أبدى الكاتب القبطي كمال غبريال، مؤلف كتاب "البرادعي وحلم الثورة الخضراء" مخاوفه من المجموعة المحيطة بالدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية، وأطلق تصريحات نارية ضد المعارضة في مصر، وخص بالنصيب الأكبر منها جماعة "الإخوان المسلمين" التي اتهمها بأنها ترغب في إعادة مصر إلى 14 قرنًا. وقال غبريال في مقابلة مع برنامج "مانشتيت" على فضائية "أون تى في" مساء الأحد، إن نسبة الاستنارة التي يتسم بها بعض أفراد الحكم أعلى منها بكثير في أفراد المعارضة "الحنجورية"، وان مصر يقودها تياران الأول سوف يعود بها إلى القرون الوسطي وهو تيار الإخوان المسلمين والثاني اليساريون والناصريون الذين يعودوا بمصر إلى حقبة الستينات من القرن الماضي. وأضاف إن أكثر ما يزعجه في حالة الدكتور البرادعي التي خلقها في الشارع السياسي المصري هي مجموعة المحيطين به من "الأشاوس" التي قال إنها "تجيد معرفة ما ترفض لكنها تجهل ما تريد ولا تدرى إلى أين تذهب بمصر". وأشار إلى أنه كان من أوائل من دعوا البرادعي للترشح سعيًا للتغيير الشامل وليس مجرد تغيير أشخاص، مشددًا على أن التغيير يجب أن يطال أولاً الحالة الثقافية التي تؤثر على المجتمع، والتي قسمها إلى تيارين، الأول اتهمه بأنه يريد بمصر العودة إلى عصر الستينات من بعض اليساريين والناصريين وأصحاب مقولة الماضي السعيد. أما التيار الثاني متمثلا في "الإخوان المسلمين" فيقول إنه يريد إعادة مصر إلى 14 قرنًا، مشيرا إلى أن مشكلته مع البرادعي ليست لشخصه بل في مفهوم التوافق، وهل هو مجرد رمز صنيعة ربع مليون شاب مصر يسعى إلى التغيير ويعبر عن إحباطته من خلال الانترنت وبدأ يشترك في اختيار رئيسة ويبحث عن الأفضل أم لا؟. وقال غبريال إن أكثر ما يخيفه هم المحيطون بالبرادعي الذين استقبلوه بالأحضان وضغطوا عليه لتشكيل الجمعية الوطنية للتغيير التي رفضها منذ البداية، واصفا بعض هؤلاء بأنهم يمثلون كارثة ومأساة في الوضع المصري، دون تسمية أحد منهم، واصفا إياهم ب "الاشاوس"، وتابع قائلا: كفانا شجب وتهديد من أصحاب الرصيد الكافي من الفشل مثل حركة كفاية وغيرها. وعبر عن مخاوفه من أن يكون لهؤلاء أي دور في قيادة مصر في المستقبل، وبدا متشائمًا إلى حد قوله إن مستقبل مصر سيكون "كارثيًا" لو تولى أي من هؤلاء موقعا تنفيذيا يعيد ما سبقه بالتفصيل، وأعرب عن تخوفه من أن ييأس البرادعي من هؤلاء ويترك البلاد التي لا تحتاج إلى قائد ملهم أو بطل مظفر بل تحتاج إلى موظف يعمل لدى الشعب برتبة رئيس جمهورية، على حد تعبيره. وكان غبريال الذي اعتقل ناشر كتابه "البرادعي والثورة الخضراء" نفى معرفته أسباب الاعتقال لصاحب دار النشر التي أصدرت كتابه "أحمد مهني" لمدة يومين، مرجحا أن الأمر ليس لها علاقة بكتابه الذي صدر الأسبوع الماضي. وقال إنه لا يعلم السبب الحقيقي وإن كان يستبعد أن يكون الكتاب هو السبب، وأضاف: لو كان الاعتقال بسبب الكتاب فكان الأولى إلقاء القبض عليّ باعتباري المسئول الأول عن محتواه"، مشيرا إلى أن لو أي شخص قرأ الكتاب سيكتشف أنه لا يركز على شخص بعينه لأنه حاول الكتابة برؤية إنسان يحاول الغوص في جسور الحالة المصرية حاليا، وأكد انه لا يخاف النظام أو يتملق له لكنه يراه أكثر استنارة من بعض حناجر المعارضة. ويدعو غبريال المنتمي إلى التيار العلماني المسيحي في كتابه وهو عبارة عن مجموعة من المقالات إلى تأسيس حزب "البرادعي" لقيادة ثورة التغيير الخضراء، ويقول في مقدمة كتابه "مع مد أيدينا وفتح أحضاننا للدكتور محمد البرادعي، الذي ننظر إليه لا كمخلص هابط من السماء، ليحقق لنا كل ما نحلم به ونحن مسترخيين على فُرُشنا أو مقاعدنا الوثيرة.. ولا نستقبله ليقود قطيعًا تتعلق عيناه بعصا الراعي، فلقد شبعنا من تجارب الزعماء الملهمين والقادة الضرورة".