عرض أبو سجاد، وهو إسم مستعار لقائد الميليشيا العراقية فيديو مقاتلون عراقيون يحملون البنادق الهجومية وقاذفات "آر بي جي" وهم يسيرون على الطريق السريع الذي اصطفت على جانبيه أشجار السرو يبتسمون وهم يسجلون بهواتفهم الجوالة وكاميرات الفيديو مشاعرهم في أعقاب معركة شرسة خاضوها لتأمين مطار حلب من محاولات الثوار السوريين الاستيلاء عليه حيث صاح أحد قادة هذه المجموعة: "أنتم أبناء العراق وأبناء الإسلام" وأضاف تقرير نشرته جريدة الشرق الأوسط اللندنية انه فى وقت قريب كانت مشاركة شيعية في العراق في دعم الرئيس السوري بشار الأسد في الصراع الذي تحول بصورة متزايدة إلى حرب طائفية وإقليمية. بيد أنه لم يتسن التأكد من المكان أو الظروف التي تم تصوير الشريط فيها. وأكد التقريرحتى وقت قريب، كانت مشاركة الشيعة العراقيين في الحرب السورية مغلفة بالسرية هنا في العراق، حيث دأبت حكومته على نفي أي مشاركة لها في الصراع. لكن المقابلات الأخيرة مع مقاتلين ومحللين ومسؤولين بحكومات عربية وأبناء المدن الشيعية في العراق، كشفت عن توجه متنام لإعلان هذا الأمر لاعتقاد المقاتلين العراقيين أن مشاركتهم جزء من صراع إقليمي لهزيمة «القاعدة»، وما يقولون إنه جهود واسعة من قبل المنطقة السنية للقضاء على الشيعة. وإلى جانب المقاتلين المنتمين إلى القوات الأمنية الإيرانية ومقاتلي حزب الله الموالين للأسد يشارك مقاتلون عراقيون ينتمون في غالبيتهم إلى المجموعات المقاتلة المعروفة بتلقيها دعما إيرانيا. يثير دور المقاتلين الشيعة العراقيين في سوريا تساؤلات حول تواطؤ محتمل من الحكومة العراقية، وهو ما انتقده مسؤولون أميركيون أخيرا بالسماح لإيران باستخدام المجال الجوي العراقي للرحلات التي يزعم أنها تنقل الأسلحة والقوات والإمدادات إلى حكومة الأسد. ويقول مسؤولون عراقيون إنهم وافقوا على طلبات الولاياتالمتحدة بتفتيش الرحلات الإيرانية. لكن كريم نوري، المتحدث باسم وزارة النقل، قال: «إن عمليات التفتيش العشوائية الأخيرة لم تكشف عن أي شيء غير شرعي». وأضاف: «نحن لا نؤيد المعارضة أو النظام في سوريا، ولن نجعل العراق جزءا من الحرب هناك». غير أن مسؤولين عراقيين حذروا مرارا وتكرارا من أن سقوط الأسد يمثل كارثة للعراق، من جانبه،صرح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لوكالة «أسوشييتد برس» في فبراير أن انتصار الثوار في سوريا من شأنه إحياء حرب طائفية في العراق. بينما قال سامي العسكري، النائب الشيعي المقرب من المالكي، في مقابلة أجريت معه، إن الحكومة «تغض الطرف» عن تدفق المقاتلين الشيعة إلى سوريا، كما هو الحال بالنسبة للسنة العراقيين الذين يساعدون الثورة في سوريا. ويقول محللون وقادة الميليشيات الشيعية إنه لم يتضح بعد عدد الشيعة العراقيين الذين شاركوا في القتال في سوريا، لكن أبو سجاد يقدر أعدادهم بنحو 200 مقاتل، مشيرا إلى أن الأعداد في تزايد. وقال إن بيان زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي أشاد فيه بمقاتلي المعارضة السورية في قتالهم ضد الأسد والإيرانيين، و«جبهة النصرة» التي تعهدت أخيرا بالولاء ل«القاعدة»، هو ما أثار حمية المقاتلين الشيعة. وصرح أبو سجاد «أصبح من الشائع جدا الآن أن يقول أحدهم (أنا ذاهب إلى سوريا للقتال)، لماذا يقول الظواهري ذلك علنا، بينما نبقيه نحن سرا؟». وفي مقابلة في بغداد، رفض أبو سجاد وأحد قادة الميليشيا الآخرين، أبو آية، الإفصاح عن كيفية دخولهم إلى سوريا أو الدور الإيراني في العملية. لكنهم قالوا إن بعض عملياتهم ساعدت في ترجيح كفة حكومة الأسد، التي حققت انتصارات على المعارضة في الآونة الأخيرة. ووصف أبو سجاد مهمته التي امتدت لشهرين في ربيع هذا العام بأنها كانت منظمة للغاية. وقال إنه انضم إلى عشرة من المقاتلين، يتمتعون جميعهم بمهارات قتالية عالية بفضل السنوات التي قضوها في قتال القوات الأميركية في العراق، وإن الجيش السوري زودهم بالأسلحة والمركبات والإمدادات. وقال: «القوات العراقية تقوم بمهمات خاصة فقط. نحن نقاتل وعندما نحرر مكانا يأتي الجيش السوري ليقيم قاعدة فيه». وقال الرجلان إنهما ينتميان إلى ميليشيا شيعية لكنهما رفضا التصريح باسمها. لكن شيعة من مدينة الصدر في بغداد يعرفونهما قالوا إنهم أعضاء في جماعة «عصائب أهل الحق» المسؤولة عن الهجمات الأميركية في العام الأخير من الحرب العراقية. ويقول صحافيون وسكان في بغداد والعديد من المدن الشيعية الأخرى في جنوب العراق، إن الجماعة تقوم بجهود مريبة لتجنيد المقاتلين وإرسالهم للقتال في سوريا. وعلى الصعيد العلني، يقول قادة الميليشيات والمسؤولون الحكوميون ورجال الدين الشيعة في بغداد وطهران، إن شيعة العراق يقصدون سوريا لسبب وحيد، وهو حماية ضريح السيدة زينب جنوبدمشق. وقال مسعود جزايري، المتحدث باسم هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة الإيرانية، لقناة «المنار» الإخبارية اللبنانية الأسبوع الماضي، إنه «تم اتخاذ العديد من التدابير لتشكيل قوات لحماية الأضرحة الشيعية في سوريا