تذخر محافظة الشرقية بعدد كبير من المعمرين الذين عاصروا القرون الماضية منذ أن كان يحكم مصر الملوك وسار بهم العمر إلى أن وصلوا إلى ما يقارب المائة عام وتخلل هذا العمر ذكريات منها المؤلمة ومنها المفرحة ومن أهم وأكبر المعمرين بمحافظة الشرقية الحاج حسين نصر الله خليل أو كما يطلق عليه أهالي القرية "جدي حسين" فهو جد لأكثر من 70 حفيدًا. "المصريون" التقت به في قريته تل أبو الروس التابعة للوحدة المحلية بأبو شلبي مركز فاقوس بالشرقية، ليحكي ذكرياته، حيث أكد أنه يبلغ من السن أكثر من 95 عامًا، ولديه 4 أبناء ولدان وبنتان، ولديه أكثر من 70 حفيدًا. يقول عشت أيام الملك فؤاد وكانت الحياة صعبة، وكانت العملة في هذا الزمن بالصاغ ومدموغ عليها صورة الملك فؤاد ثم بعد ذلك الملك فاروق ولم يختلف عصره عن عصر أبيه.
وأوضح أن الفلاحين خلال هذه الفترات وبعد ثورة عبد الناصر مروا بجوع وإهانة ومعاملة سيئة، وكانوا يعملون ليل نهار على "النورج" لدرس الغلال ثم حرث الأراضي بواسطة الثيران وكانت الساقية أو التابوت أو الطنبور هي الوسيلة التي كنا نسقي بها الزرع، وكنا لا نأكل سوي الباذنجان والجبن القريش أو الخزين أما عن اللحمة فكانت كل شهر مرة وكنا نشتريها بالرطل بسعر 40 قرشًا في أيام الملك ومع حكم عبد الناصر وصلت إلى حوالي 180 قرشًا، وبدأت تزداد حتى وصلت اليوم إلى 60 جنيهًا كنا ممكنًا أن نشتري بهم أكثر من فدانين.
وأضاف أنه جاء عصر مبارك وبدأت الأوضاع في تحسن، إلا أننا رأينا عودة للإقطاع وأصحاب رؤوس الأموال وسمعنا عن أمراض لم نكن نسمع عنها والأدوية ما بتعملش حاجة "طب دا إحنا كنا بنشرب من مياه الترع وعمرنا ما حسينا بأي تعب ودلوقتي بنشرب مياه مقطرة ومش عارفين الأمراض بتيجي منين".
وأكد أن الوضع الآن غير مستقر والرئيس مرسي راجل طيب وحاشيته غير صالحة وهي اللي عامله فيه كدة، ولو استمر علي كدة البلد مش هينصلح حالها. وناشد الحاج حسين المسئولين الذين يحكمون البلد أن يتقوا الله في الشعب المصري وفي الأجيال القادمة وفي نهاية حديثه قال: أتمنى من الله أن يعم الأمن والأمان على مصر وأن يحفظ أهلها.