شاهد المغاربة لأول مرة الأميرة "للا مريم" كبرى شقيقات الملك محمد السادس ب"الحجاب" (غطاء الرأس)، وهي تترأس حفلاً دينياً بمسجد السنة بالرباط، إحياء لذكرى وفاة والدها الراحل الحسن الثاني. ورغم أنّ الاحتفالات الدينية كانت سابقاً مقتصرة على ذكور العائلة الملكية، وكان حضور النساء ثانوياً؛ إلاّ أنّ تغييرات كبيرة تطال الحقل الديني في المغرب خلال الآونة الأخيرة، دفعت بظهور كبرى بنات الملك الحسن الثاني كمشرفة على احتفال ديني تميّز بإنشاد المدائح النبوية، وبعض الأشعار الدينية بأصوات نسائية. وليس هذا هو الحدث الوحيد الذي أشّر على أنّ النساء في المغرب سيكون لهنّ حضور قوي في الحقل الديني، فقد تخرّج خلال الأسبوع الماضي الفوج الأول من الأئمة والمرشدين، الذين تلقوا تكويناً دينياً خاصاً وتوزّعوا على مختلف أنحاء البلاد، كان من بينهم خمسون مرشدة، تم اختيارهن وفق شروط أهمها حفظ نصف القرآن الكريم على الأقل. ومن المنتظر أن تقوم المرشدات المتخرجات حديثاً بعدد من الأدوار الدينية، سيكون من بينها تنظيم دروس وعظية، إضافة إلى خدمات التوجيه والإرشاد داخل السجون المغربية، التي سيصبح لأول مرة في تاريخها، الأئمة والمرشدون والمرشدات جزءاً من الطاقم المشرف عليها. كما بدأت بعض الأوساط تطالب بالاجتهاد لتمكين النساء من القيام بدور "العدل" أو ما يعرف ب "المأذون الشرعي"، وتقوم بإبرام عقود الزواج والطلاق، والإشهاد على البيع والشراء، خصوصاً أنّ الفوج الأول من النساء اللواتي سيقتحمن هذا المجال تخرّجن قبل أيام، لكنّ دورهن سيشمل كل المعاملات التجارية وغيرها، بعيداً عن الأدوار التي تُعتبر فيها الذكورة شرطاً أساسياً وفق نصوص قطعية، مثل التزويج والتطليق.