فى حواره مع برنامج (كنت وزيراً) حكى الدكتور/ محيى الدين الغريب وهو وزير سابق ما تعرض له من مؤامرات أودت به إلى السجن لما يقرب من ثلاث سنوات عجاف، ولولا قضاة محكمة النقض والعهدة على الراوي، لكان مصيره المكوث حتى يقضى الله أمرًا كان مفعولا. وعندما سأله المذيع، وما السبب: قال انه تصدى فى مرات عديدة لمؤامرات كانت تحاك من شأنها المساس بمحدودي الدخل.. وكان يراها انحرافاً بالسلطة وخيانة للمسئولية الملقاة على عاتقة.. وانه كان يستشعر إن نفذها بوخز فى ضميره .. وما جاء على لسان الرجل يجب ألا يمر علينا مرور الكرام .. فهو يتحدث بمرارة عن إخلاصه وتفانيه فى خدمة النظام بداية من عمله أستاذا بالجامعة مروراً بتوليه مجريات الأمور فى هيئة الاستثمار وانتهاءً بعمله وزيرا للاقتصاد. وفى النهاية ناله جزاء سنمار المهندس الذي شيد قصرًا أنيقًا وبدلاً من تكريمه جوزي بالإعدام وعندما سئل الملك ما الذي دفعك إلى ذلك قال حتى لا يشيد قصراً آخر. كلمات الدكتور الغريب المملوءة بالحسرة والضجر مما حدث له ودفعه إلى بيع شقته وأثاث منزله للدفاع عن نفسه تمثل إن صحت كارثة كبرى وسلوكا شائنا ومريبا ينتهجه من بيدهم مقاليد الأمور مع مخالفيهم وإن كانوا منهم ويقفون فى خندقهم وقدموا لهم التضحيات .. فما بالنا بعباد الله المستضعفين وما نعرفهم بالمعارضين والخارجين على كل الخطوط. وبالتالي فهي قابلة للتكرار وإن اختلفت السيناريوهات وما أكثرها .. صحيح ياما فى السجن مظاليم .. ما جاء على لسان الدكتور الغريب لابد من إيجاد إجابة شافية له. والمؤسف أن الذي يمتلكها هو النظام وحده .. الذي كان الدكتور الغريب أحد سدنته وحتى نتلقاها قولوا معي جميعا (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) صدق الله العظيم