أوبرا عايدة تحكى حربًا تنتصر فيها مصر على إثيوبيا ورغم القوة العسكرية للأولى إلا أن مقاتلى الثانية قساة محاولات حل النزاع لم تمنع غيوم الحرب من التبدد بعد والأزمة هي على مياه النيل شريان الحياة بالنسبة للمصريين بعنوان "مصر وإثيوبيا..على شفا مواجهة"، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية إن المواجهة العسكرية القادمة في الشرق الأوسط قد تحدث بين القاهرةوأديس أبابا، فمحاولات حل النزاع بينهما تجرى طوال الوقت إلا أن هذا لا يمنع من أن غيوم الحرب لم تتبدد بعد، والأزمة هي على مياه النيل، الذي يعتبر شريان الحياة بالنسبة للمصريين وهو الشريان الذي تهدد أديس أبابا بسده. وأضافت أنه من المعروف أن منابع النيل توجد في الشرق الإفريقي، وقبل أن يصل النيل إلى الحقول المصرية العطشى، يمر ببلدان من بينها إثيوبيا لديها مساحات شاسعة من الأراضي التواقة للري، والتي لديها مثل مصر كثافة سكانية تصل لحوالي 90 مليون شخص، كما تريد الاستقلال عن الخارج فيما يتعلق بإمدادات الطاقة، مشيرة إلى أن أديس أبابا قد تتحول إذا تغلبت على تلك العوائق إلى قوى عظمى على الصعيد الاقتصادي والسياسي. لكن للأسف الحلو لا يكتمل –ذكرت يسرائيل هيوم- فإثيوبيا التي تريد بناء سد على النيل بتكلفة ضخمة تصل ل 5مليارات دولار من أجل تخزين كميات كبيرة من المياه، ستتسبب بتلك الطريقة في مجاعة لمصر لم يسبق لها مثيل، كما ستجلب للأخيرة متاعب أخرى كانقطاع متكرر للتيار الكهربائي، هذا بالرغم من أن أديس أبابا تؤكد أنها تأخذ في الاعتبار احتياجات مصر، التي ترى الوضع غير محتمل في وقت تجد فيه صعوبة لتلبية حاجات 90 مليون هم سكان دولتها. وذكرت الصحيفة أن "الحقوق المتشابكة والمتضاربة للدول التي تقع بجانب الأنهار، وتعبر تلك الأخيرة أراضيها لدول أخرى هي قضية مركزية في القانون الدولي، واجهتها تل أبيب في السابق واتخذت بسببها قرارات صعبة، بما فيها الإجراءات العسكرية؛ موضحة أن الاستيلاء على هضبة الجولان جاء بسبب محاولات السوريين تحويل مياه نهر الأردن". وقالت "يسرائيل هيوم" إن قصة أوبرا عايدة التي ألفها فيردي تحكي عن حرب جرت بين كل من مصر وإثيوبيا، يخرج فيها المصريون منتصرين، وعلى الرغم من أن القوة العسكرية للقاهرة كبيرة على ما يبدو إلا أن المقاتلين الإثيوبيين قساة وشجعان، لكن أديس أبابا غير حريصة على الخروج للحرب، وتعتقد أن الأزمات في مصر تجعل التهديدات العسكرية للأخيرة فارغة من مضمونها، وأن مصر ستوافق على إعادة توزيع مياه النيل دون أن يكون لديها خيار آخر، وربما تكون إثيوبيا على حق أو العكس. وذكرت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أنه في حال خروج المشروع الإثيوبي لأرض الواقع وتنفيذه، سيحدث تغير على الصعيد الجغرافي والسياسي في المنطقة بأكملها، بما في ذلك نقل الثقل من القاهرةلأديس أبابا، وما يتبع ذلك من آثار سياسية. وقالت إن الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي لا تحتاج إلى مزيد من المشاكل في الشرق الأوسط، وتعد مصر حليفتها اسميًا وإثيوبيا فعليًا، ستبذل قصارى جهدها لإقناع جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق سلمي، لكن بسبب ضعف الوزن السياسي لواشنطن منذ قيام ثورة 25 يناير من غير المعروف هل ستكلل جهود واشنطن تلك بالنجاح. وأشارت إلى أن تل أبيب لديها معضلة بشأن هذا الأمر، فالاتفاقيات والعلاقات مع مصر هي حجر الزاوية فيما يتعلق بأمن إسرائيل وشئونها الخارجية، لكن إسرائيل لديها علاقات آخذة في النمو مع أديس أبابا هي عامل مهم تأخذه تل أبيب في الاعتبار، وحتى الآن تمتنع الأخيرة عن التورط بأي شكل من الأشكال، في العاصفة التي تهب على دول الجيران، ونأمل أن يستمر هذا".