ستضطر الجماهير المصرية إلى التضحية بمباريات اليوم السابع لكأس العالم من أجل التفرغ لمشاهدة لقاء قمة لم يكن في الحسبان بين الأهلي والزمالك مساء الجمعة في نهائي كأس مصر على استاد القاهرة الدولي. وعلى الرغم أن القرعة حددت طريق الفريقين في المسابقة منذ البداية ، وأنهما قد يلتقيا في المباراة النهائية ، إلا أن السرعة التي لعبت بها الأدوار الأخيرة للبطولة لم تعط للجماهير فرصة لادراك أن بعد يومين فقط من نهاية مباريات الدور قبل النهائي سيكون هناك لقاء قمة يجمع بين قطبي الكرة المصرية ، إذ جرت العادة على استعدادات مكثفة لتلك المباراة ، سواء جماهيريا أو إعلاميا. يلتقي الفريقان لخامس مرة هذا الموسم ، وهو رقم لم يتحقق من قبل ، بعد أن لعبا مرتين في سبتمبر وأكتوبر الماضيين في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أفريقيا ، ثم في مباراة الدور الأول في الدوري الممتاز في مارس الماضي ، تبعتها مباراة الدور الثاني في شهر مايو المنصرم. كانت اليد العليا للأهلي في ثلاث مناسبات في مقابل تعادل وحيد ، ففاز الفريق الأحمر في دوري أبطال أفريقيا مرتين 2-1 و2-صفر على الترتيب ، قبل أن يتعادل الفريقان سلبيا في الدور الأول من الدوري ، ويفوز الأهلي مرة أخرى بهدفين نظيفين في الدور الثاني. الزمالك لم يفز على الأهلي منذ أبريل 2004 ، والتقى الفريقان منذ ذلك الحين في ست مناسبات كان الفوز في خمسة منها للفريق الأحمر تخللها تعادل وحيد ، وكان آخر هدف أحرزه الزمالك في مرمى الأهلي من توقيع النجم حازم إمام في مباراة الذهاب لقبل نهائي دوري أبطال أفريقيا في سبتمبر الماضي.
الكفة تميل بشدة لمصلحة الفريق الأحمر عند مقارنته بغريمه التقليدي ، فالزمالك لم يتعاف بعد من آثار هزائمه المتتالية أمام الأهلي في الآونة الأخيرة ، بالاضافة إلى المشاكل الدائمة التي يعيش فيها مجلس إدارته ، إلى جانب تراجع مستوى العديد من نجومه الأساسيين في الموسمين الماضيين ، كما أن الزمالك خاض مواجهتين قويتين في الدورين السابقين أمام إنبي والإسماعيلي انتهت كلتاهما بعد وقت إضافي على عكس غريمه الذي سهلت القرعة مهمته ، فسيكون أجهز بدنيا. بينما الأهلي يمر بفترة من أفضل فترات تاريخه ، فاحتفظ بلقب الدوري الممتاز للمرة الثانية على التوالي دون هزيمة ، وفاز بدوري أبطال أفريقيا للمرة الرابعة وكأس السوبر الأفريقي للمرة الثانية ، ولم يهزم محليا أو قاريا منذ نحو عامين. لكن البرتغالي مانويل جوزيه شدد في حديث مع لاعبيه عقب التدريب الأخير يوم الخميس على عدم الركون إلى أية خلفيات تاريخية للقاءات الفريقين مؤخرا التي شهدت تفوقا كاسحا للفريق الأحمر حتى يجمع الأهلي بين الدوري والكأس للمرة الأولى منذ عشرة أعوام. لا تشهد صفوف الأهلي أي غيابات تذكر سوى الجناح الأيمن المدافع إسلام الشاطر المقرر غيابه بسبب الإيقاف ، وهو ما أعطى الفرصة للكثير من التكهنات الصحفية حول التغيير الذي سيجريه جوزيه على تشكيلته الأساسية الثابتة في المعتاد بعد غياب الشاطر "المؤثر". يملك المدرب البرتغالي خيارات عديدة أولها الدفع بمحمد عبد الله بدلا من الشاطر ، وهو تعديل يبدو تقليديا إلى حد كبير ، بينما يوجد اختيار ثاني بعودة النجم محمد بركات إلى مركز الشاطر ، وهو ما قد يفقد الأهلي الكثير من قوته في وسط الملعب الهجومي.
الزمالك لم يفز على الأهلي منذ أبريل 2004 ، والتقى الفريقان منذ ذلك الحين في ست مناسبات كان الفوز في خمسة منها للفريق الأحمر تخللها تعادل وحيد عودة بركات إلى الجناح الأيمن المدافع سوف تسفر عن تغييرات في وسط الملعب ، والتي قد تكون عن طريق الدفع بعمرو فتحي "سماكة" ، الذي بدأ في الدخول في التشكيلة الأساسية للفريق مؤخرا ، أو البدء باللاعب أحمد حسن "إستاكوزا" ، ويبدو الخيار الأخير هو الأقرب لتفكير جوزيه. وعدا تلك التغييرات الاضطرارية بسبب غياب الشاطر ، يحتفظ جوزيه بنجومه المفضلين من عينة عماد النحاس ووائل جمعة وحسن مصطفى ومحمد أبو تريكة وعماد متعب في التشكيلة الأساسية للفريق الأحمر. في الجانب الآخر ، يسعى الجهاز الفني للزمالك إلى الخروج باللاعبين من أزمات النادي المستمرة من أجل محاولة تحقيق فوز قد يكون له جوانب معنوية هائلة على الفريق الأبيض وجماهيره بعد سلسلة من الهزائم المتتالية أمام الغريم اللدود. ويواجه البرتغالي مانويل كاجودا مأزقا بسبب غياب مهاجمه كثير الحركة مصطفى جعفر والمدافع تامر عبد الوهاب بسبب الإيقاف ، وهو ما سيؤدي إلى تغيير الاستراتيجية التي يلعب بها الفريق. ويبدو التفكير الأقرب لدى كاجودا هو الدفع بلاعب الوسط الدولي المعتز بالله محمد "إينو" في الدفاع بدلا من عبد الوهاب ، واللعب بالثلاثي محمد أبو العلا وعلاء عبد الغني وتامر عبد الحميد في وسط الملعب ، وقد يخالف كاجودا التوقعات ويدفع بقائد الفريق حازم إمام في التشكيلة الأساسية لتحقيق زيادة عددية هجومية في وسط ملعب ا قمة الأهلي والزمالك في كأس مصر .. الأشهر دائما