هل وقعت مصر بين المطرقة والسندان؟ هل لابد من الاختيار بين أمرين كلاهما مر؟ إننا مطالبون بالتيسير والتوسعة في كل شيء، فالدين كله يسر، فلماذا نضيق على أنفسنا منافذ الخير المفتوحة والمحتملة ونعسر على كل دعوة إلى المصالحة والتوافق المجتمعي والسياسي ونضع فى طريقها العراقيل والمعوقات بسبب كراهية فصيل لآخر لا حبَا في مصر وأبنائها من الكادحين؟ هل يعقل أن تخير مصر بين نارين: إما هدم ما بدأ، وإما حرق كل شيء لمجرد شهوة بعض تجار الثورة وحبهم للسلطة على حساب الأمن والاستقرار الاقتصادي؟
لقد شارف وقت الامتحان على الانتهاء، فلم يبق إلا أن يقوم مراقب اللجنة بجمع كراسات الإجابة، فلا وقت حتى للمراجعة، فإما نجاح.. وإما فشل!
وكيف بمن يريد أن يشطب ما كتب ويبدأ من أول السطر؟ أليس الأولى بتكملة ما بدأناه وتصحيح ما تورطنا فيه من أخطاء ونحن نمضي في طريقنا نمارس الديمقراطية ونقبل تبعاتها ونحقق ما فاتنا من التنمية ونجد حتى نلحق بمن سبقونا في سلم التقدم والتحرر الاقتصادي؟
أليست الثورة قد قامت ضد الفساد والمفسدين والمعطلين لمسيرتها من التقدم؟! هل يعقل أن تكون مصر رهينة المخربين والهدامين؟
أهانت مصر على أبنائها فيرمونها إلى أتون الفرقة والشقاق والانقسام ؟
أليس ثمة خيار لك يا مصر سوى الاختيار بين نارين ، نار الشهوة وحب الرئاسة والسلطة، أو نار الغضب والعنف والتخريب والدمار ؟
هل يعقل أن أمن مصر وحياتها باتت رهينة المحبسين، أناني شهواني محبي للسلطة دون أن يرعوي، أو ثائر غضوب أو بلطجي جبان رعديد؟
وماذا يعني الحرق والتخريب والدمار والفشل إلا سقوط راية الثورة والديمقراطية نهائيًا وبلا رجعة تحت شهوة السلطة وحب الرئاسة والنزعة الفردية الأنانية والفرعونية المتغطرسة المتعالية، تلك الديمقراطية التي حلمنا بها وتغني بها الأحرار من جميع الفئات والمستويات العلمية والثقافية والسياسية وغيرها من الخامة والخاصة، فقد ظننا أنها بعث جديد لشعب ثائر حر، ففيها الحل الشافي لكل مشاكلنا السياسية والاقتصادية والتنمية واللحاق بالدول المتقدمة التي سبقتنا ونحن في غيبوبة الدكتاتورية والخنوع.
أين البناءون من الثوار ورجال مصر الأبرار؟
لماذا تقبل أيها الشاب الحر الثائر أن تكون ذراعًا للعنف والتخريب ؟
لماذا ترفض كل دعوة عاقلة للبناء من أجل تنمية مصر ومستقبلها المرتقب؟ ألستم أنتم أيها الشباب غد مصر ويدها في بناء حاضرها ومستقبلها، وذراع تقدمها وحماة أمنها وأرضها وعرضها من أن تنتهك حرمتها يد العابثين من الداخل أو الخارج على السواء؟!
هل يمكن لنا أن نرى مصر وقد تقدمت وعلا في المجد نجمها وسطع إلا بمساهمتكم أنتم أيها الشباب؟!
ألستم أنتم الثروة البشرية والقوة الحقيقية في تقدم مصر الاقتصادي والحضاري؟!
كونوا يدًا للبناء كما كان آباؤكم وأجدادكم صابرين على تحمل المشقات، فأمن مصر ومستقبلها أعظم من طموح الساسة من تجار الأزمات!
ألا تعلمون أن البطالة التي تعانون منها وضيق العيش الذي يقاسي منه ويعاني بسطاء المصريين، وكذا التخلف الاقتصادي والتدهور العلمي والثقافي والتراجع الأخلاقي والحضاري أول ما يصيب يصيبكم أنتم يا من تشايعون تجار الأزمات السياسية بوعي أو بدون وعي وبطريق مباشر أو غير مباشر؟!
احذروا، وإلا لن تتمالك مصر بعد اليوم ولن تجد لها ذراعًا تحميها من السقوط.
أنتم شباب مصر ذراعها ودرعها الواقي من النكبات والصدمات التاريخية ، فها هي اليوم في مهب الريح تتعرض لتقلبات سياسية واقتصادية قد تؤدي بحياتها نهائيًا، فماذا أنتم فاعلون؟
لا تتوحدوا على حرق بلدكم وحصنكم وأرضكم وضياع مستقبلكم فى سبيل وهم وطعم وسم دس لكم في عسل حماية الثورة، فحماية الثورة لا يكون إلا بما قامت من أجله وهي الديمقراطية، فهي طريق التقدم في كل شيء، فلا تضيعوا الفرصة وكونوا عونًا لمصر على تجار الأزمات السياسية والحزبية البغيضة.
واعلموا شباب مصر أنكم إن فقدتم اليقظة ووعي الرجال ستكونون أول من يخسر كل الجولات!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.