{استفتاحية} * وصلتنى على بريدى الإلكترونى تعليقات عديدة تعقيبًا على استفتاحية عدد "المهرشة" السابق، والتى ذكرت فيها أن "الفانتازيا" قد تكون طوق النجاة من مآزق ومهالك محققة.. وكانت معظم التعليقات تختلف مع ما خلصت إليه اختلافًا كبيرًا. اسمح لى أدخل معاك"وِش" وأحكي لك على السريع تفاصيل واقعة عشتها، ولجأت فيها إلى الفانتازيا فى أعلى صورها، وأترك لسيادتك الحكم فى النهاية. ذات مساء كنت عائدًا من القاهرة إلى الزقازيق بالقطار، ورفض الكمسارى أن يقطع لى نصف تذكرة على كارنيه نقابة الصحفيين ضاربًا بتعليمات هيئة السكك الحديدية عرض الحائط , فرفضت بدورى وتمسكت بحقى ولتُرَق دونه الدماء.. احتجز الكمسارى الكارنيه وقرر تسليمى لضابط محطة الزقازيق.. وصلنا الزقازيق ودخلنا على الضابط..استمع الضابط إلى الكمسارى أولًا باعتباره موظفًا عموميًا بالدولة، وأنا مجرد مواطن عمومى..أفسح الباشا للكمسارى مساحة كبيرة من الوقت ليقل ما يشاء، ثم أشار إلىَّ آمرًا لى بالحديث.. قلت له لقد سافرت مئات المرات بنصف تذكرة على الكارنيه حسب تعليمات الهيئة.. تناول الضابط الكارنيه من الكمسارى، وطفق يقلب فيه ويتفرس فى وجهى فأحسست أنه تأكد أننى صاحبه فانشرحت وتوسمت خيرًا, ثم باغتنى بسؤال غريب قائلًا كارنيه إيه ده؟! .. عندئذ تأكدت أن الحارة سَد، وأنه قد عقد العزم على النيل من كرامتى, فقلت فى نفسى يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم القتال وهو كُرْهٌ لكم, وأن الموضوع تأزم ولن ينتهى نهاية طبيعية, يعنى باختصار ليلة سودا, وطالما ليلة سودا فلا مَخْرَجَ من سوادها إلا بالفانتازيا.. فسألت الضابط: بتقول ايه سيادتك؟ قال ولكن بصوت "جَعُورى" هذه المرة انت مابتسمعش؟ كارنيه إيه ده؟.. فقلت مابِدهاش, ثم اعتدلت وأرخيت جفونى وسبّلت عينَىّ وغنيت له: كل دا "كارنيه" لما شفت عينيه.. وكانت المفاجأة التى أذهلتنى.. انفجر الضابط فى نوبة ضحك كادت تقضى على حياته بعدما قَطَع النَّفَس, ثم نهض واقفًا وسلمنى الكارنيه وهو يقول مع السلامة يا باشا، وانصرفت وعَدّت الليلة. ألم تر أن الفانتازيا فعلًا مُنْجِيَة من المهالك؟!.. وأنها كما قلت.. طيران فوق عش "المستهبلين"، بأجنحة الاستهبال ذاتها؟!.
{نشرة أخبار المهروشة}
* استمرارًا لتفعيل مبدأ الرجل الصَّح فى المكان الصَّح..أرسلت وزارة الزراعة خطابًا لجريدة"المهرشة"، تؤكد فيه أنها سائرة على الدرب بقيامها بتعيين الدكتور سعد (العِجْل) رئيسًا لقطاع (تسمين العجول).
*شهدت أروقة التربية والتعليم نشاطًا مكثفًا لحل مشكلة الدروس الخصوصية من جذورها، وقد تمخضت المداولات والاجتماعات عن وثيقة تاريخية انتهت بعبارة "عليه العوض ومنه العوض" بالإضافة إلى مسودة قرار بأن يتفرغ رجال التعليم، لتعليم الكتاكيت من رجليها باللون الأحمر حتى لاتتوه بين كتاكيت الجيران.
* خبر علمى حلو.. المركز الطبى للحياة البحرية بمدينة برمنجهام البريطانية، أجرى اختبارات للتأكد من قدرة أغانى الحب الناعمة على فتح شهية أسماك القرش للتزاوج، وقد ثبت بالفعل أنها تفتح شهيتها لقلة الحيا!.. مما يعزز الرأى القائل بأن سمك القرش بنى آدم وبيستعبط!. * فى بادرة تعاون مشترك بين الحكومتين الثوريتين بمصر وليبيا،عقد وزير الطرق والمدَقَّات الليبى اجتماعًا هامًا مع نظيره المصري، وأسفر الاجتماع عن الاتفاق على شق طريق دولي بين العوينات بمصر، وواحة الكفرة بليبيا.. وقد أبدى الوزيران موافقتهما على تغيير اسم واحة(الكَفَرَة) إلى واحة (المشركين) لإبعاد شبهة تكفير سكان الواحة!.
* تظاهر مؤخرًا عدد من خفراء مديرية أمن بنى سويف، وقاموا بإغلاق مديرية الأمن احتجاجًا على خصم200جنيه من حوافزهم، بسبب أخطاء محاسبية فى الصرف، وقال متحدث باسم (الغَفَر)نحن نأمل فى رد المبلغ (وغفر)الله لنا وللمسئولين.
{حتة على جنب}
* هناك من يربط التصرفات الحمقاء بالحقائق العلمية، أو يستخدم مأثورات الحكمة فى غير موضعها، فيبدو كمن يضرب غُطسًا فى بالوعة صرف صحى ثم يقول"ويفوز باللذات كل مغامر".. أتحدث عن صاحبنا الذى يمسح ويكنس ويغسل المواعين ويشيل العيال وينفض المراتب والسجاجيد، ثم يقول "رُبَّ ضارة نافعة".. تسأله: كيف يا سيدى؟.. فيقول: تِعْرَف إن تنفيض المراتب وغسيل المواعين عمل لى مجانص!.