال المحاسبة لعد سنوات اشتهر بأسلوبه المبسط في مجال الدعوة الإسلامية منذ بدأ إلقاء محاضرات بنادي الصيد قبل أكثر من عشر سنوات، واستطاع أن يجتذب قطاعًا كبيرًا من المصريين، كان بالنسبة لهم المصدر في التعرف على الدين بأسلوب اعتمد على السرد والحكاية، واستخدام العامية المصرية في الشرح والعرض. وكان يلقي دروسًا أسبوعية بمسجد الحصري بالعجوزة ثم إلى مسجد المغفرة في الحي ذاته حتى ازدحم المسجد ولم يتحمل، فانتقل منه إلى مسجد الحصري في مدينة 6 أكتوبر، حيث ذاعت شهرته بقوة، وبظهوره عبر الفضائيات، وسع من قاعدته الشعبية في أوساط الشباب خصوصًا، بفضل مظهره وأسلوبه المختلفين عن رجال الدين التقليديين. وقدم العديد من البرامج التلفزيونية على الفضائيات المصرية والعربية، أشهرها: "ونلقى الأحبة"، "على خطى الحبيب"، "باسمك نحيا"، "صناع الحياة"، "دعوة للتعايش"، "الجنة في بيوتنا"، "قصص القرآن"، واختارته مجلة "تايم" الأمريكية في عام 2007 ضمن قائمتها السنوية للمائة شخصية الأكثر تأثيرًا في العالم، معللة ذلك بتأثيره على المجتمع بنشاطاته الدعوية التي تخطت نطاق الوطن العربي. في المقابل، أثار خالد الكثير من الجدل، خاصة عندما قام برحلة إلى الدانمارك عام 2006 بها في ذروة أزمة الرسوم المسيئة للرسول، صلى الله عليه وسلم، وهي الرحلة التي أثارت انتقادات في العالم الإسلامي وعلماء الإسلام، بينهم العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذين رأوا أن الوقت غير مناسب له، إذ كان الشارع الإسلامي يشتعل غضبا من موقف الحكومة الدانماركية. وتعرض لهجوم حاد من السلفيين ودعاتهم، بسبب طريقته في الحديث عن أنبياء الله، حين اتهم النبي صلى الله عليه وسلم بالفشل في رحلته للطائف، وحين وصف موسى عليه السلام بالولد، ورد عليه الداعية السلفي الشهير الشيخ محمد حسان بهجوم حاد عليه في أحد برامجه ونعته بأنه فاشل وأفشل أهل الأرض، بينما وصفه الشيخ أبو إسحاق الحويني بأنه مفتي الفنانات ونجم في سماء الفضائحيات.