عقد التيار الشعبي جلسته الثانية لمؤتمر "الاندماج الوطني وإدارة التعددية الدينية في مصر"، تحت عنوان "جدليات الاندماج الاجتماعي للأقباط في مصر بعد الثورة" وترأسها الكاتب محمد الخولي. وقالت نادية رمسيس، أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية، إن "النظام الاقتصادي في مصر هيمن عليه النظام السياسي وهو ما يعني أن الحصول على الموارد الاقتصادية يتم عبر العلاقات السياسية، وبالتالى علاقات القوى تحدد استراتيجيات السياسة للدولة، لافتة إلى أن النخب السياسية في مصر منقسمة على نفسها وهذا التشرذم يؤدي لصراع سياسي حتى تنتصر قوى على الأخرى. وقال الدكتور سيف عبد الفتاح، المستشار السابق للرئيس في كلمته، إن التيار الشعبي يناقش قضايا في غاية الأهمية، وهناك مساحات تشغلها المعارضة الفاعلة وأهم هذه الأدوار هو تقديم البدائل، نظرًا لأن السلطة عاجزة في التعامل مع بعض القضايا، والمعارضة يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تقديم البدائل الممكنة، وهي بدائل ليست كلامية إنما بدائل تقدم مساحات من العمل والفعل وسط المجتمع والعمل على أرض الناس والمجتمع، وهو أمر في غاية الأهمية ومن ثم فالمعارضة لا تقوم بذلك فقط كيدًا في السلطة، إنما لما تفرضه عليها حاجات المجتمع. وأضاف "عبد الفتاح" أن "استقلال الجماعة الوطنية لا يتحقق إلا بثلاثة عناصر، الحالة الثورية ومنع الفلول من العودة، إضافة لمنع ظهور العسكر للمشهد، مشيرًا إلى أن مفهوم الجماعة الوطنية من المفاهيم الأساسية التي تعود للتاريخ الممتد في مصر على مر العصور، وهذا المفهوم حاليًا بعافية، لأنه يقتصر فقط على التعدد الديني، وهو ما يمكن تسميته بالتيار الرئيسي الذي ننقب عنه في ذاكرة الأمة السياسية والثقافية". وأوضح عبد الفتاح أن "ما حدث في التحرير كان نموذجًا لمفهوم الجماعة الوطنية، في ظل تعايش المسلم والقبطي والناصري واليساري واليميني في ميدان واحد، ثورة مصر لابد أن تُحدث حالة من الانتقال المجتمعي، فبعد سنتين يوجد تأخر شديد في فتح الملفات التي تتطلبها الثورة"، مشيرًا إلى أن الجماعة الوطنية هي وحدة الانتماء التي ترتبط بالشرعية والجامعية والدافعية والفاعلية التي تحرك كل طاقات المجتمع". وقالت الدكتورة مي مجيب، أستاذ العلوم السياسية في كلمتها، إن مفهوم الاندماج يأتي من جدلية علاقة الدولة والمجتمع، وهناك معطيات برزت بعد صعود تيار الإسلام السياسي واختلاف طبيعة العلاقة بين المؤسسات الدينية والأقباط، مشيرة إلى أن معوقات الاندماج الوطني تضم توترات الأحداث الطائفية ورحيل البابا شنودة وصعود مرشح إسلامي بالانتخابات الرئاسية.