سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجيش يعرض "الخروج الآمن" لمرسى مقابل إنهاء الاعتصامات
الجماعة تشترط عدم وضع قيود على العمل السياسى للإسلاميين.. والعوا وعمارة وقنديل يجرون اتصالات لإنهاء الأزمة
كشفت مصادر عن وجود قناة مفاوضات سرية بين "الإخوان المسلمين" والمجلس الأعلى للقوات المسلحة للتوصل إلى حل للأزمة العاصفة التي تشهدها البلاد، مع استمرار اعتصام "الإخوان المسلمين" وحلفائهم احتجاجًا على "الانقلاب العسكري" الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي الأسبوع الثالث في ميداني النهضة ورابعة العدوية. وأفادت المصادر أن المفاوضات بين الجماعة التي يمثلها فيها الدكتور محمد علي بشر، القيادي الإخواني، ووزير التنمية المحلية السابق، وقيادات بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة من بينهم اللواءان محمد العصار، وممدوح شاهين، مساعدا وزير الدفاع، تدور حول "الخروج الآمن" للرئيس محمد مرسي وقيادات "الإخوان" وعدم ملاحقتهم قضائيًا، وعدم وضع أي قيود حول الدور السياسي للجماعة وذراعها السياسية حزب "الحرية والعدالة"، وانخراط الجماعة في المصالحة الوطنية وخوض الانتخابات البرلمانية القادمة. وتدور المفاوضات أيضًا حول عدم ملاحقة أي من رموز القوى الإسلامية الحليفة ل "الإخوان"، وعدم المساس بأحزابهم وكياناتهم، فضلاً عن عدم حظر الأحزاب القائمة على أساس ديني. في مقابل ذلك، تتعهد جماعة الإخوان المسلمين بفض الاعتصامات الجارية حاليًا في ميداني "رابعة العدوية" و"النهضة" والإقرار ب "خارطة الطريق" وسحب متظاهريها من الميادين بالمحافظات وتلبية الدعوة التي وجهها الرئيس عدلي منصور للمصالحة الوطنية. ووفق المصادر، فإن الرفض البات من الفريق أول عبدالفتاح السيسي لأي إمكانية لعودة الرئيس مرسي للسلطة سواء بالاستفتاء أو عبر الانتخابات الرئاسية المبكرة هو من جعل المفاوضات تتجاوز هذه النقطة، باعتبار أن العودة لم تعد مطروحة، وهو ما يرفضه عدد من قادة الجماعة ويهدد بفشل المفاوضات. يأتي هذا في الوقت الذي يبذل فيه عدد من الرموز الإسلامية وفي مقدمتهم الدكتور محمد سليم العوا، المرشح السابق لانتخابات الرئاسة، والدكتور محمد عمارة، المفكر الإسلامي، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء السابق، جهودًا للتوصل ل "حل وسط" يحظى بدعم من الجيش و"الإخوان المسلمين". من جانبه، قال الدكتور حمدي حسن، القيادي الإخواني البارز، إنه لا يوجد أي نوع من الحوار بين الجماعة والمؤسسة العسكرية، مجددًا تمسك الجماعة بعودة الدكتور محمد مرسي لممارسة مهام منصبه قبل الانخراط في أى حوار. ونفي حسن ما تردد عن تفويض مكتب الإرشاد للدكتور محمد علي بشر للحوار مع الجيش، مشيرًا إلى أن بعض رموز المجلس الأعلى للقوات المسلحة طلبوا الالتقاء بالوزير السابق إلا أن الجماعة رفضت الأمر جملة وتفصيلا انطلاقًا من أنه لا حوار مع الانقلابيين ومن تلوثت أيديهم وملابسهم بدماء المتظاهرين السلميين. من جانب آخر، حذر المهندس مصطفي دسوقي شعبان، عضو المكتب السياسي ل "جماعة الجهاد" من لجوء جماعة الإخوان للتفاوض مع الجيش لإبرام صفقة تنهي الأزمة، مشيرًا إلى أن هذا الأمر سيجهض دعم الملايين لعودة الشرعية وإفشال الانقلاب. وأضاف أن هناك استعدادًا لدى شباب الميادين للثبات دعمًا للرئيس الشرعي المنتخب، لافتا إلى أن ارتفاع الروح المعنوية للشباب مثار إعجاب جميع طوائف المجتمع، مطالبًا الشباب بالثبات والمرابطة في الميادين وتطوير الآليات لأن ذلك هو السبيل الوحيد لإعادة الشرعية.