تأقلم البريطانيون على مقاسمة معشيتهم مع قرابة 30 ألف ثعلب يتجولون بحرية في أنحاء الحضر، وقال أحدهم في كتابه "وقت مشاطرة الضواحي" "قررت الثعالب مشاطرتنا أسلوب معيشتنا، فنحن نحياها نهاراً وهي تناوبنا ليلاً." وبدأت الثعالب الحمراء المعروفة بVulpes vulpes الزحف نحو المدن منذ الثلاثينات حيث تعلم البريطانيون العيش جنباً إلى جنب مع تلك المخلوقات التي يتعرض أبناء عمومتها في الأرياف إلى القنص والقتل. وحظرت بريطانيا العام الفائت رياضة صيد الثعالب التي تمارسها الطبقة المترفة. وتقول الحكومة البريطانية إن الثعالب تقضي على الحيوانات الأليفة وتعيث فساداً في الحدائق المنزلية، كما أنها مزعجة ليلاً خاصة في موسم التزاوج. ويرى المعنيون بالحفاظ على الموارد الطبيعية أن شراكة البشر والثعالب مازالت بخير، وأثبت مسح أجرته "جمعية الثدييات" عام 2001 تلك المقولة حيث قال 80 في المائة من سكان العاصمة لندن إنهم يفضلون تواجد ثعلب في الجوار. وقدر هؤلاء عدد الثعالب في أنحاء بريطانيا ب30 ألف ثعلب تجذبهم حدائق الضواحي وصناديق القمامة السخية. ومن المشاهد المألوفة رؤية الثعالب وهي تجوب شوارع لندن ليلاً، وشوهد الشهر الماضي ثعلب وهو يتجول بالقرب من المقر الرسمي لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير، إلا أن أوفرهم حظاً أحدهم اتخذ من ضاحية "بلغريفيا" الراقية مقراً له. وقال بارون سيلسدون، العضو في مجلس اللوردات البريطاني عن الثعلب "رأيته بالأمس.. أنه يعيش بصورة جيدة للغاية بالقرب من عقارات دوق ويستمينستر." وكان آخر قد نجح، قبيل عقد من الزمن، إلى التسلل إلى قصر حديقة قصر باكينهام وقضى على ثمانية من طيور "الفلامنغو" الخاصة بالملكة. ووصف ألبرت هايلل وهو ينظر بإعجاب إلى جيل جديد من أشبال الثعالب الصغيرة وهي تجوب حديقة منزله في مدينة مانشستر "إذا كان الثعلب رجلاً، لتمنيت أن يكون الرجل الذي يقترن بابنتك.. أنه ذكي، ويُركن إليه ولا يسعى إلى القتال."