شاهدت مؤخرًا الدكتور هشام رامز محافظ البنك المركزي لأول مرة في برنامج القاهرة اليوم مع عمر أديب وقد كان اللقاء في آخر فقرة في البرنامج.. وذلك بعد أن استمعت كالعادة إلى أكثر من ساعة من الإحباط الممنهج والسياسة القاتمة المتبعة مع النظام الرئاسي منذ ما بعد الثورة. وقد لمست فيه وطنية جارفة وحب من القلب لمصر ناهيك عن شفافيته الممزوجة بخبرة عالية الجودة وسعدت فعلًا بالحقائق المطمئنة التي قالها الرجل عن الاقتصاد المصري إذ كانت فقرته كالماء البارد في يوم حار في صعيد مصر تحياتي واحترامي للدكتور هشام رامز وأرجوه مراجعة قراره باعتزال العمل العام في نوفمبر 2015. وهنا أود أن أنوه أنه منذ أن تولى د. مرسي الرئاسة وتحديدًا حين نطق بالقسم الجمهوري قائلًا: أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصًا لل...... ومنذ ذلك الحين بدأ الضرب بكل ما هو ممكن تجاه الرئيس من كل من كانوا يتشدقون بالديمقراطية والحرية والانتخابات الحقيقية بالطوب والأحجار والعوائق والفرامل والمطبات والعرقلة والأكتاف غير القانونية وحدث بلا حرج... ولم يتركه المحترمون المعارضون من حينها وحتى اليوم ولم يتوقفوا عن تصدير الإحباط والإجهاد النفسي له ولكل طاقمه وكأنه عدو مصر الأول والأخير. وتذكرت أنني أعيش منذ 23 سنة في أستراليا ذات الحزبين المتنافسين على إدارة البلاد حزب الأحرار وحزب العمال وكيف أنهم يتنافسون بندية قبل الانتخابات حتى إعلان الفريق الفائز وعندها يبدأ الجميع في دفع عجلة الإنتاج حكومة ومعارضة لا أحد يستطيع أن يميز بينهما في الشارع ولكن في البرلمان فحدث كما شئت... تنشأ سريعًا حكومة الظل للفريق الخاسر ويتصارعون ويتناحرون مع الحكومة الفائزة في البرلمان لصالح أستراليا والشارع كما هو يدفع بالعجلة ولا يري إلا أستراليا أي أن مصلحة البلاد هي في الشارع والبرلمان مصانة ومقدسة وفوق الجميع...
لا أخفي عليكم أنني من كثرة ضرب وإهانة الرئيس في التسعة شهور الماضية لم أستطع تحديد بداية المائة يوم الشهيرة التي قطعها مرسي على نفسه! وكيف أبدأ في العد وهو يُضرب أمامي وأمام العالم كله من أبناء وطنه يوميًا حتي في العطلات الرسمية والأعياد والسبب أنه إخواني فاز في الانتخابات المصرية!! من منا يعارض النقد أو حتى تصيد الأخطاء ولكن خلقنا الله بيدين اثنتين الأولى تكتب وتنتقد وتسخَر وتتصيد الأخطاء ولكن الثانية تساند وتعضد وتدفع بعجلة إنتاج الوطن... ولكني يا أبناء وطني لم أشاهد في حياتي مثل ما حدث في مصر بعد تولي مرسي لمنصب الرئيس.. المعارضة المفككة تنفرط أكثر وأكثر منها من ينادي واشنطن لوقف المعونة وآخر يصرخ لأوروبا بأن توقف قروضها المزعومة لمصر حتى تواضروس البطريرك لم يستح وعانق الشيعة وغازل إيران...!! ولكن استوقفني عمر أديب قبل نهاية الحلقة حين شكك في تواجد معارضة حقيقية تستطيع أن تدير البلاد ببرنامج محدد سلفًا في حال تراجع الإخوان لأي سبب ما عن الحكم!! أعتقد أنه لابد من وجود معارضة حقيقية ولكن من الشباب والوجوه الجديدة كما خمنت واشنطن منذ عدة أسابيع . وإن كانت هذه المعارضة لن تستطيع منافسة القوى الإسلامية حاليًا ولكن على الأقل تقول لها "نحن هنا".