رفض حزب الأصالة جميع التصريحات التي تهون من شأن المخاطر التي تحيط بمصر جراء بناء السد الإثيوبي، واعتبرها تصريحات مضللة لم يرتق أصحابها بعد إلى مستوى المسئولية الوطنية حتى وإن كانوا خارج السلطة التنفيذية. وأضاف الحزب في بيان له منذ قليل حصلت "المصريون" على نسخة منه، أنه مما يزيد خطر تلك التصريحات أن تخرج من مسئولين في مواقع السلطة، إذ إنها قد تستخدم بعد ذلك ضد الدبلوماسية المصرية في حال لجوئها للتصعيد في المحافل الدولية، وتغل يديها في حال استخدام حقها في الدفاع عن سبب وجودها. كما طالب الحزب الحكومة الحالية بالتعامل بشفافية مع هذا الأمر وعرض جميع الحقائق على الشعب واعتباره شريكًا لها في صناعة القرار؛ فالحزب يرى أن التصدي لتلك المخاطر أكبر من قدرة الحكومة وحدها أو أي مؤسسة منفردة، ولكنه قرار شعب ووطن بجميع أفراده ومؤسساته وفصائله على تنوع مشاربهم الفكرية. وفي هذا السياق نفسه طالب الحزب الحكومة بتحرك دبلوماسي جاد تجاه مطالبة إثيوبيا بالاعتراف بحصة مصر في مياه النيل والتي تقدر ب 55.5 مليار متر مكعب سنويًا، وممارسة جميع الضغوط بكافة أشكالها ومستوياتها حتى تُعلم الطرف الآخر أن الدبلوماسية المصرية ذات أنياب يمكن أن تظهر عند الحاجة. وتابع الحزب: "نحن وإن كنا نرى أن الشعب الإثيوبي شعب شقيق تشارك معنا في مياه النيل عبر آلاف السنين، إلا أنه لا يحق لشقيق أن يقتل شقيقه، ونأمل في ألا يضطرنا أشقاء النيل لأن نصل إلى مرحلة الدفاع عن وجودنا ذاته، وهو الأمر الذي لن تحمد عواقبه". ويعتبر الحزب أن الأمن كل لا يتجزأ فما يحدث في الجنوب من محاولة لتعطيش البلاد يأتي في إطار تركيع مصر لصالح المشروع الصهيوني بعد أن بدأت تظهر بوادر لمحاولة الإفلات منه. وفي ضوء هذه المخاطر يدعو الحزب جميع أبناء الوطن للتعاضد والتكاتف بعيدًا عن انتماءاتهم الحزبية وتوجهاتهم الفكرية لمواجهة تكالب الأعداء، فمعركة الحرية والتنمية قد نضطر إلى أن نخوضها جملة واحدة ضد مجموعة من الأشرار.