عكس التمرير "الصعب" للقرار بتأجيل انتخابات الهيئة العليا لحزب "الوفد" لمد عام إضافي خلال الجمعية العمومية التي عقدها الحزب يوم الجمعة، ما اعتبره وفديون مؤشرًا متزايدًا على تصاعد موجة الاعتراض على سياسة رئيس الحزب محمود أباظة، بعد أن صوت 45 %من المشاركين بالرفض على مقترحه بالتأجيل، وهو ما ينذر بمواجهة صعبة خلال الانتخابات على رئاسة الحزب المقررة في مايو. وكان أكثر من 455 عضوا من أعضاء الجمعية صوتوا بالرفض ضد تأجيل إجراء انتخابات الهيئة العليا للحزب، ما اعتبرته مصادر وفدية يشكل نوعا من "العقاب" لأباظة على سياساته وطريقة إدارته للحزب، واحتجاجًا على التمويل الأمريكي للجمعيات المرتبطة به والتي تحظي برعايته، واستمرار تراجع الحزب مع ما يتردد عن دخوله في صفقات مع الحزب "الوطني" لانتزاع مكاسب شخصية له. وفاجأت هذه النسبة العالية من الرافضين أباظة، باعتبارها تصب في صالح منافسه فؤاد بدراوي، خاصة مع ما أثير عن وجود تجاوزات رافقت الجمعية وتصويت المئات من خارج الحزب لصالح التعديل، ما دفعه للتفكير بجدية في محاولة لاحتواء غضب الوفديين ووقف تنامي شعبية خصمه بينهم، عبر تكثيف تحركاته داخل لجان الحزب بالمحافظات لتسوية المشكلات قبل انتخابات رئاسة الحزب. من جانبه، اعتبر علاء شوالي القطب الوفدي المعروف أن نتائج الجمعية العمومية الأخيرة وتصويت ما يقرب من 50% من الوفديين ضد تأجيل انتخابات الهيئة العليا يكشف تصاعد حالة الرفض من أعضاء الجمعية العمومية رغم تقليل الكثيرين من مصداقيتها والتشكيك في عضوية عدد كبير من أعضائها بالحزب. وقال شوالي في تعليق ل "المصريون" إن هذه النتائج تثبت أن الحديث عن حسم انتخابات رئاسة الحزب لصالح أباظة لا يعدو كونه هراء، وإن المنافسة على رئاسة الحزب ستستمر حتى فرز آخر صندوق. إلى ذلك، فجر الخطاب الذي توجه به منير فخري السكرتير العام للحزب للدكتور أحمد فتحي سرور عضو مجلس الشعب والخاص بإلغاء عضوية محمد عبد العليم داود ضمن الهيئة البرلمانية للحزب وكافة تشكيلاته وإحالته للتحقيق لمخالفته لمبادئ الحزب وسياساته ولوائحه وقراراته، أزمة شديدة داخل "الوفد"، وأدت إلى ملاسنات بين محمود أباظة وداود على خلفية القرار. وقال داود إنه يمثل الحزب منذ عشر سنوات عن دائرة مسقط رأس سعد زغلول مؤسس الحزب ومفجر ثورة 1919، مبديا فخره بقرار فصله من أناس قال إنهم يتلقون أموالا مشبوهة من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ولهم صلات وثيقة مع الإسرائيليين، مشيرًا بالاسم إلى محمود أباظة، متهمًا إياه بأنه تلقى ومجموعته أموالاً خلال حفل أقيم بالسفارة الأمريكية. وتوجه عبد العليم إلى أباظة قائلا: "أنت يا عميل إسرائيل يا من تقبض من أمريكا"، بينما رفض الأخير التعقيب، وقال: أربأ بمجلس الشعب أن يستمع إلي كلمات تمثل جرائم سب وقذف وما يسئ إلي الحياة البرلمانية المصرية، مؤكدا أن حزب "الوفد" هو المكان الطبيعي لأي حديث حزبي وأنه لا يجب أن يسمع نواب الأمة بهذه المهاترات.