ذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعا إلى خفض في الترسانة النووية لروسيا وأمريكا بمقدار الثلث، غير أن هذا العرض يمكن أن يقابل برد فاتر من قبل موسكو. وقالت الصحيفة على موقعها الإلكتروني إن عرض أوباما بخفض الترسانة النووية وتجاوز فترة الحرب الباردة من غير المرجح أن يقابل بالكثير من الحماسة من قبل موسكو، حيث إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جعل معاداة أمريكا الموضوع المحوري لولايته الرئاسية الثالثة، كما أن الجيش الروسي لديه شكوك كبيرة بشأن المزيد من التخفيضات في ترسانة الردع النووي. وتساءلت الصحيفة عن سبب عرض أوباما لهذه الفكرة في الوقت الراهن ،مشيرة إلى أنه عرضها كجزء من الترويج لحملة "عالم خال من الأسلحة النووية"، المخطط الكبير الذي يؤيده أوباما وحوالي 300 آخرين من قادة العالم لتعزيز السياسات التي من شأنها خفض والوصول في نهاية المطاف إلى القضاء على الأسلحة النووية من الأرض. واستطردت الصحيفة أنه حتى إذا كان الأمر غير قابل للتحقيق ،فإنها فكرة مغرية ان أوباما يأمل في أن يركز على الدعم العام والدفع بجهود عملية للحد من الخطر النووي وبناء المزيد من الثقة- خاصة بين الولاياتالمتحدةوروسيا، اللتين لا تزالان تمتلكان أكثر من 90 بالمائة من الأسلحة النووية الموجودة في العالم. وأضافت الصحيفة أنه خلال الحرب الباردة، وقعت الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفييتي السابق على سلسلة من المعاهدات لعمل توازن في الرعب النووي والمضي في شوط طويل نحو تحقيق الاستقرار في العلاقات بين القوتين العظميين اللتين تمتلكان من الأسلحة ما يكفي لتدمير العالم عدة مرات. وتناولت الصحيفة وجهة النظر الروسية حول العرض الأمريكي، مشيرة إلى أن موقفها مختلف عن الموقف الأمريكي في حين ان الولاياتالمتحدة تقسم أسلحتها إلى ثالوث استراتيجي بين قاذفات ،وصواريخ و غواصات ، فإن الأسلحة الإستراتيجية الروسية معظمها تتركز على مئات قليلة من قاذفات الصواريخ الباليستية العابرة التي أصابتها الشيخوخة. وتشعر روسيا أنها غير محصنة ضد الهجوم الأول ، وبالتالي تحتاج لعدد أكبر من الأسلحة للابقاء على مقدار كاف من الردع. وذكرت الصحيفة،أنه علاوة على ذلك ،فإن المكونات النووية في الجيش الروسي لا تزال هي الوحيدة الضامن لانتصار روسيا في الحرب ضد أي معتد، مضيفة أن الأسلحة التقليدية الروسية لا تزال في حالة من الفوضى على الرغم من -برنامج الأعوام العشرة الضرورية الذي أطلقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإعادة التسليح والذي يتكلف 700 مليار دولار. واشارت الصحيفة إلى أن الولاياتالمتحدة على الجانب الآخر تنفق 7 أمثال ما تنفقه روسيا على المجهودات العسكرية ، لتبقي على ريادتها التكنولوجية الكبيرة، وتنشر المزيد من القوات التقليدية في جميع أنحاء العالم والتي ليس لها نظائر ذات موثوقية في عالم اليوم. وبالتالي، يمكن للأميركيين تحمل الحديث عن فكرة مزيد من التخفيضات النووية، في حين من المرجح أن تكون روسيا أكثر حذرا .