خرج من مسقط رأسه (مصر) طريدًا شريدًا وحيدًا، "خائفًا يترقب"، أمضى في غربته عشر سنوات متصلات، يعمل "أُجَريًا" من أجل لقمة عيش تكفيه، وبيت يكتنفه ويؤويه، مع زوجة ليست بنت ذوات وجاه وسلطان. ها هو عائد إليها تصحبه زوجته وعصاه، في الليل الدامس والبرد القارس والصحراء الموغلة في الخوف والظلام، يستوقف أهله؛ ليبحث عنهم "شهاب قبس لعلهم يصطلون"، تختاره العناية الإلهية ليكون من النبيين بل من المرسلين بل من "أولي العزم من الرسل"، فيريه الله تعالى آية في عصاه التي انقلبت إلى "ثعبان مبين"، خاف منها موسى "وولى مدبرًا ولم يعقب"، حتى أتاه نداء العلي الأعلى جل في علاه: "يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون".. هذا موسى بن عمران، على نبينا وعليه السلام، الخائف المتردد الطريد الشريد، يتحدى فرعون الذي صدح في المدائن والآفاق "أنا ربكم الأعلى"، و"ما علمت لكم من إله غيري"، وهو يتكئ على الحجة الظاهرة أمامه: "أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي"؟! كيف لرجل مثل موسى يتحدى هذا الفرعون وحده، إلا من أخيه هارون وعصاه التي بيده، وهو يرى ويشاهد ما لفرعون من القوة والسطوة والملك والجاه والسلطان والجيش القوي "فرعون ذي الأوتاد".. ثم يجعل تحديه علانية في "يوم الزينة" أي يوم عيد القوم، ثم المبالغة في التحدي "وأن يحشر الناس ضحى"، وهو يعلم أن فرعون حشر في المدائن وأتاه السحرة منها حاشدين، طامعين في "الأجر المادي"، وفوق ذلك المكانة القريبة من الفرعون، "وإنكم إذاً لمن المقربين". ثم وقع السحر أرضًا والتقفت عصا موسى حبالهم وعصيهم التي كانت تسحر أعين الناس على أنها حيات وثعابين، مما جعل السحرة يخرون لله سجدًا قبل أن يستأذنوا فرعون أو يأذن هو لهم، وقالوا جميعًا بلسان واحد "آمنا برب هارون وموسى". إن الذين يرون "30 يونيه" أشبه ب"يوم الزينة" وأن الناس ستحشر ضحى، وسيرى الناس من صاحب الحق والمدعي للحق، وبدون تصنيف لأحد، أو لفئة أو لجماعة ما، أو تحيز، "فالحق أبلج، والباطل لجلج"، فالذين يرون أنهم مع الحق مخلصين له، ولو كان مرًا، سوف يكون الحق معهم وسوف ينصرهم الله – وهو سبحانه سمى نفسه "الحق المبين" - لنصرتهم الحق، "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".. والذين يخرجون في ذلك اليوم "بطرًا ورئاء الناس" وخذلة للحق الواضح، ونصرة للأهواء ودفعًا للواء الباطل أن يعلو، وكرهًا للدين والمتدينين، في صورة رسخها "الإعلام إياه" لفشل الإسلاميين، وإلصاق كل نقيصة بهم، وتحميلهم كل كارثة وكل حادثة وكل مصيبة، وكل داهية وكل نازلة، بدءًا من وادي النطرون، وانتهاء ب"أبو النمرس"، مرورًا برفح وسيناء، فهؤلاء سيخذلهم الحق، وسيدفع بهم ضمن زبد البحور المتلاطمة بعيدًا بعيدًا ليبقى في الأرض ما ينفع الناس، كما وعد الله جل وعلا بذلك. إن الصراع الأزلي بين الحق والباطل مرَّ بحقب طويلة من الزمان، في سجاله الأبدي، قد تنتكس فيه راية الحق ساعة، لكنها بلا شك ترتفع من جديد بعزائم الرجال المخلصين الغيورين، وترفرف حتى قيام الساعة! مصر التي شهدت المشهد الرهيب "يوم الزينة" هي مصر التي تشهد هذا اليوم، وإن اختلفت وجوه الحضور، من أصحاب حق وأدعياء حق، وسحرة الإعلام الذين "سحروا أعين الناس واسترهبوهم" بنواصي إعلامهم "الكاذبة الخاطئة".. وكل همهم: "أئن لنا لأجرًا إن كنا نحن الغالبين"؟ يا أهل مصر من قلبه على الحق، ومع الحق، سيضحي بأهوائه ومصالحه و"الشخصنة" التي ندور فيها حول أنفسنا؛ حتى تعمر مصر وتعلو مصر، ويكون لها رقي الاسم ورقي الفعل والوجود. ***************************************************** ◄◄ زغردى يا انشراح ◄ حجز البرادعي منذ 3 أيام تذكرة سفر إلى ألمانيا يوم 28 يونيه وتم إبلاغه بإلغاء الحجز لدواعي أمنية إلى يوم 5 يوليو حجز حمدين صباحي من 3 أيام أيضًا تذكرة إلى لبنان يوم 27 يونيه وتم إبلاغه بإلغاء الحجز لدواعي أمنية إلى يوم 5 يوليو تم إلغاء سفر 4 رجال أعمال مشهورين من بينهم اثنان مالكا قنوات فضائية وتم إلغاء سفر 7 برلمانيين سابقين بالحزب الوطني المنحل كانوا يتمتعون بشهرة ونفوذ أعتقد أن المعركة قد بدأت فعليًا.. "وعلى الباغي تدور الدوائر" = الكاتب والباحث السياسي هاني الأرجوندي في "جملة مفيدة"، كلام صعب جدا، وليتني أعرف أزغرد كنت زغردت مع الست "انشراح"!! ◄◄ الصائدون فى مياه السيسى ◄من يسعى لدفع الجيش في أتون السياسة؟ = سؤال مني أوجهه لكل القوى الوطنية والثورية والرئاسة والحكومة والمعارضة وقادة قوات الجيش والشرطة والشعب كله.. فالمزايدون يلعبون ولا يزالون يلعبون بتصريح السيسي ويصطادون في الماء العكر، بعد أن جعلوه قضية القضايا، لأنهم ببساطة يريدون دفع الجيش إلى أتون السياسة وتزيين الانقلاب البشع على الشرعية، وساعتها "وآهو دقني أهي" إن لم يلعنوا الجيش والسيسي لعنًا كبيرًا، كما لعنوا طنطاوي ومن معه، وهي طبيعة الشعب الذي "لا يعجبه العجب ولا صيام رجب". ◄◄ الشيخة موزة ◄ الشيخة موزة والدة أمير وزوجة أمير (السي إن إن)= ذكرتني باللغز الذي يقول: من هي المرأة الوحيدة التي تزوجت خليفة وابنها خليفة وزوج ابنتها خليفة وزوج أختها خليفة؟ وبالطبع هي (الخيزران بنت عطاء) التي تزوجها الخليفة العباسي المهدي، وولدت له هارون الرشيد والهادي.. وكذلك ولادة أم الوليد وسليمان ابني عبد الملك بن مروان، تزوجت خليفة وأنجبت خليفتين. لكن التي فاقت الكل هي "ماري بونابرت" أم الإمبراطور الفرنسي "نابليون بونابرت" التي كان من أولادها 14 ملكًا. ◄◄ قال الحكماء ◄"من رضى بصحبة من لا خير فيه، لم يرض بصحبته من فيه خير". دمتم بحب عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.