حذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية أوسكار فرناندو تارانكو اليوم من أن رياح الحرب تخيم من جديد علي منطقة الشرق الأوسط لتحصد الأرواح وتقضي علي آمال السلام في المنطقة. وقال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية في جلسة مجلس الأمن الدولي الثلاثاء حول الشرق الأوسط "إنه يتعين علي مجلس الأمن الدولي عدم الاستستلام ،خاصة أن حل الصراع وتحقيق التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين جميع الأطراف لا يزال ممكنا،لكنه يتطلب تقديم حلول وسط علي المستويات الوطنية والإقليمية والدولية،مع الألتزام بتسوية النزاعات في المنطقة عبر الوسائل السلمية". وأضاف المسئول الأممي في كلمته الي أعضاء مجلس الأمن "إن الأممالمتحدة علي اقتناع كامل بأن تنفيذ مبدأ حل الدولتين الفلسطينية والأسرائيلية،وانهاء الأحتلال الأسرائيلي الذي بدأ عام 1967 للأراضي العربية،هو بالأساس لصالح الجانبين الفلسطيني والأسرائيلي". وحذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية أوسكار فرناندو تارانكو من استمرار تدهور الأوضاع الحالية في سوريا نتيجة للمجابهات العسكرية العنيفة الدائرة هناك. وقال في الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي اليوم حول الشرق الأوسط "إن التورط المباشر لمقاتلي حزب الله داخل سوريا منح زخما للعمليات العسكرية التي تقوم بها الحكومة السورية، وأسهم في إشعال التوتر السياسي والطائفي عبر أرجاء المنطقة بأسرها". وشدد أوسكار فرناندو علي معارضة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القوية لنقل السلاح والمقاتلين الي أي طرف داخل سوريا. وقال إن تقديرات الأممالمتحدة تشير الي وجود أكثر من 6.8 مليون سوري أصبحوا في حاجة ماسة الي المساعدات الإنسانية داخل الآراضي السورية حاليا،من بينهم 3 ملايين من الأطفال. وأعرب أوسكار فرناندو عن قلق الأممالمتحدة البالغ غزاء أوضاع اللاجئيين الفلسطينيين في سوريا،وقال إن أكثر من 60 ألف فلسطيني فروا الي لبنان والأردن بسبب النزاع حتي الآن. وتابع "التداعيات السلبية للصراع الحالي في سوريا،تزايدت بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة علي لبنان،لاسيما وأن تهديدات الأنتقام التي يطلقها الشيوخ السلفيون وقوات المعارضة بالجهاد في سوريا تسلط الضوء علي مخاطر انتقال الأزمة الي لبنان". ونوه مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية إلى الدعوة التي أطلقها الرئيس اللبناني ميشيل سلميان في 20 يونيو الجاري بعودة مقاتلي حزب الله الي لبنان. وتطرق إلى استمرار الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وتحدث عن ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، كما أكد علي موقف الأمين العام للأمم المتحدة من استمرار الأنشطة الاستيطانية الاسرائيلية، واعتبارها غير شرعية وتمثل خرقا للقانون الدولي. من جانبه، انتقد مندوب سوريا الدائم لدي الأممالمتحدة السفير بشار الجعفري الإحاطة التي قدمها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية أوسكار فرناندو تارانكو الي أعضاء مجلس الأمن الدولي اليوم، وقال في تصريحات للصحفيين عقب انتهاء الجلسة، إن المسئول الأممي تغاضي وتجاهل قضية الجولان باعتبارها أراض سورية عربية احتلتها اسرائيلي في عام 1967. وقدم أيضا صورة غير كاملة وغير متوازنة بشأن تعقيدات الموقف الحالي في منطقة الشرق الأوسط". وأضاف السفير بشار الجعفري "لقد تجاهل أيضا فرناندو تارانكو في احاطته الي مجلس الأمن الدور القطري في خطف أفراد من قوة بعثة الأممالمتحدة المعنية بمراقبة اتفاق وقف اطلاق النار في الجولان "أوندوف"،ولم يتحدث عنه،كما تجاهل أيضا ترحيب الحكومة السورية بفريق التحقيق الأممي الخاص بمزاعم استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، خاصة أن بلادي أكدت أكثر من مرة استعدجادها لاستقبال فريق التحقيق برئاسة السيد آك سلستروم في أي وقت من الآن،وفقا للاتفاق الأولي الذي وقعت عليه حكومة بلادي مع الأممالمتحدة".