الوضع في مصر ببساطة : رئيس لا يملك سوى مقعد الرئاسة.. وكل مؤسسات الدولة ضده .. إعلام يسبح بإهانته ليل نهار , وشرطة تتظاهر ضد رئيسها الأعلى بل وتساعد البلطجية في الإعتداء على مقرات حزبه , قضاء يتدخل ظلما في السياسة ..بل و يحارب الرئاسة .. يقوم بهدم كل خطوة يتخذها الرئيس ..وهناك قضاة تطالب بعزله ويجنح آخرون إلى القبض عليه..., ثم جيش يتجاذبه الجميع .. وهو إلى الآن يقف على الحياد .. و يمارس دوره الوطني الأمين ..وأتمنى ألا يتغير ذلك ..و ألا تخدعه مواقف المتلونين أوعبيد البيادة من المعارضين ?? الرئيس ( محمد مرسي ) : الرئيس الشرعي لمصر ..والذي جاء الحكم لأول مرة بانتخابات حرة ونزيهة .. رئيس محترم و ومخلص للبلاد .. يقود سيارة الوطن المتهالكة ..في طريق غير ممهد , ومعه ركاب متشاكسون .. وبدلا من أن يساعدوه ..في دفع العربة كي تسير للأمام ..انشغلوا بالشجار والصراع , و لم يصارح هو الشعب بحقيقة الأوضاع ... وتركهم إلى إعلام مضلل ينهش وعيهم ... فقام بتوسيع الهوة بين الفرقاء وافقدهم الثقة في قائد مركبتهم .. وهو الذي حاربه الجميع ...في الداخل والخارج ..من دول ومؤسسات ..
رئيس لم يمتلك أدوات مساره الإصلاحي ..ولم يستعن بالشعب من أجل مسار ثوري ... كانت سياسته مع المؤسسات الفاسدة ..ليس التطهير وإنما الإحتواء ... فكان كمن رأى ثعبانا خاف من سمه فاحتضنه , وأول من ذاق السم كان الرئيس وجماعته .. فوزارة الداخلية التي امتدحها الرئيس وأشاد بإخلاص رجالها ..كانت هي أول مؤسسة تنقلب عليه .. وانضم كثير من رجال الشرطة للمتظاهرين ضده بل ووضعوا على مركباتهم لافتات مكتوب عليها كلمة إرحل ..وشاركوا بسلبيتهم وتواطئهم في قتل شباب جماعته وحرق مقراتها .
جماعة قال عنها الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه : هي بذرة صالحة مباركة ..رحم الله من أنبتها , وسامح الله من تعجل قطف ثمارها , إنها جماعة الإخوان المسلمين ..جماعة عظيمة ..كان لها الفضل على الأمة الإسلامية كلها أن أعادت إحياء الدين في نفوس ابناءها .. جماعة زاهرة .. استعجل قادتها قطف الثمار .. حينما سعوا بالجماعة إلى السلطة كي تحصل بها على الأمن والأمان , ذلك الذي حرمت منه طوال ثمانين عام ..وبدلا من ذلك كانت السلطة سببا في حرق المقرات وقتل وسحل الشباب ..واصبحت إهانة الجماعة شعار كل الفضائيات وأبواق الإعلام , حرب ضروس مع إعلام فاجر , ألصق بهم كل التهم المشينة وسبهم بكل الألفاظ النابية ..بل و نزع عنهم مواطنتهم ..حين قسم مصر إلى مواطنين وإخوان ..قتلهم معنويا قبل أن يساعد بالتحريض على قتلهم ماديا ..إعلام صنع أكبر حملة تضليل في التاريخ .. أقنع المواطن البسيط ..بأن من جاء بالإنتخابات الحرة والنزيهة وباختيار الشعب هو محتل غاصب للبلاد ..شوه كل أفعال الجماعة ..وعزلها عن محيطها , بل وزرع كراهيتها في قلوب البسطاء .. وبعد أن قضت الثورة على جهاز أمن الدولة ..استطاع الإعلام الخبيث أن يضلل قطاعات كبيرة من الشعب ( من بلطجية وجهلاء و سفهاء ومتطرفي العلمانية ) حتى إستطاع أن يحولهم إلى جهاز أمن دولة شعبي ...يضيق على المنتقبة فقط من أجل نقابها .. ويضطهد الملتحي من أجل لحيته .. إعلام ظالم و أعور يبكي كل القتلى من ثوار و بلطجية وشيعة ومعارضين ومن كل الفئات سوى من فصيل واحد ..لا يعتبرهم بشر .. ولأنه إعلام حقير و عنصري فاشي فهو يصفهم بالخرفان .. إنهم قتلى جماعة الإخوان ..
الجماعة التي أخذت مقعد الرئاسة ولم تأخذ الدولة , فانشغلت بالتمكين و صد المؤامرات فلم تستطع على الأرض تحقيق أي منجزات , حاولت جاهدة ولم تستطع , فلا للشريعة طبقت ولا للثورة انتصرت , بينما كان شعارها الأول والأخير هو توحيد الصف , شاء الله أن يجعلها سببا ليشق بها صف الأمة وتنقسم مصر , لم تستفد هي بالرئاسة ولا استفادت مصر ...على الرغم من إخلاصها في خدمة الوطن .. إلا أن الوقت لم يكن في صالحها .. والمؤامرات أكبر من طاقتها ..وافتقرت هي لأقوى سلاح .. وهو سلاح الإعلام ...
ثم شعب منقسم ..يقتل بعضه بعضا في الميادين بين مؤيد مستعد أن يضحي بحياته من أجل الرئيس ..ومعارض مستعد أن يضحي بمصر كلها من أجل أن يزول الرئيس ... قام بثورة عظيمة في الخامس والعشرين من يناير عام 2011 م وكانت دوافعها كراهية الظلم والفساد ومفجرها هو الشباب المخلص للبلاد ..
ثم قام نفس الشعب بثورة جديدة في 30 يونيو عام 2013 كانت دوافعها : كراهية الرئيس وجماعة الإخوان ومفجرها هو الإعلام المضلل والجبان .. فشتان ما بين الثورتين ...شتان
ومن عجائب هذا الشعب ..أنه استعان بأعدائه الذين خرج عليهم في ثورته الأولى , ليحارب بهم في الثانية من ساعدوه على إنجاح الأولى ...
ضاق ذرعا من حريته ... فثار عليها متأبطا ذراع جلاده ...
آه يا شعب مصر... شعب لا تنقضي عجائبه .. ولا يمل من تكرار أخطاءه !!!!