قال تسيبي برئيل كبير محللي صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إنه وعلى الرغم من عدم إعلان الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية خوضه لسباق الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر، إلا أنه ومنذ لحظة هبوط طائرته مطار القاهرة يوم الجمعة الماضية وضع النظام المصري تحت الضغط. وأضاف أن المصريين الذين كانوا باستقبال البرادعي لحظة وصوله القاهرة وتتراوح تقديراتهم عددهم ما بين 1000 إلى 3000، رفعوا لافتات تحمل شعارات من قبيل: "البرادعي من أجل الأمة"، و"يا برادعي قولها قوية مصر محتاجة للديمقراطية"، و"معك من أجل مصر"، ومن بين مستقبليه الأديب المعارض علاء الأسواني، وقيادات حركة "كفاية"، وممثلون لحركة "شباب 6 أبريل"، بينما لم تبعت جماعة "الإخوان المسلمين" مندوبا رسميا عنها، وحضر عدد من قياداتها البارزة بشكل فردي. وأضاف أن البرادعي لم يعلن حتى الآن نيته في خوض سباق الرئاسة لكنه أوضح شروطه للترشح، وعلى رأسها تعديل الدستور بما يسمح لكافة المرشحين بالانتخابات دون أي قيود أو شروط، في ظل القيود التي تفرضها التعديلات الدستورية التي جرت ما بين عامي 2005 و2007 على ترشح المستقلين، وإذا قرر الرئيس حسني مبارك عدم الترشح في الانتخابات القادمة - على الرغم من عدم وجود مؤشرات على ذلك- فسيعمل هو وحزبه كل ما بوسعه لكي يخلفه نجله جمال مبارك في السلطة. مع ذلك، قال المحلل الإسرائيلي إن الحزب الحاكم والعائلة الرئاسية المصرية يتعرضان للضغط منذ عودة البرادعي إلى القاهرة، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية المصرية أوفدت مندوبا "غير بارز" إلى مطار القاهرة كي يكون ضمن مستقبليه، بينما اكتفت صحيفة "الأهرام" بالإشارة لوصوله في خبر لم يتعد حجمه أربعة أسطر، وأصحاب أعمدة الرأي في كل الصحف الحكومية قاموا بشحذ أقلامهم ضده. واستشهد بهجوم كرم جبر رئيس مجلس إدارة "روزاليوسف" ضد البرادعي رغم امتداحه علمه وشخصيته، وقوله إنه ينبغي تشجيعه، لكنه قال إن البرادعي "استغل عمله الدولي لمصلحته الشخصية فقط لا لمصلحة مصر، وبهذا يشبه بطرس غالي وآخرين"، وأشار إلى أن مصر هي التي منحته حقوقه لا العكس، لافتا بسخرية إلى أن عدد مستقبليه بالمطار لم يبلغ مليونا وهو عدد مستقبلي مدرب منتخب مصر لكرة القدم حسن شحاتة، ولا خمسين ألفا وهو عدد مستقبلي الفائز في مسابقة "ستار أكاديمي". وقال المحلل الإسرائيلي إن هذا ليس النقد الوحيد الذي تعرض له البرادعي من ممثلي السلطة، حيث هناك أيضا عدد من المواقع الإلكترونية المصرية اتهمته بأنه لم يفعل شيئا في مقاومة الفساد بمصر خلال الفترة التي قضاها خارج البلاد، وإن هذه المواقع جاءت كجبهة مضادة لحملة التأييد التي يقودها ناشطون على موقع "الفيس بوك" وأشهرها مجموعة: "البرادعي لرئاسة مصر في سنة 2011" والراغبين في تحقيق الديمقراطية ببلادهم . وخلص برئيل إلى أن طريق البرادعي لكرسي الحكم إذا استقر رأيه على المنافسة صعبة وطويلة، مضيفا أنه من مواليد حي الدقي بالقاهرة ومعروف جيدا وسط دوائر النخب المصرية بالعاصمة المصرية لكن اسمه غير معروف في الضواحي الكبيرة، حيث يسكن أكثر مواطني مصر، كما أنه ليس المرشح الوحيد الطامح للرئاسة، فهناك عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية واللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة المصرية .