كشف الإمام أبو عمر المصري ل "المصريون" أن أسرة الشيخ عمر عبد الرحمن، الزعيم الروحي للجهاديين في مصر طلبت منه إطلاق حملة إعلامية للمطالبة بالإفراج عن الشيخ الضرير المعتقل منذ 17 عامًا بالولايات المتحدة. وقال أبو عمر إنه التقى أسرة الشيخ في 23 أبريل الماضي حيث طلبت منه قيادة حملة إعلامية للمطالبة بإطلاق سراحه نظرًا لتدهور أوضاعه الصحية، وأشار إلى أن مطالبته بالإفراج عنه تأتي من مبدأ إنساني، حيث أن الشيخ لم ير عائلته لأكثر من 17 عامًا، ويعاني من ظروف صحية سيئة، بسبب تقدمه في السن، حيث سيبلغ بعد أشهر عامه الثالثة والسبعين من العمر. ووصف الحكم الصادر بحق الشيخ عمر عبد الرحمن بأنه كان حكما ظالما، حيث أن المخابرات الأمريكية لكي تتمكن من إدانته دست إحدى عملائها بجانبه وأخذ يستدرجه في الكلام واستطاع إيقاعه ببعض الكلمات التي أخذت عليه بالرغم من أنها لم تكن توجيهات وإنما أسئلة عادية. وكان الشيخ الذي قد حكم عليه بالسجن مدى الحياة بدعوى التخطيط لتفجير مركز التجارة العالمي في عام 1993م وافق على مبادرات وقف العنف التي صدرت من جماعتي "الجهاد" و"الجماعة الإسلامية" عام 1997، إلا أن الإدارة الأمريكية رفضت الإفراج عنه، حيث تَدَّعي وجود علاقة له بتنظيم "القاعدة" وترفض الإفراج عنه لهذا السبب. وفي سياق متصل، كشف أبو عمر المصري الإمام السابق لمسجد ميلانو في تصريحات نشرها موقع "الجماعة الإسلامية" أنه قدم اقتراحًا للإدارة الأمريكية بالإفراج عن الدكتور عمر عبد الرحمن مقابل أن يتنازل عن القضايا التي أصدر فيها رئيس محكمة ميلانو حكما بسجن 23 عنصرا من عملاء المخابرات الأمريكية، لمدد من ثلاثة إلى خمسة سنوات والحكم على رئيس جهاز المخابرات الأمريكيةبميلانو بثماني سنوات لضلوعهم في اختطافه وتعذيبه إلا ن الإدارة الأمريكية رفضت هذا الاقتراح. ودعا "الجماعة الإسلامية" إلى التظاهر من أجل الإفراج عن زعيمها الروحي، قائلاً إن تلك القضية ستكون بداية لتغيير عمل الحركات أو الجماعات الإسلامية التي أوقفت العنف لأنني وضعت منهجًا يعتمد على التظاهرات الحاشدة من أعضاء الجماعة الإسلامية وإذا حدث ذلك فهذا يعتبر تغييرًا كبيرًا في موقف الجماعة. وأشار إلى عزمه التظاهر يومي 2 و3 مايو بالتزامن مع مظاهرات المعارضة المصرية لكنه قال إنه لم يصله رد حتى الآن من قيادات الجماعة، التي ناشدها من أجل استغلال الفرصة لأنه لا يستطيع وحده حشد آلاف للمظاهرة. واقترح أن يكون العمل عشوائيًا وتكون الجماعة ليس لها دخل بالموافقة أو الرفض وتجميع الألوف ليس عن طريق قيادة الجماعة ولكن مجرد رغبة في مناصرة الشيخ وكل أخ يجمع ما يتيسر له لان أفراد الجماعة ملتزمون بسمع تعليمات القيادة عندهم فإذا لم يعطوا رفضا صريحا ستنجح وسنجمع ألوف في ساعات معدودة أنا فقط احتاج لعدة آلاف حتى أعطي القضية في البداية وزن عالمي لأن هناك خطوات أخرى ولكنها تعتمد على عمل غير تقليدي. إلى ذلك، أدان أبو عمر المصري الحكم الصادر في ميلانو بحق أبو عماد المصري إمام وخطيب مسجد المعهد الثقافي الإسلامي بميلانو بالسجن ثلاث سنوات وثمانية أشهر، وأعرب عن دهشته من صدور ذلك الحكم حيث وصفه بأنه يتميز بالوسطية، ويعمل بمبدأ الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وكثير ما استعانت به السلطات الإيطالية في حل المشاكل الخاصة بالجالية المسلمة هناك. وكان الادعاء اتهم "أبو عماد" بأنه مروج وزعيم خلية مرتبطة بالجماعة السلفية تنشط في ميلانو يرجع تكوينها إلى ما قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وصدر الحكم ضده بالسجن ثلاث أعوام وثمانية شهور، وكان أبو عمر المصري نائبه. وفي قضيته التي تم الحكم فيها بالسجن على 23 من رجال المخابرات الأمريكية وبتعويض مؤقت قدره مليون يورو ونصف مليون لزوجته، قال أبو عمر إن النائب العام الإيطالي رفض الشق الخاص بالعسكريين الإيطاليين حيث لم يتم الحكم على رئيس المخابرات الإيطالية ونائبه بأي حكم لأنهما تمسكا بأسرار الدولة ورفضا الإدلاء بأقوالهما مما جعل النائب العام في إيطاليا يطلب بإعادة محاكمتهما. وقال أبو عمر إن المضايقات الأمنية التي بدأت منذ خروجه من السجن عام 2007 لم تنته حتى الآن، حيث قال إنه ممنوع من الظهور بالإعلام وعدم المشاركة في فاعليات حركات المعارضة، وأشار إلى أنه كان يخطط للترشح في الانتخابات النيابية القادمة لكنه تلقى اتصالا من أحد أفراد الأمن قائلا له: "أنت عندك بنت وافهمها زي متفهمها "، مما جعله يعلق المشاركة في الانتخابات. من جهة أخرى، أبدى أبو عمر تأييده للتقارب بين جماعة "الإخوان المسلمين" والأحزاب السياسية، معتبرا أن من المهم للحركات الإسلامية أن لا تكون معزولة عن الواقع المحيط بها وأن هذا سيكون مفيدا خاصة في ذلك التوقيت الذي يتعرض فيه الإسلاميون لمحن شديدة. وقال الإمام المصري إنه كان يتمنى ترشيح الدكتور عصام العريان عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان أو مجدي حسين الأمين العام لحزب "العمل" والمسجون حاليا إلا أن الظروف تمنعهما من الترشيح.