أكد الكاتب الأمريكي جاكسون ديل أن الولاياتالمتحدة لديها فرصة حقيقية الآن لإحداث التغيير في الشرق الأوسط، وأنها يجب ألا تضيع فرصة إحداث تغيير ديمقراطي حقيقي، خاصة في دولة مثل مصر مع زيادة الحركات المعارضة المطالبة بإصلاحات سياسية، بدلا من التركيز على أمور تدرك أنها لن تحل في الوقت الراهن، مثل الصراع العربي الإسرائيلي الفلسطيني خاصة في ظل وجود حكومة اليمين بزعامة بنيامين نتانياهو وانقسام الفلسطينيين. وأضاف في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر أمس، إن واشنطن تواجه ثلاثة تحديات استراتيجية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط، وهما التهديد الإيراني، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي والفساد، وانهيار الأنظمة الاستبدادية العربية في كل من مصر والسعودية واليمن وعشرات الدول العربية الأخرى، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب في تأجيج التطرف الإسلام، وزيادة عدد مجندي تنظيم "القاعدة". ورأى الكاتب أن الأوضاع في الشرق الأوسط تجعل من إمكانية تحقيق سلام وتسوية شاملة بين العرب وإسرائيل أمرًا مستحيلاً خلال هذه الفترة، كما أن كبح طموح إيران النووي أمر غير قابل للتحقيق الآن ما لم تحدث ثورة داخلية أو باستخدام القوة العسكرية. واعتبر أن المناخ الحالي يمثل فرصة ذهبية لإرساء الديمقراطية فقط، بعد أن عاب على إدارة الرئيس باراك أوباما اهتمامها بالملف الإيراني والسلام في الشرق الأوسط وأنها تضع أهداف وطموح مستحيلة، بينما تتجاهل الظروف الحالية الغير مواتية، وتتجاهل الفرص المهيأة لإحداث تغيير في بلد مثل مصر ( الدولة العربية الرائدة في المنطقة) حيث ظهرت حركة شعبية قوية مؤيدة للديمقراطية اكتسبت تأييد مئات الآلاف. وقال إن ذلك حصل مع ظهور قائد إصلاح ذو مصداقية بشكل مفاجئ حاصل على جائزة "نوبل" هو الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي يقود حركة تضغط من أجل إلغاء قانون الطوارئ المفروضة منذ 28 عاما والتي تقيد من حرية التجمع والتجمعات السياسية وتنادي بتعديل الدستور من أجل ضمان انتخابات رئاسية نزيهة العام القادم. وأضاف إنه في مصر يوجد مجال وفرصة حقيقي لإحداث تغيير في الدولة الرائدة في الشرق الأوسط، في حين يقول إن الرئيس الأمريكي ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون لم يظهرا أي اهتمام بقضايا الديمقراطية في مصر. ومضى قائلا: حتى وإن كان أوباما قد تناقش مع الرئيس المصري بشكل خاص خلال لقائهما في واشنطن العام الماضي، إلا أنه لم تصدر أي تصريحات علنية عن هذا الأمر، ولم تمارس الإدارة الحالية نفس الضغوط التي مارستها إدارة جورج بوش السابقة، وبدلا من ذلك أضاع أوباما هذه الفرصة وركز جهوده الدبلوماسية على الصراع في منطقة الشرق الأوسط وهو يدرك أنه ليس هناك أي فرصة لحلول على المدى القريب. وفي الوقت الذي ضرب فيه مثلا بالرئيس الأمريكي السابق في قضية الإصلاح السياسي، إلا أنه اعتبره أنه كان ينتهج نفس المسار الخاطىء إذ اعتقد بوش أن الديمقراطية أمر أساسي لمكافحة التطرف، وقام بالضغط من أجل إجراء انتخابات حرة في مصر في وقت لم تكن الحركة الجماهيرية فيه موجودة وناضجة بهذا الشكل الحالي.