في أطار مواقفه وتصرفاته المثيرة لضحك والسخرية التي اعتاد عليها ‘ فقد بعث الرئيس الايراني " محمود احمدي نجاد قبل أيام برسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة يشكو فيها ما اسماه " الأعمال التي قامت بها الأجهزة الأمنية لقوات حلف الناتو الموجودة في أفغانستان وسلوكيات بعض وسائل الإعلام في أمريكا و أوربا لدعم السيد عبدالمالك ريغي زعيم جماعة جندالله البلوشية ‘ مطالبا الأمين العام باستنكار تلك الجرائم والدفاع عن الشعب الايراني المظلوم‘ زاعما ان عبدالمالك ريغي خلال السنوات الماضي باتخاذه أفغانستان وباكستان ملجأ قام بتنفيذ عمليات الانفجار في جنوب شرق البلاد أدت الى مقتل 140 وجرح 260 شخصا " حسب ادعائه . وما زاد من سخرية نجاد‘ انه طالبة أمين عام الأممالمتحدة بتشكيل فريق مستقل يأخذ على عاتقه إجراء التحقيق لمعرفة الجهات الأصلية التي اتخذت من أحداث 11أيلول سبتمبر ذريعة في الشرق الأوسط و سببا للوجود العسكري من قبل الناتو في أفغانستان والعراق منذ 9 سنوات ليتم الإعلان عن نتائج ذلك التحقيق و وضعه في متناول عامة الناس . وبحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الإيرانية ان احمدي نجاد أرفق رسالته تلك ل " بان كي مون" بشريط مصور لما قلت انه اعترافات لزعيم حركة جندالله عبدالمالك ريغي . فعلا يبدو ان الرئيس الايراني " محمود احدي نجاد " مغرم بإثارة الضحك والسخرية حيث من خلال هذه الرسالة يتضح انه لا يعير أدنى احترام لكلامه ولا لمشاعر مؤيدي نظام الجمهورية الإيرانية في الداخل والخارج ‘ حيث قد تنسى انه وقبل أيام قلائل مضت‘ ومن على شاشات التلفزة قال وبالحرف الواحد " لقد دعمنا القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق ولكن بدل من ان يكافئوا إيران على تعاونها معهم فقد وضعوها في محور الشر" . و كان نائب الرئيس الايراني السابق ‘ محمد خاتمي ‘ محمدعلي ابطحي قد سبقه بهذا الاعتراف حيث كان قد صرح من على شاشة قناة الجزيرة قائلا ‘ لولا تعاون الجمهورية الإيرانية لما استطاعت أمريكا احتلال كابول وبغداد " ‘ومثل هذا الكلام تكرر على لسان العديد من المسؤولين الإيرانيين ولكن مع ذلك يعود احمدي نجاد ويطالب بفتح تحقيق عن أسباب احتلال هذين البلدين ‘ ولا ندري لماذا قدمت إيران الدعم للقوات الأمريكية إذا كانت تعلم ان أمريكا معتدية و لاحق لها في شن الحرب على هذين البلدين المسلمين الجاريين لإيران ؟. علما ان اللواء رحيم صفوي كبير المستشارين العسكريين الإيرانيين للزعيم الايراني علي خامنئي والقائد السابق للحرس الثوري الايراني صرح في شباط فبراير الماضي ‘ أن ما قامت به أمريكا من إسقاط نظامي طالبان في كابول وصدام حسين بالعراق كان لصالح إيران وضاعف من قدرتها‘. أذن كلام احمدي نجاد عند ما يأتي الآن ويطالب بتشكيل فريق للتحقيق بأسباب تلك الحروب‘ فانه مجرد مزايدات إعلامية وضحك على ذقون أنصار نظامه لا أكثر. أما بخصوص شكواه مما قام به زعيم حركة جندالله عبدالمالك ريغي‘ الذي جرى اعتقاله بتعاون من قبل أجهزة استخباراتية إقليمية ودولية مع الاستخبارات الإيرانية ‘ فان هذا الكلام يشبه المثل القائل " ضربني وبكى و سبقني واشتكى " ‘ فالرئيس الايراني يعلم قبل غيره ان لولا الظلم والاضطهاد الطائفي والعنصري الذي يمارسه نظام الجمهورية الإيرانية ضد أبناء القوميات والشعوب في إيران عامة والشعب البلوشي خاصة ‘ لما كان هناك وجود لحركة جندالله و أمثالها من الحركات الداعية للكفاح المسلح ‘ ولما كنا قد شاهدنا شخص عبدالمالك ريغي و أمثاله من أبناء الشعوب الإيرانية الذين يعارضون نظام القهر والاستبداد الايراني و يحملون السلاح ضد القوات القمعية لنظام احمدي نجاد للمطالبة بحقوق شعوبهم وردع الظلم عنها معرضين أرواحهم وأرواح جنود احمدي نجاد للمهالك والأخطار . ان من غيّب العدالة والمساواة هو من دفع عبدالمالك ريغي للقيام بما قام به و لا يحق لاحمدي نجاد ان يشتكي من ما قام به ريغي ‘ أما وانه قد فعل و طالب الأمين العام للأمم المتحدة ان يستنكر الأعمال الكفاحية التي نفذتها حركة جندالله بقيادة عبدالمالك ريغي فإننا أيضا نشتكي نطالب احمدي نجاد بما يلي . اولا‘ بما انه طالب رسميا بتدخل منظمة الأممالمتحدة بعد ان كان نظامه يرفض الاعتراف بالقرارات والتوصيات الصادرة عن هذه المنظمة الدولية‘ خصوصا فيما يتعلق بقضايا الدفاع عن حقوق الإنسان في إيران خاصة ودعم نظام الملالي للإرهاب وإثارة القلاقل في دول الجوار ‘ و يعتبرها قرارات مسيسة و خالية من المصداقية على حد تعبيره ‘ فإننا نطالب احمدي نجاد ان يوافق على السماح لممثلين عن الأمين العام للأمم المتحدة و ممثلون عن منظمات حقوق الإنسان الدولية بدخول السجون والمعتقلات الإيرانية للاطلاع على أوضاع السجناء والمعتقلين من أبناء الشعوب و القوميات والاستماع الى أقوالهم . ثانيا‘ ان يسمح احمدي نجاد لممثلين عن الأممالمتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بحضور جلسات المحاكم الثورية الشكلية التي تقام لمعارضي نظامه وخاصة المعتقلون من أعضاء الحركات والتنظيمات المطالبة بالحقوق المذهبية والقومية . ثالثا‘ السماح للجان من الأممالمتحدة وحقوق الإنسان بزيارة مناطق وأقاليم القوميات والشعوب الغير فارسية ‘ وعلى وجه التحديد أقاليم الأحواز وكردستان وبلوشستان ‘للاطلاع على أوضاع سكانها وما يعانونه من اضطهاد جراء سياسة التمييز العنصري والطائفي الواقع عليهم . رابعا‘ قبل مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بإصدار بيان استنكار لما قيل انها أفعال (إجرامية) منسوبة لزعيم جندالله السيد عبدالمالك ريغي والتي قيل انه اعترف بها وسجلت على شريط مصور أرسل لسيد بان كي مون ‘ فاننا نطالب احمدي نجاد ان يسمح لهيئة أو مندوبين من قبل الأمين العام للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان للقاء بالسيد ريغي والتحقق من صحة أو كذب هذه الاعترافات والاطلاع على الطريقة التي انتزعت بها من عبد المالك ريغي ‘ فطريقة الأجهزة الأمنية للنظام الايراني في نزع الاعترافات من المعارضين معروفة للجميع وأشهرها تلك الطرق التي مورست مؤخرا ( التعذيب بمختلف إشكالها و منها الاعتداءات الجنسية ) في معتقل "كهريزك " وباقي المعتقلات ضد الذين جرى اعتقالهم عقب المظاهرات التي عمت إيران احتجاجا على تزوير نتائج الانتخابات التي أوصلت احمدي نجاد زورا الى كرسي الرئاسة مرة أخرى . إن القبول بهذه النقاط سوف يخلق نوعا من المصداقية لدى النظام الايراني ويبعد حالة السخرية الذي اشتهر بها الرئيس احمدي نجاد عن رسالته الأخيرة للامين العام للأمم المتحدة . علما أننا على يقين ان رسالة احمدي نجاد تلك فذلكة إعلامية لاغير وأنها جاءت فقط من اجل ذر الرماد في عيون مؤيدي نظام الملالي وذلك نتيجة إحساسه بالاهانة والتحقير من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية التي رفضت توجيه دعوة له لحضور مؤتمر واشنطن الدولي للأمان النووي الأخير والذي دعي أليه أكثر من 50 دولة ومنظمة دولية ولم تدعى له إيران التي يزعم احمدي نجاد انها أصبحت دولة عظمى . صباح الموسوي كاتب احوازي