احتفلت القوى الثورية والسياسية والشعبية المعارضة لنظام الإخوان، بعزل الدكتور محمد مرسي من مهام رئاسة الجمهورية واختيار رئيس المحكمة الدستورية مهام الرئاسة مؤقتًا لحين اختيار رئيس جديد للبلاد. وأعلنت القوى الثورية والسياسية في البحيرة عزل المحافظ أسامة سليمان، من منصبه وقيام الحاكم العسكري للمحافظة بأعمال المحافظة لحين اختيار محافظ جديد, وشكلت لجنة لمقابلة الحاكم العسكري صباح الخميس 4 يوليو لهذا الأمر. وفي المنوفية، واصل الأهالي احتفالاتهم بعزل الرئيس وانضم إليهم أفراد مديرية الأمن ورقصوا فوق أسوار المديرية، مرددين الأغانى والأناشيد الوطنية. كما طافت السيارات شوارع المراكز والقرى ابتهاجًا بسقوط مرسي ونظام الإخوان. وأكد معتصمو محافظة المنوفية الذى استمر اعتصامهم لمدة 18 يومًا، إنهاء اعتصامهم الخميس وتسليم ديوان المحافظة للمستشار العسكري ومدير أمن المنوفية ورئيس نادى القضاة، كما اقترحوا مجلس ثورة لإدارة شئون المحافظة بعد عزل المحافظ الإخوانى وانتهاء صلاحياته. ومن ناحية أخرى، عادت جميع المصالح الحكومية إلى فتح أبوابها أمام المواطنين بعد أن تم إغلاق بعضها الأيام الماضية. وفي القليوبية، حمل الأهالي رجال الشرطة على الأعناق وطافوا بهم كما طافت سيارات الشرطة شوارع المحافظة حاملة المتظاهرين للفرحة بسقوط مرسي وسط هتاف "الشرطة والشعب إيد واحدة". وفي الفيوم، شهد ميدان السواقى - يطلق عليه "ميدان الثورة" بالفيوم فور انتهاء خطاب، وزير الدفاع المصرى فرحة عارمة وسط الميدان بين الثوار الذين احتشدوا بالآلاف وقاموا بإطلاق الأعيرة والألعاب النارية والشماريخ من قبل أهالي الفيوم، حيث تعالت الأصوات والتهليل والهتافات فى المقاهي والشوارع والميادين، مرددين "الله أكبر"، "تحيا مصر". وهرول المئات من المواطنين والشباب على ميدان السواقي من أجل الاحتفال بتنحية الرئيس المصري من منصبه، وهتفوا لصالح الجيش المصري، وسيطرت الألعاب النارية والألوان على سماء الفيوم. وعلى الجانب الآخر، سادت حالة من الحزن الشديد بين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم من التيارات الدينية الأخرى، وعلت صرخات السيدات حزنًا على رحيل النظام، وهتف شباب الإخوان مرددين "سيسى يا سيسى.. مرسى هو رئيسى". فيما حدثت اشتباكات بين مؤيدى الرئيس ومعارضيه بميدان السواقى بالطوب والحجارة وإطلاق الأعيرة النارية، كما تم تحطيم مقر حزب الحرية والعدالة، وانتقلت قوات الشرطة واستخدمت الغاز المسيل للدموع وسط الميدان لتفرق الاشتباكات وتمت السيطرة على الوضع. وقام مئات المعارضين بالتوجه إلى مقر حزب الحرية والعدالة بميدان المسلة وتبادلوا معهم إطلاق الأعيرة النارية وسط حالة من الكر والفر أسفرت عن وقوع 17 مصابًا. وعمت الفرحة والزغاريد في أرجاء محافظة قنا برحيل الدكتور مرسى، وقام المحتشدون في ميدان المحطة بقنا بترديد "الله أكبر تحيا مصر" و"الجيش والشعب إيد واحدة"، وأطلقت الألعاب النارية التي أضاءت سماء المدينة فيما خرجت النساء والفتيات في الشوارع لإطلاق الزغاريد، وقام أهالى القرى بإطلاق مكثف من الأعيرة النارية. وفي الأقصر احتفل الأهالي حتى الصباح بإطلاق أعيرة نارية فى السماء والرقص والغناء مع السياح من جميع الجنسيات. وأعلن المعتصمون أمام مبنى ديوان عام محافظة الأقصر بقاءهم فى الميدان، وسجدوا جميعًا مسيحيين ومسلمين سجدة شكر لله، وهتفوا: "الجيش والشعب إيد واحدة"، و"الثورة مستمرة"، و"الله أكبر الله أكبر"، و"الجيش المصري قال كلمته"، و"الشعب المصري قال كلمته". وقال اللواء خالد ممدوح، مدير أمن الأقصر، إنه تم القبض على أحد قيادات حزب الحرية والعدالة الذي يعمل إمامًا لأحد المساجد في مدينة أرمنت والمطلوب على ذمة التحقيقات في اشتباكات الأقصر مساء الثلاثاء والتي أسفرت عن سقوط 17 مصابًا ضبط وبحوزته طبنجة إيطالية الصنع قطر 9 مم بدون ترخيص وأحيل إلى النيابة لمباشرة التحقيق. كما استقبل الأهالي الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر في مطار الأقصر الدولى إثر عودته من اجتماع القوات المسلحة الذي سبق إلقاء البيان، بحضور عدد من قيادات ورموز المعارضة والقوى الوطنية على طائرة القوات المسلحة لاستكمال إجازته بقرية القرنة. وقال الإمام الأكبر: "إن مصر أغلى من أن تُسفك فيها دماء أبنائها تحت أى شعار، والانحياز لشعب مصر الأصيل والحفاظ على وحدة المصريين وحُرمة الدم المصرى، هو منهج الأزهر وتاريخه دائمًا، ومصر تستحق من الجميع موقفًا وطنيًّا صادقًا". وفي البحر الأحمر هنأ المحافظ اللواء طارق المهدى، أهالى البحر الأحمر بميدان عبد المنعم رياض حاملا في يديه علم، وذلك بمرافقة اللواء أحمد عطية، رئيس مدينة الغردقة ومها العمروسى مديرة البوابة الإلكترونية بالمحافظة ولفيف من القيادات التنفيذية. وفي جنوبسيناء خرج المعارضون للرئيس مرسى في شوارع طور سيناء للاحتفال بعزله أمام ديوان عام المحافظة وفى شرم الشيخ انطلقت الصافرات والأغاني الوطنية. فيما سادت حالة من الغضب بين بعض البدو والتيارات الإسلامية واعتبروا ما حدث انقضاضًا على الشرعية وخرجت مسيرة غاضبة للإخوان المسلمين والبدو بطور سيناء من مسجد المنشية تندد ببيان السيسى ويرددون "حسبنا الله ونعم الوكيل" و"ياعملاء الأمريكان" و"إسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية" و"يعزل مرسى ليه هو حرامى ولا إيه". وقال الناشط الحقوقى والمحامى صالح ياسين ومؤسس جبهة ثوار سيناء، إن بيان الفريق عبدالفتاح السيسى خروج على الشرعية، لافتا إلى أن ما حدث يعود بمصر لمربع الصفر مؤكدًا أن فقراء مصر هم من سيتحملون هذه الفاتورة – على حد قوله. وأشار إلى أن التاريخ سوف يذكر مرسى كرئيس رفض الانصياع لجنرالات الجيش وتمسك بشرعيته فى تحدٍ لأول رئيس مدنى منتخب للجنرالات، لافتا إلى أنه من حق الرئيس مرسى اللجوء للمحاكم الدولية والمصرية ومجلس الأمن على اعتبار أنه رئيس منتخب ومن عزله لا يملك سلطة العزل.