رأتْ صحيفة" كريستيان ساينس مونيتور " – الأمريكية – أنَّ حملة "تمرد" استطاعت أنْ تكشف عن مدي السخط الشعبي السائد في جميع أنحاء البلاد تجاه حكم الرئيس الإخواني بعد مرور عام علي توليه منصبه ؛ لكن المصريين أمامهم القليل من البدائل في حال استطاعت الحملة تحقيق هدفها وأطاحت بمرسي . وأوضحتْ أنَّه علي الرغم من فقدان مرسي للشعبية ؛ إلاّ أنَّ البدائل المطروحة أمام المصريين له قليلة فالكثير منهم لايثقون بالأحزاب السياسية التي ظهرت علي الساحة بعدما تمت الإطاحة بمبارك ، كما أنَّ المعارضة فشلت في تحقيق شعبية ملموسة ، فضلاً عن فقدانها للقدرة التنظمية ، مشيرةً إلي أنَّ جبهة " الإنقاذ الوطني " الكتلة المعارضة الرائدة ، لاتحظي إلا بثقة 34 % فقط وفقا ًلأحدث استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة " زغبي " للأبحاث . وأشارت إلي أنِّ 28 % فقط ينظرون إلي الرئيس بايجابية مما يعني أن شعبيته قد تضاءلت للنصف وفقا ً لاستطلاع " زغبي " واعتبرت أنَّ تقاعس الرئيس الإخواني وعدم كفاءته قد وجه " ضربة مزدوجة " للأسر المصرية التي تكافح من أجل لقمة العيش . مما دفعهم للتوقيع علي استمارات تمرد ، مشيرةً إلي اتفاع معدلات البطالة وتضاعف أسعار المواد الغذائية منذ الخريف الماضي . ونقلت عن أحد سائقي التاكسي أنًّ عجز مرسي عن النهوض بالوضع الاقتصادي للبلاد هو ما دفعه للتوقيع علي تمرد . " لقد كنت أمل أنَّ يُحدث الرئيس تغييراً عما كنا نعيشه في ظل سلفه إلاّ أنَّ الوضع في البلاد يتراجع للوراء... الآن كل شىء ازداد صعوبة ." وذكرتْ إنَّ الكثيرين من الموقعين قد أشاروا إلي حالة الغضب السائدة في الشارع المصري تجاه محاولات " أخونة " الدولة .و قالوا بأنَّ المناصب العليا في الدولة ابتداءً من وزارة العدل وحتي وزارة الثقافة يشغلها الموالين لأجندة جماعة " الإخوان المسلمين " بدلاً من أولئك الذين هم أكثر كفاءة . ونقلتْ عن هبة رؤوف ربة منزل قولها : " ما الذي يختلف عن نظام مبارك ، إذا كانت لدي حاجة ًفينبغي أنْ يكون لدي اتصال بأحد ممن ينتمون لجماعة "الإخوان: لقضائها ." وأشارت إلي أنَّه علي الرغم من محاولة بعض الموالين للنظام الإخواني إثناء المواطنيين عن التوقيع علي تمرد بزعم أنَّ التظاهرات تُرجع البلاد إلي "المربع صفر "كلما تقدمت خطوة إلي الأمام ؛ إلاَّ أنَّ عدد غفير من الناس استمروا في المطالبة في التوقيع علي الاستمارات وكشفت عنْ أنَّ "الحماس" الذي أشعلته حملة تمرد بين المواطنيين قد أثار مخاوف الإسلاميين والمواطنيين علي حدٍ سواء من عودة التظاهرات المستمرة وحالة عدم الاستقرار. ففي رد فعل علي الحملة تقوم حملة تجرد المؤيدة لمرسي بحشد مؤيديها متبنية خطاباً يشوبه لهجة التحدي مما عزز المخاوف من أنَّ تظاهرات يوم 30 من يونيو ستكون مصحوبة باندلاع أعمال عنف. وأشارتْ إلي تصريح قذافي عبد الرازق – المدير التنفيذي لحملة " تجرد " لوكالة رويترز :" إذا ما تمت الإطاحة بمرسي سواء عن طريق العنف أو انقلاب عسكري فستكون هناك ثورة إسلامية مضادة ...نحن أيضا لدينا رجالنا في الجيش والشرطة فنحن مستعدون ." وقالتْ " الصحيفة الأمريكية " إنَّ مرسي يزعم بأن الحملة ليس بمقدورها الإطاحة به ؛ نظراً لعدم استنادها لأي سند شرعي أو قانوني ، لافتةَ إلي أنِّ "تمرد" تسعي لاجراء انتخابات رئاسية مبكرة من خلال جمع مليون توقيع . واستبعدتْ "مونيتور" نجاح حملة "تمرد" في اجبار الرئيس علي التخلي عن منصبه حتي وإن استطاعت تحقيق هدفها بجمع 15 مليون توقيع قبل 30 يونيو ، علي الرغم من توخيها الدقة في احصاء الاستمارات ؛إذ يتم استباعد الاستمارات الموقع عليها أكثر من مرة مع مراعاة التحقق من بيانات الرقم القومي تلك المهمة التي وصفتها المجلة " بالشاقة " . ونقلتْ عن جهاد الحداد – المتحدث باسم " جماعة الإخوان المسلمين " قوله :" في الوقت الراهن لا يوجد ببساطة مناخ ديموقراطي يسمح لحملة تمرد بالعمل " زاعما ً أنَّ القناة الشرعية الوحيدة لعرض المظالم هي البرلمان المُنتخب . مشيرةً إلي أنَّ المحكمة الدستورية العليا كانت قد أمرت بحل البرلمان في يونيو الماضي وبأنَّ الموعد المقرر لعقد انتخابات البرلمان الجديد من المستبعد عقدها قبل أكتوبر المقبل علي أقل تقدير . وتابع الحداد " لهذا السبب نحن بحاجة لعقد الانتخابات البرلمانية في أقرب وقت ممكن : وفي ذلك الحين يمكن أنْ تُحقق تلك الالتماسات ( توقيعات تمرد ) ما تطمح إليه ... لكن في حال غياب تلك القناة الشرعية فإنهم لن يستطيعوا بلوغ مرماهم ... ففي نهاية المطاف فإنَّ الرئيس مرسي وصل إلي منصبه بعدما حصل علي أصوات نصف الشعب المصري."