خلال دقائق قليلة وفي أول عشر دقائق، وبدون الحسابات التقليدية للبداية أجهز الأهلي على الزمالك بسهولة شديدة وكعادته دائما! سيطر الأهلي على كل خطوط اللعب، ولعب جوزيه جيدا بورقة اسلام الشاطر التي لم ينتبه لها مانويل كاجودا رغم ان كل المعطيات السابقة على المباراة كانت تقول إن هذه الورقة ستكون ماكينة الانتاج التي تغزل الأهداف مثلما يفعل صانع الحرير الماهر. منذ الدقيقة الأول لم نشعر بأي من نجوم الزمالك، كانوا خارج الخدمة تماما في جميع الخطوط. لم نشعر أن هناك خطة ولا يحزنون. التشكيل ولا أسوأ. الجهاز الفني خارج جو المباراة، وتشعر كأن كاجودا بعد الهدف الأول بدأ يفكر في رحلة العودة إلى بلاده! ثلاثة مدافعين من الزمالك يراقبون عماد متعب تاركين باقي لاعبي الأهلى وفي مقدمتهم الفنان أبو تريكة يصولون ويجولون، ومع ذلك فان عماد تحرك كثيرا الى اليسار واليمين ليأخذ معه خط الدفاع الغلبان الذي يبدو أن لاعبيه نسوا كرة القدم. قلت أمس إن جوزيه مغامر كبير، وأنه يفاجئنا في مباريات الزمالك دائما بأشياء جديدة وخطط مبتكرة، وقد فعلها عندما فاجئنا بالثنائي المتميز اسلام الشاطر ومحمد بركات. لقد أحرز الأهلي هدفيه خلال ثلاث دقائق فقط وهو يقابل فريقا يلعب برتم ضعيف، بلا خطة ولا أدوار للاعبيه أو مهمات، فالجميع تائهون، لا توجد هجمات خطيرة على الاطلاق، استسلم هجومه تماما لدفاع الاهلي المنظم جدا بقيادة عماد النحاس! في الأهلي نجوم تتحرك على بساط سحري فتتألق وتسحرك بالأداء الجميل كما فعل الحمامة الطائرة أبو تريكة الذي أحرز هدفا لا يتكرر، أبدعته ريشة فنان قدير، وكاد يحرز هدفا ثانيا له وثالثا لفريقه في الشوط الأول، بالاضافة الى ضربة جزاء صحيحة مائة في المائة لم يلتفت لها الحكم. هناك أيضا ضربة جزاء لصالح الزمالك عندما جذب أحمد السيد مصطفى جعفر من الفانلة داخل منطقة الجزاء وأيضا لم يلتفت لها الحكم. حقق المغامر جوزيه هدفه ووضع يده على نتيجة المباراة بورقة اسلام الشاطر، مغامرا بتغيير لم يعجب الكثيرين من الأهلوية عندما اخرجه في بداية الشوط الثاني ونزل بدلا منه فلافيو، ربما ليعطيه الثقة باعتبار ان الطريق الى مرمى الزمالك مفتوح مثل طريق السكين في قطعة الجبن! في هذا الشوط خرج الزمالك من خموله وأفاق من غيبوبته وتحرك أفضل من الشوط الأول.. رأينا لأول مرة الكرة تذهب مرتين متتاليتين في اتجاه مرمى الحضري، صاروخ من معتز اينو وانفراد من مصطفى جعفر سددها برعونة شديدة. ميزة مانويل جوزيه أن طموحه لا يتوقف، ولا يكتفي بهدف أو اثنين حتى لو كان يلعب ضد الزمالك، لذلك ظهر على الخط غاضبا ملوحا للاعبيه بعد أن رآهم يلعبون بهدوء ينذر بالخطر! أسهل كرة في المباراة ضيعها فلافيو ولو أحرزها لحقق نظرية مانويل جوزيه ودخل التاريخ وغفرت له جماهير الأهلي كل ماضيه في اضاعة الاهداف السهلة، لكنه أبى إلا أن يسدد الكرة برأسه خارج المرمى المفتوح على مصراعيه! ولكن من حق هذا اللاعب أن نعترف بحركته الدائمة ومجهوده الكبير في الملعب، فهو لا يهدأ، علما أنه ماكينة أهداف مع منتخب بلاده، لكن لماذا تتعطل هذه الماكينة مع الأهلي؟.. لابد أن جوزيه يسعى لاكتشاف السر! وقد كاد سره الباتع ان يظهر عندما وضع كرة جميلة موجهة بصاروخ عابر للقارات، هذه المرة أخطأت الكرة طريقها ولم يخطئ هو، وقد أكدت لنا هذه الكرة أن اللاعب غير محظوظ ويحتاج إلى تميمة من بلده أو من يتكرم ويذبح له عجلا! نزل جونيور بعد 20 دقيقة في الزمالك وكان وجوده في التشكيل ثم دخوله الملعب بدلا من جمال حمزة مفاجأة، لكن لماذا تأخرت ولماذا لم يبدأ بها؟! بصماته ظهرت سريعا في أخطر هجمة للزمالك انفرد على اثرها عبدالحليم علي وتوقع الجميع هدفا سهلا ولكنه بغرابة شديدة سددعا على يسار مرمى الحضري، كذلك سدد جونيور صاروخا مرت بجورا القائم الأيمن! هجمة مرتدة استلم خلالها الفراشة بركات الكرة من ابو تريكة ولكنه سددها خارج المرمى، ثم صاروخ مفاجئ من حسن مصطفى. وفاول من بركات مع أبو العلا نظر بعده للحكم خوفا من الانذار الثاني ثم الطرد، وهو في الاساس فاول عادي لا يستحق الانذار! اعتقد أن جونيور ظلم من الجهاز الفني للزمالك، فهو لاعب ممتاز وقوي، ومع ذلك لا يلعب ثم نزل في وقت لا يسمح له بالابداع لأن فريقه مهزوم بهدفين. بعث الحيوية في فريقه وكانت تحركاته مصدر خطورة.. ولابد أن نسأل كاجودا ورمزي عن سر كراهيتهما له! مبروك للأهلى درع بطولة الدوري العام ومبروك لجماهيره هذا الاجهاز الرابع على الزمالك خلال موسم واحد . [email protected]