أصدرت مشيخة الأزهر بيانًا شديد اللهجة هاجمت فيه الدكتور صفوت حجازي، الداعية الإسلامي، ردًا على مهاجمته الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في كلمته بمليونية "لا للعنف" بميدان رابعة العدوية يوم الجمعة الماضي، على خلفية فتواه بجواز الخروج على الحاكم، فيما اعتبرها مخالفة لفتواه إبان ثورة 25 يناير 2011 بتحريم التظاهرات، وأن "إللي بيموت في ميدان التحرير مش شهيد". وجاء في البيان الذي حصلت "المصريون" على نسخة منه: "يُعلن الأزهر الشريف - مع أسفه البالِغ لتردِّي أحوال الدعوة الدينية - أنَّ ما ذكره أحد من كانوا يَظهَرُون في ميدان التحرير، ويتباهون بالتمسح بالثورة، وشَكَا عقلاء الميدان حينذاك من تلوُّنِه وأنانيته وشَقِّه لصف الوطن، والآن يتطاول على فضيلة الإمام الأكبر أ.د/أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في جمعة لا للعنف، ويردد تُرَّهات حول شخصه وماضيه الكريم - دون أن يجد من يَردُّه إلى الصواب، أو يستنكر ما بدر منه من خطاب - هو ثمرة خيال سقيم وعقل مريض". ولم ينف البيان دعوة الطيب للشباب إبان ثورة 25 يناير 2011 بعدم النزول للتظاهر بميدان التحرير، لكنه عزا ذلك إلى "خوفه على دمائهم الزكية من نظام كلنا يعلم طبيعته، وهو ما قدَّره رجل يخشى الله ويرجو رضاه". لكنه نفى ما نسبه حجازي إلى شيخ الأزهر من عدم اعتبار الذين قُتِلوا في الميدان شهداء، قائلاً إن "الكل يشهد بأن الأزهر الشريف هو أول مؤسسة رسمية وصَفت الذين قُتِلوا في الميدان بالشهداء في بيان منشور أيامَ الثورة، خلافًا لما ادَّعاه كذبًا وافتراءً هذا الدَّعِيُّ مِن أنَّ مَن مات في ميدان التحرير ليس شهيدًا". وفي رده على تساؤل حجازي الاستنكاري حول: "هل شيخ الأزهر مازال عضوًا في لجنة السياسات بالحزب الوطني أم استقال؟"، قال البيان إنه "لا صلة لفضيلة الإمام بها، وإنما هو تشكيل ضُم إليه بحكم منصبه "رئيس جامعة الأزهر" حينذاك، وهو المكتب السياسي برياسة رئيس الجمهورية عندئذٍ، ولم يحضره الشيخ إلا مرَّة واحدة، ثم بادر إلى الاستقالة منه بمجرد تعيينه شيخًا للأزهر؛ شعورًا بأن الأزهر فوق هذه المجالس والتشكيلات". وفي الوقت الذي نفى فيه البيان دعوة الأزهر إلى الخروج على الرئيس، إلا أنه لم ينف فتواه بجواز الخروج على الحاكم والتي قال فيها إن "المعارضة السلمية لولي الأمر الشرعي جائزة ومُباحة شرعًا، ولا علاقة لها بالإيمان والكفر". وبرر ذلك بأنه "في ظروف احتقان متوتر وحشد مُتبادل، وكل مصري يشفق مما قد يحل بنا من فتن وخسائر أعلن (شيخ الأزهر) حرمة الخروج المسلح وذكَّر الناس بأن السُّفَهاء في الماضي ممن لا يبحثون عن الحق وتدفعهم السفاهة والحماقة، خرجوا على الخلفاء الراشدين أنفسهم، ولكنهم في الوقت نفسه قرر ما يُجمع عليه فُقَهاءُ الإسلام من النهي عن تكفير الخارجين بالقوة، وهم البغاة العصاة الذين يجب التصدي لهم". فيما أكد أن "المعارضة السلمية لا خلاف بين المسلمين في جوازها أو مشروعيتها، بل هو ما تكفله الآن القوانين والدساتير"، وتابع البيان متوجهًا إلى حجازي: "فماذا تريده أن يقول؟ هل يغير أحكام الشرع؛ لأن فهمًا مريضًا وعقلاً سقيمًا يفهم من هذا الكلام الدقيق المحكَم أنه تحريضٌ على الخروجِ ودعوة إليه"؟، وفق البيان.