أكد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطرى أهمية تقديم الدعم للمعارضة السورية بالشكل الذي يحقق التوازن العسكري على الأرض ، مشددا في الوقت ذاته على أهمية استمرار تقديم الدعم للحل السياسي للأزمة السورية. وقال بن جاسم - خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في ختام أعمال الاجتماع الوزاري حول سوريا اليوم بالعاصمة القطرية الدوحة - ،إنه تم خلال الاجتماع تناول الأوضاع المتفاقمة في سوريا من حيث التدخلات الدولية والإقليمية وبالذات من قبل حزب الله . وأضاف إن "الدول المجتمعة اتفقت على أهمية الحل السياسي والذي تم التأكيد عليه من خلال مؤتمر جنيف ، ولكنها أيضا أكدت على أن التوازن على الأرض مهم من حيث إعطاء المعارضة السورية وخاصة الجناح العسكري كل ما يتطلبه من أمور يستطيعون من خلالها أن يكون وضعهم على الأرض أفضل". ونبه بن جاسم فى تصريحه الذى نقلته وكالة الأنباء القطرية "قنا" إلى العدد الهائل من القتلى والدمار الذي حصل في سوريا ، واصفا إياه بأنه " شيء مروع "، وتابع بقوله ، أن النقاش اليوم كان بناء وهناك قضايا كثيرة تمت مناقشتها وهناك قرارات سرية اتخذت من ناحية كيفية التحرك العملي لتغيير الوضع على الأرض في سوريا. وشدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرى على الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية التي تجعل المقاومة السورية قوية لأنه إذا استمر الوضع بهذه الطريقة ، فكل المنطقة ستكون مهددة بشكل أكبر وسيكون هناك مجال للإرهاب بشكل أكبر في المنطقة . من جهته ،قال جون كيري وزير الخارجية الأمريكي خلال المؤتمر إنه "من الواضح أن هناك مجموعة منا تدفع باتجاه الحل السياسي واجتمعنا في روما ثم في اسطنبول وعمان والآن في الدوحة ، وفي كل مرة كانت الأطراف المجتمعة تضع عملية السلام على الطاولة وتحاول أن تدفع باتجاه الحل السياسي". وأكد كيرى أن إطار هذا الحل موجود وقائم بالفعل، وقد وافقت عليه الأممالمتحدة والجامعة العربية وأوروبا والولاياتالمتحدة واجتمعت كل هذه الأطراف لكي تقول إن الحل الوحيد للمشكلة السورية هو حل سياسي ولا نؤمن بأن هناك حلا عسكريا. وحذر من أن استمرار الصراع في سوريا يمكن أن يؤدي إلى الانهيار الكامل للدولة السورية وقد يؤدي إلى عنف طائفي لا يخدم مصلحة أحد ولاسيما في هذه المنطقة ، ولكن هناك طرفا آخر في الجهود وهو نظام الأسد الذي اختار دوما الاستجابة باستخدام العنف. وأشار إلى أنه عندما اجتمع مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو وقبل أن يطالبا الأسد بالتنحي اتفقا على مناقشة كيفية تطبيق اتفاقية (جنيف 1) وهي تتعلق بحكومة انتقالية بموافقة الجميع ، لافتا في هذا الصدد إلى ما أكد عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما أعلن أن الجميع في طريق حل الأزمة السورية وأن روسيا توافق عل ذلك. وأضاف أنه بمجرد الإعلان عن هذا الأمر اختار الأسد أن يصعد الأمور عسكريا واختار أن يهاجم الشعب السوري باستخدام الدعم الإيراني وحزب الله وهي منظمة مصنفة على أنها منظمة إرهابية(أمريكيا ) ، حيث شارك حزب الله عبر الحدود بأعمال عنف أكبر. وتابع كيرى إنه بعد أن تأكد استخدام السلاح الكيماوي واستمرار العنف ودخول حزب الله في المعركة ، قررنا أنه لا خيار أمامنا من أجل الوصول إلى هذه المفاوضات إلا أن نقدم دعما أكبر من نوع أو آخر وأنه يجب على كل دولة أن تقدم الدعم الذي تراه مناسبا، لكننا التزمنا جميعا بتقديم المزيد من أجل دعم المعارض السورية". وأضاف "أننا أكدنا على الأهمية البالغة لعقد مؤتمر (جنيف 2) ، كما أكدنا دعمنا والتزامنا بمساعدة اللاجئين والنازحين ، معربا عن أمله في وجود المزيد مما يجب القيام به على المدى الطويل". وفي سياق أخر ، أعرب كيرى عن شكره لاستعداد دولة قطر لاستضافة مكتب لحركة (طالبان ) في الدوحة من أجل تسهيل المفاوضات بين المجلس الأفغاني السلمي الأعلي والمعارضة في طالبان ، ورأى إنه من الواضح أنه مع افتتاح المكتب أنه لن يكون أمرا سهلا وهو يشكل تحديا كبيرا . وردا على سؤال حول الخلافات بين الأطراف فيما يتعلق بالأزمة السورية وأين الحل ، قال الشيخ حمد بن جاسم "إنه لا يوجد خلاف ، ولكن هناك وجهات نظر ، فالدول شركاؤنا في هذا الموضوع لديها برلماناتها ونظامها السياسي ولذلك قد يحتاجون بين فترة وأخرى لأخذ بعض الموافقات من قبل برلماناتهم حسب قوانينهم ونظمهم ونحن نحترم هذا القانون". وأضاف أن الدول الموجودة في الاجتماع اتفقت ، عدا دولتين ، على كيفية الدعم لسوريا بشكل عملي للثوار من خلال المجلس العسكري ، وهناك أيضا دعم ولكن الإطار الانساني وفي إطار التدريب المعلوماتي وفي أشياء أخري ، مؤكدا أن كلا الأمرين مطلوبان ، وهناك دول أخري مستعدة لتقديم أشياء مهمة لا أستطيع الحديث عنها بالتفصيل. وأوضح أن الحل السلمي يتم من خلال مؤتمر (جنيف 2) والذي يقوم أساسا على حكومة انتقالية كاملة الصلاحية تؤدي إلى نقل السلطة ، وهذا هو البند الوحيد الذي يجب أن يناقش في الاجتماع القادم (جنيف 2) لأن باقي البنود لا تعني شيئا ، وهذا هو البند الأساسي الذي يجب أن يناقش وهل يمكن أن ينفذ هذا البند روحا ونصا أم لا. وحول دخول إيران وحزب الله على خط الأزمة السورية وهل هناك اتفاق على خطوات محددة لوقف هذا التدخل ، قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطرى ،إن هذا الأمر غير صحي وقد يفاقم الوضع ، فنحن نحاول قدر الإمكان ألا تكون هناك حرب طوائف في المنطقة لأن هذا الموضوع خطير وشره مستطير إذا كانت هناك استقطابات على أسس عرقية أو دينية أو معتقدات". وأوضح أنه بخصوص حزب الله نجد أن قطر وقفت في الحرب التي وقعت بين لبنان وإسرائيل مع حزب الله الذي كان يقاوم في ذاك الوقت ، فقطر رغم كل الظروف الإقليمية والدولية وقفت مع حزب الله لأنه كان يدافع عن أرض لبنان وكنا نلام من أصدقاء كثيرين ومن ضمنهم أمريكا في هذا الموقف ، ولكن كان موقفنا واضح لأنه دفاع عن أرض الوطن". وأضاف "أننا نختلف اليوم مع حزب الله لأنه تخطي الدفاع عن الوطن وأصبح الموضوع عقائدي وتدخل في دولة أخرى ، ويؤدي إلى عدم المساعدة في الاستقرار وهذه هي نقطة الخلاف مع حزب الله". وتابع قائلا أنه "بالنسبة لإيران تجمعنا بها علاقات جيدة ومستمرة رغم وجود ضغوط من قبل أشقاء وأصدقاء كثيرين ، ولكننا نختلف مع إيران في موضوع سوريا وهذا حق لنا أن نختلف معهم ونعتقد أنه تدخل ليس لمصلحة الاستقرار في المنطقة والوقوف إلى جانب الشعب السوري". وحول الموقفين الروسي والإيراني بعد اجتماع اليوم وهل سيكون هناك تجاوبا ، قال الشيخ حمد بن جاسم إنه من المهم جدا أن يساعد الجميع في إطفاء هذه الحرب ، فالجامعة العربية حاولت على مدى سنتين إطفاء هذه الحرب حتى أنها لأول مرة ترسل مراقبين إلى سوريا ، ولكن للاسف هذا الوضع لم يؤد إلى نتيجة بسبب أن نظام الأسد يريد حلا عسكريا". وحول وسائل الدعم التي ستقدمها الدول المجتمعة لزيادة الدعم للمعارضة السورية عسكريا بشكل يؤدي إلى تغيير حسابات بشار الأسد ، قال وزير الخاجية الأمريكي جون كيري إن "ما حدث اليوم مختلف لأن الوضع على الأرض مختلف ، فالرئيس أوباما أوضح أنه نتيجة لخرق الخط الأحمر واستخدام الأسد أسلحة كيماوية وعد بتقديم المساعدات التي لم يقدمها من قبل ،وقد قال إنه سيقدمها للمجلس العسكري الاعلي ، لكنى لست حرا أن أتحدث عن منظومات عسكرية محددة أو أية برامج مباشرة لان هذا الامر غير مسموح به ، ولكن ما ما هو واضح أن كل دولة التزمت بزيادة دعم ما تقوم به كاستجابة مباشرة لما بحدث على الأرض". وأضاف أن "الأمر المختلف أيضا هو أن ما خرجنا به يشكل استجابة لما تقوم به إيران على الأرض لأن هناك لاعبين خارجيين يلعبون دورا في سوريا وهذا غير موجود في أى مكان آخر لأن الاطراف المختلفة لا تلعب دورا بهذه الطريقة ، ولكن من الواضح أن هناك تعاملا جديدا من قبل نظام بشار الاسد وهذا يخلق نوعا من الخرق للقوانين الدولية". وأوضح أننا سنقوم باتخاذ خطوات لزيادة قدرة المعارضة والمجلس العسكري الأعلى من أجل التمكن من معالجة الأمر على الارض ، بالإضافة إلى أننا طالبنا الكيانات التي تعبر الحدود بأن تغادر وقد التزمنا باتخاذ تلك الخطوات الملائمة والمعقولة من خلال الاممالمتحدة أو أي هيئات متعددة الجنسيات من أجل لفت الانتباه إلى تدخل هذه الاطراف عبر الحدود واتخاذ خطوات لمعالجة هذاالأمر. وأضاف أننا بعد أن أعلنا عن تقديم 300 مليون دولار مساعدات إنسانية ، سنحث الدول الأخري على الاستجابة للمطالب الانسانية ، وسأقوم بتقديم تقرير للرئيس أوباما والإدرة الأمريكية حول هذا الأمر وسنقوم بالبناء على هذا الامر. وقال كيري "إن حزب الله وكيل لإيران وتدعمه إيران بالكامل تقريبا ومن الواضح أن حزب الله قرر أن يدخل في هذا الأمر بصورة كبيرة وهو منظمة إرهابية حسبما تم تصنيفه من قبل الولاياتالمتحدة ولقد ثبت ضلوعه في عدد من العمليات الارهابية في عدد من الدول ، وكذلك داخل لبنان وضد إسرائيل". وحول مخاوف الحرب الأهلية ،أوضح كيرى إن 86 \% من السوريين سنيين ، والعلويون يشكلون 11 \% وقد حكموا البلد ، وهناك أيضا المسيحيون والدروز وغيرهم ، وقد أعلن وزراء الخارجية في اسطنبول عن أننا نريد تمثيل جميع الأقليات في سوريا وحمايتها وعدم السماح لهذا النزاع بأن يصبح مواجهة طائفية ، لذا نأمل أن نتمكن من تفادي حرب إقليمية ولا أحد يريد ذلك لأنه سيكون خطرا على المنطقة ، حيث أن آخر شيء تحتاجه المنطقة هو حدوث حرب طائفية لذا سنبذل أقصى جهودنا لتفادي هذا الامر. وقال إنه بإمكان الروس أن يلعبوا دورا مهما في هذا الامر وقد بدأوا بالمشاركة في جهودنا بالموافقة على مؤتمر (جنيف 2 ) لتنفيذ اتفاقية (جنيف 1) ، فروسيا تقوم بالفعل بتسليح سوريا وقد قامت بذلك لفترة ، وبينما تسعي روسيا إلى إلى هذا الحل السياسي إلا أنها مكنت الاسد من الاعلان عن هذه الحرب ضد شعبه.