لا تزال أزمة انقطاع التيار الكهربائى فى مصر تتكرر كل عام، على غرار أزمات السولار والبنزين فى مصر، ولكن الجديد فى أزمة انقطاع التيار الكهربائى هذا العام، أن خلفت بعض الضحايا الذين فقدوا حياتهم نتيجة انقطاع التيار الكهربائى فى مصر. وكانت الضحية الأولى لانقطاع التيار الكهربائى فى مصر فى محافظة المنيا، حيث شهدت إحدى قرى مركز دير مواس بمحافظة المنيا حادثًا أليمًا ضحيته طفل لا يتجاوز عمره 6 سنوات، أراد أن يواجه انقطاع الكهرباء بإشعال شمعة أثناء عمله مع والده داخل ورشة لإصلاح الدراجات البخارية، ولم يكن يتوقع أن هذه الشمعة سوف تتسبب فى إنهاء حياته إلى الأبد، حيث أشعل الطفل شمعة عقب انقطاع التيار الكهربائى، وأثناء سيره داخل الورشة سقطت الشمعة من يده على جركن بنزين، فاشتعل فى الحال واندلعت النيران فى ملابس الطفل، ولم يستطع والده إنقاذه ولقى الطفل حتفه على الفور وتحول إلى جثة متفحمة. أما الضحية الثانية لانقطاع التيار الكهربائى فى مصر، فكانت لطفلة تبلغ من العمر عامًا واحدًا تقيم بمنطقة دار السلام، حيث لقيت الطفلة حتفها، وذلك بعدما لجأت والدة الطفلة إلى شمعة لإنارة الحجرة، إلا أن الشمعة سقطت وتسببت فى حريق هائل بالشقة، حتى أصبح المفر الوحيد للأم وطفلتها هو القفز من شرفة المنزل فسقطت الطفلة قتيلة، بينما تم نقل الأم إلى المستشفى فى حالة بين الحياة والموت. ولم تتوقف الآثار السلبية لانقطاع التيار الكهربائى على المواطنين فقط، بل امتدت أزمة انقطاع الكهرباء لتشمل جهات أخرى فى مصر مثل طلاب المدارس والمرضى بالمستشفيات والمصانع الحكومية والخاصة وشركات الأغذية وقطاع السياحة والذين تضرروا بشكل كبير من أزمة انقطاع التيار الكهربائى فى مصر. وفى إطار ذلك رصدت "المصريون"آراء خبراء الكهرباء وعلم النفس والاقتصاد والصحة، للوقوف على تأثير انقطاع التيار الكهربائى فى مصر على جميع القطاعات فى مصر. د.عصام سرور: احتياج مصر من الطاقة الكهربائية تزيد كل عام بواقع 10% تقريبًا فى البداية، أكد الدكتور عصام سرور، أستاذ الهندسة الكهربائية بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، أن أسباب انقطاع التيار الكهربائى فى مصر يرجع إلى أن الطاقة الكهربائية الموجودة أقل بكثير من الاحتياجات التى تتطلبها مصر فلا بد من دخول مصر عصر الطاقة النووية السلمية، لأنها السبيل الوحيد لحل أزمة التيار الكهربائى فى مصر، حيث إنه فى خلال عدة أعوام ستنفذ الطاقة البترولية والوقود التى تعتمد عليها محطات توليد الطاقة الكهربائية فى مصر. وأشار سرور إلى أن وزارة الكهرباء والطاقة تلجأ إلى تطبيق سياسة تخفيف الأحمال بقطع الكهرباء عن عدة مناطق فى مصر لسد العجز فى نقص المخزون الكهربائى فى محطات الوقود، حتى لا تتوقف هذه المحطات عن العمل نهائيًا، حيث إن احتياج مصر من الطاقة الكهربائية يزيد كل عام بواقع 10% تقريبا، ولا يوجد زيادة فى الإنتاج الكهربائى تقابل هذه الزيادة فى الاحتياجات، وأن إعلان الحكومة عن التوصل للحلول لحل أزمة التيار الكهربائى فى مصر هى مجرد مسكنات وحلول مؤقتة ولن تحل الأزمة فى مصر على المدى الطويل فيجب على الحكومة إعداد خطة لدخول مصر عصر الطاقة النووية للقضاء نهائيًا على أزمة انقطاع التيار الكهربائى فى مصر، خاصة مع الاحتمالات المؤكدة بعدم توافر المواد البترولية خلال الأعوام القادمة. د.سعيد عبد المنعم: مؤشر خطير على دخول مصر فى نفق اقتصادى مظلم من جانب آخر، أكد الدكتور سعيد عبد المنعم، وكيل كلية التجارة بجامعة عين شمس، أن التيار الكهربائى يعتبر من أهم الموارد التى يجب توافرها لإدارة عجلة الاقتصاد المصرى، لأن جميع القطاعات الاقتصادية مثل المرافق العامة والسكك الحديدية والمطارات والسفن والمطارات تعتمد بشكل كلى على التيار الكهربائى، وأن انقطاع التيار الكهربائى بصورة كبيرة فى هذه القطاعات الحيوية ينذر بكارثة اقتصادية كبيرة. وأضاف أن انقطاع التيار الكهربائى فى مصر يؤثر بصورة كبيرة على المصانع وعجلة التشغيل بها، خاصة المصانع التى تقوم بإنتاج المواد الغذائية التى تتعرض للتلف نتيجة انقطاع التيار الكهربائى بصورة متقطعة. وأشار عبد المنعم إلى أن انقطاع التيار الكهربائى فى مصر تتحملها جميع أجهزة الدولة وليس وزارة الكهرباء والطاقة فقط، فهناك وزارة البترول التى هى المسئولة عن توفير الوقود لمحطات الطاقة فى مصر، وأن انقطاع التيار الكهربائى فى مصر مؤشر خطير على دخول مصر فى نفق اقتصادى مظلم نتيجة هروب المستثمرين من مصر بعد توقف مصانعهم عن العمل نتيجة انقطاع التيار الكهربائى فى مصر. د.سامية خضر: أشعر الطلاب بالذل والمهانة من منطلق آخر، أكدت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن انقطاع التيار الكهربائى خلال هذه الأيام يؤثر بصورة خطيرة على الحالة النفسية للطلاب فى مصر، خاصة أن معظم طلاب مصر يؤدون امتحانات نهاية العام الآن، وانقطاع التيار الكهربائى وسط هذه الأجواء يشعر الطلاب بالذل والمهانة، وأنه مدان بدون تهمة وجهت له، حيث إن امتحان نهاية العام هو مستقبل كل طالب فى مصر. وأشارت أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إلى أن انقطاع التيار الكهربائى فى أوقات الامتحانات الطلابية يعمق الشعور بالكراهية اتجاه الوطن عند الطلاب، وأنه مهان وظلوم فى هذا البلد، خاصة الطلاب الذى يعانون من ضعف الرؤية ويرتدون النظارات الطبية لتساعدهم على المذاكرة والأداء الجيد، ولا تتوقف الآثار السلبية لانقطاع التيار الكهربائى على العملية التعليمية فقط، بل تمتد أيضًا إلى حياة المواطنين، خاصة المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوى ويحتاجون لعمليات غسيل الكلى كل فترة فى المستشفيات الحكومية، حيث يؤدى انقطاع التيار الكهربائى عن هذه المستشفيات إلى تعرض حياة هؤلاء المرضى للخطر. وشددت أستاذ علم الاجتماع على أن انقطاع التيار الكهربائى فى مصر يؤثر بصورة كبيرة على قطاع السياحة فى مصر، فهناك أكثر من 13 ألف عامل فى قطاع السياحة تركوا أعمالهم بسبب الأزمات المتكررة التى يواجهها قطاع السياحة المصرية، وكان آخرها أزمة انقطاع التيار الكهربائى فى العديد من المناطق فى مصر، فلابد من تدخل فورى من الحكومة لمعالجة هذه الأزمة ووقف نزيف الضحايا الذى تعانى منه مصر نتيجة انقطاع التيار الكهربائى فى مصر. د.أحمد فتحى: يعرض حياة المرضى للخطر بدوره، قال الدكتور أحمد فتحى، أستاذ أمراض القلب بجامعة عين شمس، إنه لا يوجد مواطن مصرى يتقبل انقطاع التيار الكهربائى فى مصر بهذه الطريقة السيئة، وأن انقطاع التيار الكهربائى قد يعرض حياة بعض المرضى للخطر رغم تزويد معظم المستشفيات الحكومية بالمولدات الكهربائية لتكون بديلاً لانقطاع التيار الكهربائى، إلا أن هذه المولدات تأخذ فترة من الوقت لكى تقوم بعملها، ومن المحتمل أن تتوقف فى أى لحظة لنقص فى الوقود الذى تعمل به أو لوجود عطل فنى بها، مما يؤدى إلى تعرض حياة المرضى للخطر، خاصة مرضى القلب الذين يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعى. وأشار أستاذ أمراض القلب بجامعة عين شمس، إلى أنه لا بد من وجود حل جذرى لحل مشكلة انقطاع التيار الكهربائى فى مصر ولا ننتظر سقوط حالات وفاة فى المستشفيات نتيجة انقطاع التيار الكهربائى لكى تتدخل الدولة.