أعلن المجلس الأعلى للآثار في مصر أن بعثة أثرية مصرية عثرت في طريق الكباش الموصل بين معبدي الأقصر والكرنك على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة على بقايا كنيسة ترجع للقرن الخامس الميلادي ومقياس للنيل. وقال زاهي حواس الأمين العام للمجلس اليوم الثلاثاء في بيان إن هذه البقايا لكنيسة شيدت في القرن الخامس الميلادي باستخدام كتل حجرية خاصة بمعابد قديمة ترجع للعصر البطلمي حيث تحتفظ بمناظر لملوك البطالمة والرومان وهم يقدمون القرابين للآلهة المصرية كما تحتوي هذه الكتل الحجرية على نقوش دينية غائرة في حالة جيدة من الحفظ ومنها نقوش خاصة بعمدة طيبة "منتومحات" في عصر الأسرة السادسة والعشريين (نحو 664-525 قبل الميلاد). ورجح أن هذه القطع تعود لمعابد أو مقاصير أنشأها الملوك البطالمة والرومان على امتداد الطريق بين معبدي الأقصر والكرنك وأعيد استخدامها في تشييد الكنائس أو تحويل تلك المنشآت إلى كنائس. وقال صبري عبد العزيز رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس إن البعثة عثرت أيضا في القطاع الرابع من طريق الكباش على مقياس للنيل دائري الشكل مشيد من الحجر الرملي وبه سلم حلزوني يبلغ قطره سبعة أمتار وعثر بداخله على آنية فخارية ترجع لنهاية عصر الدولة الحديثة (نحو 1567-1085 قبل الميلاد). وأضاف أن البعثة عثرت أيضا على عدد من قواعد تماثيل الكباش في القطاع الأخير من الطريق أمام معابد الكرنك وتحتوي هذه الكتل على نقوش ومناظر "وتؤكد أن الملك أمنحتب الثالث هو الذي شيد هذا الجزء من الطريق" إذ حكم البلاد بين عامي 1417 و1379 تقريبا قبل الميلاد. وقال البيان إن المجلس الأعلى للآثار يقوم حاليا بإعادة إحياء طريق الكباش وطوله 2700 متر وعرضه 70 مترا بعد إزالة التعديات عليه وكان على جانبي الطريق تماثيل لأبو الهول بجسد أسد ورأس كبش يرمز للإله آمون رع لحماية المعبد وإن المصري القديم أطلق على هذا الطريق اسم "وات نثر" أي طريق الإله. ورجح البيان أن الملك رمسيس الثاني الذي حكم البلاد بين عامي 1304 و1237 قبل الميلاد هو باني تلك التماثيل "حيث وجد اسمه عليها ولكن في حقيقة الأمر كانت ترجع لعصرى الملك أمنحتب الثالث وتحتمس الرابع من الأسرة الثامنة عشرة كي توضع في البداية بمعبد الأقصر ولكن رمسيس الثاني أعاد استخدامها ونسبها لنفسه ونقلت في عصره إلى الكرنك." وأضاف أنه اكتشف حتى الآن 34 تمثالا لأبو الهول على كل جانب.