عُقدت الجسلة الثانية لمؤتمر التيار الشعبي "الاندماج الوطني وإدارة التعددية الدينية في مصر"، وكان عنوات الجلسة هو "جدليات الاندماج الاجتماعي للاقباط في مصر بعد الثورة" وترأسها الكاتب محمد الخولي. وقالت نادية رمسيس أستاذ الاقتصاد بالجامعة الامريكية إن "النظام الاقتصادي في مصر هيمن عليه النظام السياسي وهو ما يعني أن الحصول علي الموارد الاقتصادية يتم عبر العلاقات السياسية، و بالتالي علاقات القوي تحدد استراتجيات السياسية للدولة"، وأضافت أن "النخب السياسية في مصر منقسمة علي نفسها وهذا التشرذم يؤدي لصراع سياسي حتي تنتصر قوي علي الأخرى، والفتنة الطائفية تاريخيا تنطلق في فترات محددة وهي فترات الازمة الانتقالية، في السبعينات بعد فترة حكم عبد الناصر خرجنا من دولة الفلاحين والعمال و الطبقة الوسطي و الاندماج الاجتماعي، إلي القطاع الاقتصادي والتشييد والبناء ومعاهدة السلام، واللآن نتسأل كيف تعاملنا مع هذا التحول؟" وأشارت "رمسيس"إلى أن تغيير الفكر المصرى كان لمصلحة السادات ونظامه، حيث استعان النظام بالقوى الاسلامية آنذاك لمساعدته في مواجهة القوى الناصرية واليسارية، أمام اليوم، بعد ثورة 25 يناير التي كانت نموذج للحب والاخاء بين فئات المجتمع جاء المجلس العسكرى ليبيع البلد ولا يحقق أى من مطالب الثورة الثلاثة عيش حرية عدالة اجتماعية". وقال الدكتور سيف عبد الفتاح المستشار السابق للرئيس في كلمته إن التيار الشعبي يناقش قضايا في غاية الأهمية، وهناك مساحات تشغلها المعارضة الفاعلة وأهم هذه الادوار هو تقديم البدائل، نظرا لأن السلطة عاجزة في التعامل مع بعض القضايا، و المعارضة يمكن ان تلعب دور كبير في تقديم البدائل الممكنة، وهي بدائل ليست كلامية إنما بدائل تقدم مساحات من العمل والفعل وسط المجتمع والعمل علي أرض الناس والمجتمع، وهو أمر في غاية الاهمية ومن ثم فالمعارضة لا تقوم بذلك فقط كيدا في السلطة، إنما لما تفرضه عليها حاجات المجتمع. وأضاف "عبدالفتاح" أن "استقلال الجماعة الوطنية لا يتحقق إلا بثلاث عناصر: الحالة الثورية ومنع الفلول من العودة، إضافة لمنع ظهور العسكر للمشهد. مشيرا إلى أن مفهوم الجماعة الوطنية من المفاهيم الاساسية التي تعود للتاريخ الممتد في مصر علي مر العصور، وهذا المفهوم حاليا بعافية، لأنه يقتصر فقط علي التعدديات الدينية، وهو ما يمكن تسميته بالتيار الرئيسي الذي ننقب عنه في ذاكرة الأمة السياسية والثقافية". وأوضح عبدالفتاح أن "ما حدث في التحرير كان نموذجا لمفهوم الجماعة الوطنية، في ظل تعايش المسلم والقبطي والناصري واليساري و اليميني في ميدان واحد، ثورة مصر لابد أن تُحدث حالة من الانتقال المجتمعي، فبعد سنتين يوجد تأخر شديد في فتح الملفات التي تتطلبها الثورة"، مضيفا أن "الجماعة الوطنية هي وحدة الانتماء التي ترتبط بالشرعية و الجامعية والدافعية والفاعلية التي تحرك كل طاقات المجتمع". وقالت الدكتورة مي مجيب، أستاذ العلوم السياسية في كلمتها إن "مفهوم الاندماج يأتي من جدلية علاقة الدولة و المجتمع، وهناك معطيات برزت بعد صعود تيار الإسلام السياسي واختلاف طبيعة العلاقة بين المؤسسات الدينية و الاقباط" وأضافت أن معوقات الاندماج الوطني تضم توترات الأحداث الطائفية و رحيل البابا شنودة وصعود مرشح إسلامي بالانتخابات الرئاسية، الحديث عن الاندماج الاجتماعي يؤكد ضرورة خروج الاقباط من شرنقة العلاقة بين الدولة و الكنيسة و المجتمع، وكسر حاجز الخوف الذي كان يسيطر عليهم في السابق".