كثيرون هم العملاء والمتحولون فى هذا الزمن، أنسيتم قائمة المتحولين من الإعلاميين والصحفيين الذين تحولوا أثناء الثورة؟ ثاروا على سيدهم عندما ثار عليه الشعب وبكوا معه وتعاطفوا معه بعد أقل من خمسة أيام، ثم انقلبوا عليه بعد موقعة الجمل، إنهم مثل الحرباء يتلونون حسب الضوء المنعكس عليهم، ثم تلونوا أخيرًا ضد التيار الإسلامى، وهم من قالوا إن التيار الإسلامى كان الشريك الأساسى فى نجاح الثورة، ووقفوا جبهة واحدة يمثلون رأس الحربة لكل كاره وحاقد على هذا البلد سواء من خارج البلاد أو داخلها ولهم أزرع موزعة بين جهات عدة فى الداخل الكل يعرفها جيدًا، لا يعجبهم شيئًا فى النظام القائم، إذا ما اتخذ النظام أو الرئيس قرارًا فيه مصلحة للناس كانوا هم من أول من طالب به وتباكوا عليه فى السابق، قالوا نظامًا ديكتاتوريًا فاشيًا ومتوحشًا، أى نظام فاشٍ هذا الذى يُشتم أعضاؤه ليلاً ونهارًا ولا يرد! وطالبوا أسيادهم ومشغليهم فى الخارج والداخل أغيثونا من الديكتاتور، ولنا فى قرار إقالة النائب العام السابق وتعيين النائب العام الحالى مثالاً، قالوا "أخونة ونائب عام ملاكى"، نادوا وطالبوا بسقوط حكم العسكر، ولما فضل المجلس العسكرى الانسحاب من السياسة التى جلبت على القوات المسلحة التطاول والإهانات، وفضل الجيش وقادته أن ينتبهوا إلى بناء جيش قوى يحمى الأرض والعرض والحدود، قالوا "أخونة الجيش، ولا لأخونة الجيش"، واتهموا وزير الدفاع المحترم بأنه إخوانى وأنه أتى لأخونة الجيش، ولما لم تنجح هذه الحيلة كالعادة ابتدعوا قصة التوكيلات لوزير الدفاع، وطالب رهبانهم بأن ينقلب الجيش على النظام الشرعى المنتحب، كما انقلبوا على مجلس الشعب لتعطيل المسيرة. المشهد الثانى هو قصة آل ساويرس، ورغم اعتراضى الشديد على استقبال مندوب من رئاسة الجمهورية لهم فى المطار، ولكن المؤيدين للنظام القائم برروا ذلك بأنه يعطى رسالة طمأنه إلى كل مستثمر يريد أن يعمل فى مصر، فإنه مرحب به طبقًا للقانون، وأنه فوق الرأس طالما اتبع القانون ودفع ما عليه، صحيح أن ساويرس تربح كثيرًا من هذا البلد، وأخذ منه الكثير ولم يكلف نفسه بأن يدفع لبلده شيئًا من ثروته، ولو على سبيل القرض، وهى فى شدتها، شأنه شأن كثير من رجال الأعمال الفاسدين، بل وقف يساند جبهة الخراب فى الداخل والخارج، وما قاله عن مصر فى الخارج أثناء فترة هروبه يعاقب عليه القانون، ولكن لم يتقدم أحد ضده ببلاغات فى هذا الشأن المهم. إن دكتور مرسى هوجم مرتين مرة قبل هروب ساويرس وتهربه من دفع ضرائب مستحقة عليه تقدر ب 14 مليار جنيه مصرى، هكذا ذكروا وقالوا وقتها إن د.مرسى يطفش المستثمرين لصالح الجماعة، ونصبوا الجنائز لتلقى العزاء فى الاستثمار، وهوجم بعد عودته بعدما تصالح ساويرس مع الضرائب ودفع 7 مليارات جنيه، والباقى لا أعلم ماذا تم فيه، ألم أقل لكم إنهم متحولون بالفطرة؟ هذا هو ديدنهم ولن يتغيروا، لأنهم الآن لا يملكون حق العودة، لأن هناك من دفع لهم ولم يسددوا الفواتير الباهظة التى قبضوها إلى الآن، ولن يسددوا، فكل يوم يسحب البساط من تحت أقدامهم وسيفضحون قريبًا جدًا، فانتظروا يا أولى الأبصار لتروا حقيقتهم.. المشهد الثالث القديم الجديد هو حكومة د.قنديل، إذا ما شكل الرجل حكومة قالوا إنها لن تصلح، وكأنهم مكشوف عنهم الحجاب أو منجمون لا إعلاميون، لم يبدأ الوزراء الجدد عملهم بعد ونالوا كمًا من الشتائم والتجريح يكفيهم إحباطا حتى خروجهم من الوزارة، كان الله فى عونهم وعون الذين تحملوا المسئولية فى الفترة السابقة. المشهد الرابع هو أن بعض المنتحبين يتكلمون الآن عن هروب بعض المعتقلين، منهم رئيس الجمهورية د.مرسى ورفاقه يا من تطالبون بمحاكمته بالهروب من السجن، حتى أن بعض الصحف وبعض الأنطاع من الإعلاميين وصفوه بالسجين الهارب، ولو أن أيًا من الذين يطالبون بذلك سجن يومًا واحدًا ظلمًا، لطالب بحرق الداخلية وأمن الدولة وكل أجهزة الأمن، د.مرسى رئيس الجمهورية لم يقبض عليه بتهمة الاحتماء برئيس أمريكا، ولم يطلق المتهمين الأمريكان وتهريبهم فى صورة مهينة لمن كانوا يحكمون قبله، ولو أن د.مرسى هو من سمح بذلك لقامت القيامة.. المشهد الأخير، هناك نفر من الناس سمّوا أنفسهم نشطاء سياسيين، ولا أدرى هل فكر أحد منا ماذا تعنى وظيفة ناشط سياسى، ومن يعطيه راتبه الشهرى، إذا وضعت تعريفًَا للناشط السياسي لا أجده إلا "شخص لا عمل له يكتب تقارير بتوجيهات معينة، هناك من يدفع له راتبًا مغريًا، يبدو لك بأنه مثقف، ولكن كلامه مكرر فى كل المناسبات الكثيرة التى يظهر فيها، يردد كالببغاوات كل ما يسمعه ويرتزق من إعلام فاسد لأن ليس لديه عمل "تمامًا مثل مرشد أمن الدول السرى السابق، يكتب عنك التقارير بعد تناوله الشاى أو الغذاء معك". وفى النهاية أقول لمن يريد أن يهدم النظام، ولا يجدون ضالتهم إلا فى استدعاء الجيش إلى التورط فى مستنقع السياسة مرة أخرى، إن الجيش المصرى لن ينزلق فى مهاترات من هذا النوع، انسوا الجيش، لأن إدارته الحالية أدركت أن الجيش يحتاج إلى مزيد من التحديث والتطوير، وقد بدأ الجيش البناء بالفعل حتى فيما يحتاجه المواطنون كحال كل الشرفاء فى هذا البلد، يعملون كل فى مكانه، أما الخونة والعملاء والنشطاء السياسيون صوتهم عالٍ وينعقون فى الفضائيات كالغربان لخراب هذا البلد، لأنهم يتقاضون ثمن ذلك والشعب المصرى هو الضحية فى النهاية. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.