قال مصدر سياسي مصري لصحيفة "هاآرتس" العبرية، إن توقيت العمليات العسكرية التي تقوم بها القاهرة في سيناء ليس من قبيل المصادفة؛ فمؤخرًا وبعد خلع مرسي، أصبح هناك شعور بفقدان السيطرة على شبه الجزيرة، والعمليات في الأيام القادمة ستكون مخصصة قبل أي شىء لإعادة سيطرة الدولة على منطقة سيناء"، مضيفًا أن "الهدف هو مساعدة المواطنين المحليين وتطوير شبه الجزيرة التي تعد ذات أهمية اقتصادية كبيرة جدًا لمصر". وبعنوان فرعي "استعدادات وتأهبات لعملية عسكرية واسعة المدى شمال سيناء"، لفتت الصحيفة العبرية إلى أن القاهرة ستبعث بقوات خاصة لتحديد مواقع خلايا الإرهاب، كما سيتم تدمير وسد المزيد من أنفاق التهريب بين قطاع غزة ومدينة رفح". وذكرت "هاآرتس" أنه في أغسطس الأخير شن الجيش المصري عملية عسكرية باسم "نسر" شمال سيناء، في أعقاب عملية إرهابية تم تنفيذها ضد قاعدة تابعة لحرس الحدود أسفرت عن اغتيال 16 شرطيًا، مضيفة في تقريرها أن العملية العسكرية "نسر" استمرت عدة شهور ولم تحقق نجاحًا واستمرت الخلايا الإرهابية في العمل بسيناء". وأضافت أنه في الأشهر الأخيرة ازداد الوضع بالمنطقة خطورة، ولم ينس الجيش المصري صورة الجنود ورجال الشرطة الذين اختطفوا على يد مسلحين وتم إطلاق سراحهم في أعقاب مفاوضات مع الخاطفين، مشيرة في تقريرها إلى أن المعارضة المصرية اتهمت آنئذ الرئيس المخلوع محمد مرسي بعدم الحسم والتنسيق مع عناصر إسلامية متطرفة، بسبب امتناعه عن إصدار تعليمات ببدء عملية عسكرية موسعة ضد الخاطفين. ولفتت إلى أنه في الشهر الأخير لوحظ تصعيد في الأحداث، وهناك مخاوف من عودة خلايا الإرهاب النائمة للعمل في شبه الجزيرة المصرية، بضغط من الإخوان المسلمين والمنظمات السلفية. وأشارت "هاآرتس" إلى أن حركة حماس تمتنع حتى الآن من التعقيب وبشكل علني عن العملية العسكرية المصرية ونشاط القاهرة ضد أنفاق التهريب بين سيناءوغزة، لافتة إلى أن المنظمة تتلقى هجومًا من قبل وسائل إعلام مصرية تعتبر معادية للإسلاميين، والتي تتهم حماس بالتدخل في الشئون الداخلية للقاهرة وبواسطة الإخوان المسلمين ومحمد مرسي. واختتمت الصحيفة الإسرائيلية تقريرها بالقول: "إذا أسفرت العملية العسكرية المصرية بالفعل عن تدمير الأنفاق ووضع نهاية لعمليات التهريب، فإن حركة حماس قد تفقد عنصرًا مركزيًا وربما العنصر الأهم في آلية السيطرة على القطاع".