كلما قرأت تصريحا للدكتورعلي الدين هلال..اختلط علي ذهني الأمر..حتي احترت في تحديد موقع الرجل..فأحيانا يمكن أن تضعه بين زمرة المعارضين للحكم والحكومة..ويخيل اليك في بعض الأحيان أنه مستقل عن الحكم والمعارضة..ثم تجده قليلا وهو يتحدث بلسان القيادي البارز بالحزب الوطني..أنت تعرف -وأنا أيضا- أن مايقوله الرجل مجرد كلام لايقدم أو يؤخر..فالأهم هو الفعل..أو بمعني أدق تصرفات الرجل لا أقواله..ماسبق لايمنعني من التساؤل..كيف يلقي الرجل بهذا الكلام المعارض لتصرفات الحكومة ووزراءها والحزب الحاكم ونوابه دون حساب من حزبه (الديمقراطي) !!. منذ يومين أطلق علي الدين هلال تصريحا قويا كعادته..تعهد فيه بتقديم مقترح الي وزير التربية والتعليم الدكتور زكي بدر..يطالبه فيه بإجراء بحث على وكلاء الوزارة ومديرى المديريات والإدارات التعليمية بالمحافظات..بهدف الكشف عن درجة (تفكيرهم وثقافتهم ومستوى تعليمهم) وتطبيقهم مفهوم المواطنة.. ومدي التزامهم بالقانون في اطار مايسمي كشف قياس المواطنة..هكذا مرة واحدة..مطلوب وبعد العمر ده كله..أن نختبر وكلاء الوزارة في مستوي التعليم والثقافة الخ..للوهلة الأولي ستجده اقتراحا جادا..لكنها المرة الأولي التي أسمع فيها عن وجود كشف يقيس المواطنة..لكن الفكرة بلاشك مفيدة وجميلة..ولاتملك سوي تأييدها..لكني تساءلت:ولماذا قصر الدكتور هلال اختبار التفكير والثقافة ومستوي التعليم علي السادة وكلاء وزارة التعليم فقط..ولم يطلب تعميمه علي بقية الوزارات..ثم لماذا قصر الاختبار علي درجة وكلاء الوزارة فقط..بينما وهو أستاذ العلوم السياسية والنظريات المنهجية..ظننته سيطالب بتعميم هذا الاقتراح علي جميع الوزاراء والمحافظين..وكان عليه بدلا من توجيه هذا الاقتراح الي وزير التربية والتعليم..أن يرسله الي رئيس الوزراء مباشرة..بل ويصر بحكم منصبه داخل الحزب علي ضرورة تعميم هذا الاختبار علي جميع المسئولين بالدولة دون استثناء..طالما جلسوا علي كراسي السلطة وتولوا أمور العباد..لكن أن يصول الدكتور هلال ويجول شاهرا سيفه علي وكلاء الوزراء الغلابة..فهذا ما لايجوز من أستاذ السياسة..أعرف أن الرجل قد أخذه الحماس ودفعته الحمية حتي خرج تصريحه السابق..لكنه سياسي مدرب علي الحديث..واذا كان الدكتور هلال صادقا مع نفسه ومتسقا مع أفكاره في تصريحه السابق..فانني أرجوه أن يكمل جميله معنا..ويطالب بأعلي صوته بخضوع جميع المسئولين من وزراء ومحافظين لمثل هذا الاختبار..أم أنهم كبروا علي مثل هذا الامتحان..لكن لأن أمين الاعلام بالوطني يعرف أن لكل منا حدوده..فقد وقف الرجل عند حده المناسب وهو درجة وكلاء الوزارة فقط..لأن ماهو أعلي من ذلك سوف يخرج به الي منطقة غير المباح..فالحديث في تلك المنطقة هو شأن رئاسي لايجوز لأحد أن يدلو بدلوه فيها..لذلك سكت هلال ولم يتقدم خطوة..واذا كان هذا مبررا ومفهوما بحكم موقع الرجل..فاننا نطالب بتطبيق اقتراح هلال علي جميع الوزراء والمحافظين..وأرجو أن تتخيل نتيجة امتحان يخضع فيه جميع المسئولين بالدولة لاختبار مستوي تفكيرهم..تري كم مسئول سيظل في منصبه بعد هذا الامتحان..شرط نزاهته. [email protected]