لقد أصبح التحرير قيمة وقامة ورمزاً ومكاناً له مكانة عظيمة يبعث روح الأمل والثورة والغضب والفرحة بالحياة والتعبير عن الرأي والجهر بالحق ورفض الظلم من أي إنسان ضد أي إنسان دون خوف ولا وجل ولا رهبة ولا تردد أعترف بشدة رغبتي في بقاء هذا الزخم الثوري وألا ينتهي ولا يتم القضاء عليه ولا أعني بالطبع الرغبة في استمرار الفوضى وحالة عدم الاستقرار التي تغرق الأمة وتحيط بها من كل الاتجاهات بل أعني أن تظل روح النقد البناء والتعبير الحر عن الرأي دون قيد أو حد إلا الضوابط الشرعية والأخلاق الدينية وما يتفق معها من أعراف وعادات مجتمعية. وأنا استرجع الهتافات التي لا تزال ترن في قلبي أصداؤها: الشعب يريد إسقاط النظام ارحل يعني امشي ياللي مبتفهمشي ..." وغيرها من الهتافات والشعارات التي صارت تتغنى بها الشعوب من حولنا وأنا أسترجعها وأرى ما نحن عليه الآن وما ينذر بسوء وشر عاقبة عن قريب لو لم نتدارك أنفسنا وننقذ بلادنا من هذا الأتون المستعر والوقود المشتعل الذي لو استمر به الاشتعال فلن يبقي ولن يذر لا مسلماً ولا غير مسلم أياً كان دينه وملته ولا إسلامياً ولا غير إسلامي اياً كانت أيدلوجيته وفكره ولا حزباً ذا مرجعية دينية ولا علمانية ولا يسارية ولا غير هذا بالمرة. أخشى أن مصر تنحدر بشدة وبقوة وعزيمة وهمة لو توافرت هذه القوة وتلك العزيمة والهمة في الدفع بها في الاتجاه الصحيح لتغير وجه التاريخ مهما تكلم الإعلاميون وحاول الساسة والدبلوماسيون أن يجملوا الصورة ويلبسوا المساوئ لباس المحاسن والقبائح لباس المفاتن فلن يستطيعوا أبداً ولو عمروا عمر نوح عليه السلام أن يضحكوا على الشعب الذي يرى ويسمع ويعيش ويتأثر بخلاف ما يروجون له إعلامياً. التخبط الواضح والمتكرر في اتخاذ القرارات بدأ من مجلس الشعب ومروراً بأزمة النائب العام بين إقالة وتراجع عنه مع السكوت المريب والصمت الرهيب عن قضية الضباط الملتحين والفتيات المحتجزات في الكنائس والاعتداء المتكرر على أراضي الدولة من قبل فئة من الرهبان وما إلى هذا م? أمور تتباين صعوداً وهبوطاً في الأهمية والخطورة لاسيما أزمة رفح ثم خلية مدينة نصر وما يروج له الآن من الكلام عن الجهاديين وما ينتوي الأمن الوطني عمله من مداهمات لخلايا وحركات لا يعرف عنها الناس كثير شيئ إلا ما يروج له إعلامياً من خلال إبراز أناس لا يعلم أحد عنهم شيئاً وليست لدى الناس خلفيات حقيقية واضحة عن أفكارهم وانتماءاتهم فيبرزهم الإعلام بتصريحاتهم المستفزة عن هدم الأهرامات ونحوها دون الدخول في جدل فقهي حول هذا وكأنها تهيئة للراي العام ليقبل ويسمح بل ويرحب وينادي بعودته ويبكي على غيبته . أخشى أن هناك حالة و من التهيئة الإعلامية للناس بحيث يقبلون بالردة الأمنية إلى سابق عهدها وبالردة النظامية إلى قبيح وجهها وبالردة الفكرية إلى مزيد من التفكك المجتمعي والانفلات الأخلاقي والترهل المعاملاتي وال.....إلخ أن يتحول الحكم إلى شيطان متغول ووحش كاسر لا يقبل إلا ما يرضي هواه ولو كان باطلاً ولا يعترف إلا بما يتفق وأيدلوجيته وانتماءاته ليرى الحق من وجهة نظره المجردة والمنفردة فمن معي فهو حبيبي ومن ليس معي فهو عدوي. أبكي على مصر وهي تسير معصوبة العينين أو مغصوبة الإرادة كامرأة مستنة بلغت من العمر أرذله مل أبناؤها صحبتها فقرروا أن يتخلصوا منها ليس بإيداعها إحدى دور المسنين وإنما بأن يغتصبوها بأنفسهم جهاراً على الملأ حتى الموت..!
أن تتنكر الأقلية المسيطرة على الإعلام لما باتوا يتنادون به من حرية الرأي وطلاقة الفكر وأحقية التعبير عن المكنون فيرفضون نبض الجماهير ويعارضون رغبة الجم الغفير من الشعب العظيم فيمتنعون ويعارضون أن يحكم بالشرع وينص على ذلك بوضوح وصراحة دون مواربة ولا مواءمة سياسية..! وبالرغم من وضوح الحقيقية وثبات الحق وجلاء النظر إلا أن مؤسسة الرئاسة لا تزال في رأيي تغط في سبات عميق أو تمشي في تيه بعيد أو تعيش في وهم غريب. أخشى أن أخرج بنفسي مع غيري من أبناء الشعب لنهتف بأعلى صوت ضد من انتخبناهم ومنحناهم أصواتنا ودعونا الناس لانتخابهم ونصرناهم لا لأشخاصهم وإنما لما زعموه من تبنيهم لقضية الحياة قضية نصرة شرع الإله وساعتها لن يقدر عالم ولن يستطيع شيخ مهما كان علمه أن يردنا بدعوى أن الخروج على الدكتور مرسي خروج على الحاكم وأنه معصية وكبيرة ذلك أن الصمت على هذه السياسة المهترئة والمتخبطة و والعشوائية لهي في نظري أعظم من الإثم والمعصية والكبيرة..!! فلتدرك نفسك يا دكتور محمد مرسي يا رئيس الدولة ولتدرك مصر ولتدرك الشعب كله قبل فلشدما أشتاق وكثيرون غيري إلى هذا الهتاف: الشعب يريد إسقاط النظام رغم أنني انتخبته