عرض المتطرف الهولندي جيرت فيلدرز (46 عامًا) الاثنين، حزبه الحرية اليميني المتشدد الذي يتزعمه لحكم هولندا بعد انهيار الائتلاف الحاكم إثر خلافات بين أحزابه حول موعد كان مقررًا سابقًا (أغسطس المقبل) لسحب قوات الاحتلال الهولندية من أفغانستان. ورحب فيلدرز- مخرج فيلم "فتنة" المعروف بكراهيته الشديدة للإسلام-، في حديثه لوسائل إعلام محلية بسقوط حكومة يان بيتر بالكيننده، قائلاً: "أحلم بهذا اليوم منذ مدة طويلة، وها هو يتحقق، لم تكن هذه الحكومة تستحق الحكم ولو ليوم واحد آخر". واعتبر المتطرف المعروف بموقفه المعادي للمهاجرين، وخاصة المسلمين منهم، أن الحكومة السابقة لم تتفوق سوى في "ضرب الأرقام القياسية في أعداد المهاجرين"، وهو يشير بذلك إلى استقبال بلاده المزيد من المهاجرين. ومضى فيلدرز قائلاً: إن "هذه الحكومة دمرت الاقتصاد وزادت الضرائب ودعمت الإسلام، وراح أعضاؤها يتشاجرون علانية في الشوارع"، وشدّد على أنه "رغم إعلان عدة أحزاب رفضها الانضمام لحزب الحرية في أي ائتلاف، فإننا لن نستبعد تشكيل ائتلاف مع أي أحد.. المشكلة ليست إذا ما كنا مستعدين للانضمام لحزب يقوده بالكيننده وحزبه الديمقراطي المسيحي، وإنما هي من يكون الحزب الأكبر". وأجمعت استطلاعات الرأي التي جرت خلال الأشهر القليلة الماضية على توقع أن يكون حزب الحرية هو ثاني أكبر الأحزاب إذا ما أجريت انتخابات جديدة، ليرتفع عدد المقاعد التي يشغلها من تسعة إلى 24 على الأقل من بين 150 مقعدًا يضمها البرلمان. ومنذ العشرين من يناير الماضي تنظر محكمة أمستردام في لوائح اتهام موجهة ضد فيلدرز بتهمة "إهانة المسلمين الذين يمثلون فئة من الشعب الهولندي والتحريض على كراهية أتباع الإسلام"، وفي حال إدانته يواجه عقوبة السجن لمدة 16 شهرًا كحدٍّ أقصى، وغرامة تصل إلى عشرة آلاف يورو. وكان ستة مستشرقين وخبراء في علوم القرآن الكريم والقانون بهولندا قد وجهوا رسالة مفتوحة إلى محكمة أمستردام أكدوا فيها أن استشهادات فيلدرز من القرآن الكريم التي أوردها فيلمه "فتنة" المسيء للإسلام "مضللة ومقطوعة من سياقها". وتمثل هذه الرسالة، بحسب كاتبيها، ردًا غير مباشر على طلب فيلدرز من المحكمة استدعاء 18 شاهدًا، بينهم شخصيات معروفة بعدائها الشديد للإسلام، للدفاع عن تصريحاته المسيئة للمسلمين. ووقع على الرسالة، التي تداولها عدد من وسائل الإعلام الهولندية، كل من فريد ليمهاوس، وهو مستشرق ترجم القرآن الكريم إلى اللغة الهولندية، وجان ميشيل خبير القانون والشريعة، وجيرار فيخيرز خبير الدراسات الدينية، وبيتر فان كونس فالد المتخصص في الدراسات الإسلامية، ورود بيترز أخصائي الفقه الإسلامي والثقافة العربية، والفيلسوف مارليس ديربورج الباحث في القرآن والكتاب المقدس.