اقترح أحد «مبدعى» العُرى عبر حسابه على تويتر، حسب ما نقل موقع إلكترونى وبالنص: أن يكون شعار فعاليات 30 يونيه القادم، والتى دعت إليها قوى ثورية وسياسية مناوئة لحكم جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسى، هو «مع الإسلام وضد الإخوان»، فى إشارة ضمنية إلى أن الهدف هو إسقاط جماعة الإخوان وليس المشروع الإسلامى. إلى هنا انتهى المنسوب إليه بالنص، إلا وصفى له فى المقدمة بأنه أحد «مبدعى» العُرى، وبعد فنتساءل: أى إسلام يقصده؟ وأى مشروع إسلامى يزعم أنه سيحافظ عليه ولن يسقطه؟ وما هو إسلامه الذى يدعيه؟ وهل هو ذلك الدين «الوسطى» من وجهة نظر هؤلاء «المبدعين» وكما يحلو لهم استخدام الوصف «الوسطى» بجهالة واستعباط ساذج؟ أقول بل ها هو دينهم المزعوم الذى يتيح لهذا المدعى المدلس إنتاج أفلام تبرز صدور المبدعات من أمثاله وأفخاذهن، وهو ذلك الدين المزعوم الذى يُدخل عبدالله بدر السجن، حين يصف لنا «إبداعهن»!.. بالمناسبة لم يكن لبدر حين تخير الشخصية التى تحدث عنها، أن يختار بدلاً منها مثلاً «فوزية البرجوازية» كشخصية وكدراما، ليقدم النموذج الذى قصده. نعود فنقول، أن أروع ما فى هذه الأقلية العاجزة، أنها تعطينا المواد التى تيسر علينا فضحها أمام الشعب، بينما أسوأ ما فينا نحن، افتقارنا لجهازٍ يومىٍّ يفند أضاليل وأكاذيب هذه الأقلية المفلسة الساذجة، ويمررها إلى الكوادر الحزبية، عبر رسالة يومية توجيهية وترشيدية كذلك، وتمريرها على التوازى إلى الإعلام الإسلامى على ندرته وضعف جاذبيته، إلا من استثناء نبخل عليه بالدعم، رغم تقصيرنا فى المجال من الاستثمار. قلت مراراً إنه ما أروع أن يكون خصمى السياسى كذابًا، وأبداً لا أسعى إلى تقديمه إلى القضاء، بل أتمنى عليه أن يستمر فى كذبه وأن يتصاعد به، وإلا سأكون ساذجاً إن سجنته، لأن من شأن ذلك أن يلجأ أقرانه من الكذابين خشية السجن مثل قرينهم، إلى الإقلاع عن الكذب، ولكون «الحاجة أم الاختراع» فسيلجئون إلى تتبع عوراتى الحقيقية ثم تضخيمها والمبالغة فيها وتقديمها للناس، ولو تدرون كم هى عوراتى عظيمة حتى مع قلتها، وأعظمها غياب الإدارة، فهل يرضيكم أن يشتغلوا عليها؟! افتروا على الرئيس وأسرته، فغضبتم ولم أغضب، قالوا عن خيرت الشاطر وأسرته، وقالوا عن وعن وعن.... وغضبتم ولم أغضب، لأنها فرصة حين نفند أكاذيبهم، أن يتعرف أهل مصر، على الناس الطيبين والآخرين الأشرار الكذابين، لذلك لم أغضب ولكنى حزنت، لأنكم لم تفعلوا، أو لم تفعلوا كما ينبغى للفعل أن يكون، فى مواجهة الخصم «الرائع» الكذاب الأشر! ومع هذا العمل الغائب، الذى ينبغى أن يكون، فكذلك خدمة مصر واقتصادها وأهلها، هو أفضل تجاوز لهذه الأقلية العاجزة، فهلا انفتحتم لكى تتداركوا ما تخلفتم عنه، وتدركوا ما تبقى من الفرصة ومن الزمن؟ وخاصة أن خصمكم غبى أيضاً كما قلت فى مقالى السابق، وأنه أغبى من أن يستجيب لدعوة الرئيس الأخيرة، كما لا أتمنى بصفة شخصية أن يستجيب، وهاهو وقد وصلته الرسالة وقد حاول بالأمس أن يستجيب وفشل، وقلنا إننا سنوضح غباءه، وغباءه تحديداً فى هذا الشأن ولكن بعد 30 يونيه بإذن الله. * أختم بما كررته فى الأسبوعين الأخيرين، أن علينا كإسلاميين أن نجتنب تماماً «30 يونيه»، أقصد ألا نحتشد فى هذا اليوم، وفى المقابل علينا ببيان سياسى موجز ومركز وواضح: أولاً: حرية الرأى بل والاحتجاج مكفولة للمصريين كافة. ثانياً: نطالب وزارة الداخلية بحماية تظاهرة 30 يونيه، وأيضاً حراسة مقومات الوطن، وفى هذا الشأن ولتوقعنا الذى ندعو الله أن يخيب، أن العنف والتخريب كان نهج هؤلاء فى أغلب، إن لم يكن كل مشاركاتهم الميدانية التى خلا منها الإسلاميون «حراس الوطن ومحبيه»، لذلك نناشد وزارة الداخلية بتعميم كاميرات المراقبة المتحركة، فضلاً عن المعتادة الثابتة، لكى تسجل على هؤلاء أى خروج على القانون، لأننا نتوقع منهم أن يزعموا أن الداخلية هى البادئة فى استخدام العنف، وأن عنفهم كان يمثل ردَ فعلٍ. ثالثاً: معلوم تماماً قدرات الإسلاميين على الاحتشاد السلمى، كما أنه معلومٌ تماماً قدراتهم على الدفاع عن الشرعية وصيانة مقومات الوطن والزود عنها، لذلك نهيب بقيادات هذه المعارضة أن تتحمل مسئوليتها فى الحفاظ على «السلمية»، وفى المقابل نهيب بالأمن المصرى أن يتحلى بضبط النفس، وأيضاً أن يتحلى بالحسم والصرامة إن اقتضى الأمر. إلى هنا، فنصيحتى للإسلاميين مرة أخرى، ألا تستهلكوا أنفسكم فى هذا اليوم، ولينظر العالم كله لهؤلاء وسلوكهم، أما أنتم فاحتفظوا بجهوزيتكم، فالجميع «كافة» على يقين بقدراتكم، وهيبتكم. وستتجاوز مصر إن شاء الله 30 يونيو، مثلما تجاوزت كل صغائر هذه الأقلية الساذجة. وأختم بقول الله سبحانه وتعالى فى سورة آل عمران: "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون. ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيّنات وأولئك لهم عذاب عظيم. يوم تبيض وجوهٌ وتسود وجوهٌ فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون. وأما الذين ابيضت وجوههم ففى رحمة الله هم فيها خالدون. تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلماً للعالمين". محسن صلاح عبدالرحمن عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.