تظاهر مئات الأقباط مساء أمس الأول، الأربعاء، بالكاتدرائية الكبرى بالعباسية ضد سياسات الحزب الوطنى، التى اعتبروها «مساندة للتمييز الطائفى وتشجع على العنف ضد الأقباط». وللمرة الأولى منذ مظاهرات وفاء قسطنطين قبل ستة أعوام، استخدم الأمن صورا محدودة من العنف لتفريق المتظاهرين، تمثلت فى منع الأقباط الحاضرين لعظة البابا من الانضمام للمتظاهرين، والاحتكاك بعدد من الصحفيين والمصورين وإجبارهم على الخروج من الكاتدرائية، وتوجيه السباب لهم وتهديدهم بالاحتجاز، بالإضافة إلى الاعتداء بالضرب على أحد الصحفيين. فيما بادر أمن الكاتدرائية بدعم من ثلاثة أساقفة هم الأنبا إرميا والأنبا يؤانس والأنبا بطرس من سكرتارية البابا، بالتوجه إلى المتظاهرين وطالبوهم بوقف المظاهرة، مؤكدين أنهم ينقلون تعليمات من البابا بالامتناع عن الهتاف ضد الحزب الوطنى داخل الكاتدرائية. وخلال نحو نصف الساعة من تصاعد الاحتكاكات بين الأمن والمتظاهرين، الذين هددوا بالخروج بالمظاهرة خارج الكاتدرائية، تجمعت نحو عشر عربات من قوات الأمن المركزى لإغلاق الممر المؤدى إلى المدخل الرئيس للكاتدرائية لضمان عدم تحرك المظاهرة خارجها. وحسب مصادر( الشروق ) ,المتظاهرون الأقباط هتفوا ضد الحزب الوطنى وتحديدا أحمد عز، أمين التنظيم، الذى قام بزيارة عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطنى بنجع حمادى محمد الغول، قبل أيام، فى زيارة شهدت زفة بالأحصنة وذبح عشرات العجول، وفقا لروايات الأقباط. وقالت هتافات المتظاهرين «آدى العز فى حضن الغول وفى إيده دم المقتول» و«اصرخ.. اصرخ على الصوت.. حق الشهداء مش هيموت» فى إشارة إلى أحداث عيد الميلاد بنجع حمادى مطلع العام، التى راح ضحيتها ستة أقباط ومجند مسلم. من جهة أخرى جدد البابا شنودة الثالث خلال عظته الأسبوعية، مساء أمس الأول الأربعاء بالكاتدرائية الكبرى، رفضه لزيارة القدس حتى لا يفهم ذلك على أنه موافقة على التطبيع، وهى المرة الرابعة التى يجدد فيها البابا رفضه لزيارة القدس خلال الشهرين الماضيين. وأضاف «هناك حرب دائرة هناك وأى شخص يذهب قد يتعرض للأذى». كما طالب البابا الأقباط بالامتناع عن الدخول فى مشروعات اقتصادية ضخمة دون غطاء مالى كاف وقال: «إياكم من التوقيع على شيكات على بياض مهما كانت الضائقة التى تمرون بها، أو أن تدخلوا مشروعا لعمل لا تجيدونه ينتج عنه تراكم الديون».