نشرت عدة صحف نقلا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط صباح الثلاثاء 4/5/2010 م الخبر التالي : [ التقى البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مساء أمس المهندس أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطنى الديمقراطى...وقال مصدر فى المكتب البابوى لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن اللقاء سادته روح المودة والترحاب من البابا شنودة الذى التقى بالمهندس عز لأول مرة فى المقر البابوى..وأوضح المصدر أن البابا شنودة ناقش مع المهندس عز حالة الحراك السياسى التى تعيشها مصر حاليا فى ضوء الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة.] وقد صدعتنا قيادات الحزب الوطني بضرورة فصل الدين عن السياسة , وفصل الخطاب الديني عن السياسي , وسمعنا محاضرات من الدكتور على الدين هلال , وزخم من الضيوف في برنامج حالة حوار وغيره ,وخطابات أمين التنظيم , وأبواق الحزب وإعلامه عن خطر خلط الدين بالسياسة .. ويبدو أن كل ما يُروج له في أروقة الحزب الوطني وعلى موائد العلمانيين وفلول الشيوعيين , هو فصل الدين ( الإسلامي ) عن الدولة , لأننا نجد منهم جميعا رحابة صدر , وتفهم , وعدم معارضة أي دور سياسي للكنيسة المصرية!! ومن غرائب الأمور , وما يبعث على الدهشة والذهول , أن الدين الإسلامي ( كما هو معروف لهم ) أنه دين ودولة , وفي نفس الوقت لا يعني ذلك حكم رجال الدين ( فليس في الإسلام كهنوت ) , وأن رحابة وسعة الفقه الإسلامي تسمح بمساحة هي الأكبر في صياغة الحياة بأكملها وفق مصالح الناس وما يتعارفون عليه إذ لم يصادم ذلك نصا في كتاب أو سنة .. بينما الأصل في الديانة المسيحية ما يلخصه القول ( دع ما لله لله , وما لقيصر لقيصر ) , باعتبارها ديانة قامت على أسس الرهبنة والخلوة واعتزال الحياة , وإذ عتب بعض المفكرين المسيحيين على الدور المتنامي للكنيسة المصرية في السياسة المصرية باعتبار أن ذلك يَحرِف الكنيسة عن دورها الروحي والإرشادي والوعظي ( حسبما قال الأستاذ جمال أسعد وغيره !!) ومع ذلك نرى نقاشا عن حالة الحراك السياسي الذي تعيشه مصر حاليا بين المهندس أحمد عز والبابا شنوده, فلم يكن لقاءً عابرا , ولا محض مصادفة ولكنه كان لقاءً مرتبا داخل المقر البابوي. فهل يكون مقبولا نقاشا عن أحوال مصر السياسة مع رأس ديانة تدعو اتباعها للروحانية , وتمثل نسبة قليلة من الشعب المصري لا تتجاوز 5% من اجمالي الشعب ( على أحسن تقدير) , بينما يتم حظر دين الأغلبية وتياراته عن المشاركة في الحياة العامة , وهو أتباع دين يأمرهم فيه الله سبحانه وتعالى بأهمية الشورى وإعمار الأرض واصلاح أحوال البلاد والعباد ؟؟ أفيدونا يرحمكم الله !! مصطفى كمشيش mkamshish@hotmail.